مفهوم رأس المال الفكري - صلاح هادي الحسيني- السويد
Thu, 21 Jun 2012 الساعة : 17:58

- مفهوم رأس المال الفكري "Intellectual capital ":-
يمتلك موضوع أدارة الموارد البشرية من الأهمية ما يجعله في مقدمة الموضوعات التي تشغل اهتمام المخططين الإداريين والساعين لرسم السياسات والاستراتيجيات المستقبلية لمنظمات الإعمال وللمجتمعات بصورة عامة، فهو يشكل تحدي لجميع المنظمات في مختلف الدول سواء كانت متقدمة أو نامية، وكيف لا والإنسان هو الوقود الفكري الذي يَُمَكن عوامل الإنتاج الأخرى من الحركة والانطلاق والاندماج لتحقيق الرفاهية للجميع.
وكذلك برزت أهمية هذا العامل الإنتاجي المهم من حيث طبيعة موارده البشرية وما تمتلكه من مهارات متجددة ومتطورة بتطور المخزون الفكري للإنسان وتراكم الخبرة التجريبية إضافة إلى التباين في القدرات البدنية والفكرية والعقلية بين فرد وأخر. فالمخطط الإستراتيجي في منظمات الإعمال حريص على أستحصال الكفء والأقوى والأفضل في أداء الوظائف بمختلف المجالات لذلك كان من ضمن هذه التحديات هو الحصول على رأس المال الفكري والذي يمثل أثمن أصل من أصول تلك المنظمات لأنه كما أعتبره Brown, 1988 من حيث الأهمية بقوله ( إن رأس المال الفكري غير المستثمر عملية يمكن تشبيهها بالذهب غير المستخرج).
ويخص رأس المال الفكري (أو المعرفي ) رأس المال الموجود في منظمة ما والذي يركز على العوامل البشرية وخاصة الكفاءات ويقبل محاسبيا في هذا الإطار كل ما يقتصر على رأس المال الغير المادي ولا يرتبط بالأصول المادية ( ).
إي البحث عن النخبة من الموارد البشرية والتي تساهم إسهاماً حقيقياً في خلق نقلة نوعية في منظمات الإعمال سواء كان في مجال براءات الاختراع أو الإبداع أو تقليص النفقات أو تحسين نوع المخرجات سلعية كانت أو خدمية...الخ بحيث يشكلون الميزة التنافسية الحقيقية لهذه المنظمة.
لذا يمكن إن نعرّف رأس المال الفكري على انه المعرفة التي يمكن تحويلها إلى قيمــــة.
ويتكون رأس المال الفكري من عنصرين هما:-
• العنصر الأول: هو رأس المال البشري Human Capital وهي المعرفة المتخصصة المحفوظة في ذهن العامل الفرد والتي لا تملكها المنظمة بل هي مرتبطة بالفرد شخصياً.
• العنصر الثاني: هي الأصول الفكرية Intellectual Assets وهي المعرفة المكّوّرة وهي مستقلة عن شخص العامل وتمتلكها المنظمة ( ).
- ويُعرّف رأس المال الفكري على أنه مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون المعارف والخبرات والمنجزات التي تمكنهم من الإسهام في أداء المنظمات التي يعملون بها، وبالتالي الإسهام في تطور مجتمعاتهم بل والعالم بأسره (2).
- وكما عرف (hamel) عام 1994 رأس المال الفكري بأنه قدرة متفردة تتفوق بها المنظمة على منافسيها من تكامل مهارات مختلفة تساهم في زيادة القيمة ألمقدمة للمشترين وهي مصدر من مصادر الميزة التنافسية.
- وكذلك عرفها (webster) عام 1995 على انه صفة للقياديين التحويليين تمثل قدراتهم على تحويل التقنية في البحث إلى التصنيع بنجاح عال يساهم في بقاء المنظمة في عالم المنافسة لمده طويلة (3).
- في حين عرّفه عاشور بأنه زيادة قدرة منظمات المجتمع على التكيف من خلال تطوير منتجاتها وتقنيات أنتاجها وخفض تكاليفها وباتجاهات مستحدثة وغير مسبوقة من خلال تقنية الإبداع والتعليم المؤسسي والاستثمار المتعاظم من البشر تدريباً وتعليماً.
- كما عرفها صالح بأنه يمثل نخبة من العاملين تستطيع أنتاج الأفكار الجديدة التي من خلالها تستطيع المنظمة أن توسع حصيلتها في السوق وتعظيم نقاط قوتها في مواقع قادرة على اقتناص ألفرصة المناسبة.
- وعرفها العنزي على انه المعرفة المفيدة التي يمكن توظيفها واستثمارها بشكل صحيح لصالح المنظمة ( ).
ويُعدُّ Ralph Stayer والذي كان مدير شركة جونسون فيلي للأطعمة أول من أطلق عبارة رأس المال الفكري منذ بداية التسعينات الميلادية حيث قال (( في السابق كانت المصادر الطبيعية أهم مكونات الثروة الوطنية وأهم موجودات الشركات، بعد ذلك أصبح رأس المال متمثلاً في النقد والموجودات الثابتة هما أهم مكونات الشركات والمجتمع، أما الآن فقد حلّ محل المصادر الطبيعية والنقد والموجودات الثابتة رأس المال الفكري الذي يُعد أهم مكونات الثروة الوطنية وأغلى موجودات الشركات )) (2).
ومن خلال ما تقدم من تعاريف سابقة لرأس المال الفكري نلاحظ التباين في توصيفه فمنهم من ركز على الميزة التنافسية، والأخر ركز على مستوى الإبداع، وثالث ركز على كونها تحافظ على منظمات الإعمال في أجواء المنافسة السائدة، ورابع أكد على قدرتها على إنتاج أفكار جديدة تعاظم من نقاط القوه واقتناص الفرص وقد اشتركت التعاريف بمجموعة مشتركات منها:
1- التركيز على النخب ذات المؤهلات والقدرات العلمية والعقلية.
2- أن رأس المال الفكري هم الأشخاص الذين يمثلون ميزه تنافسيه يصعب إلى حد كبير إيجاد بديل عنهم.
3- يتكون من مجموعة من العاملين الذين يمتلكون قدرات معرفية وتنظيمية دون غيرهم.
4- يرمي إلى إنتاج أفكار جديدة أو تطوير لأفكار قديمة يمكن إن تساهم في ألمحافظة على وضع الشركة التنافسية.
5- يسعى إلى توسيع الحصة السوقية للمنظمة وتعظيم نقاط القوة.
6- يقود إلى خفض التكاليف وإمكانية البيع بأسعار تنافسية مع تحسين إنتاجية المنظمة.
7- يقود إلى زيادة ألقدرة الإبداعية وجذب العملاء وتعزيز ولائهم ولا يتركز في مستوى إداري معين دون غيره.
8- لا يشترط توافر شهادة أكاديمية لمن يعتبر ضمن رأس المال الفكري ولا يتحدد في مستوى وظيفي معين.
ومن خلال ما تقدم يمكن أن نضع تعريفاً إجرائياً مفاده:
أن رأس المال الفكري عبارة عن صفوة العاملين الذين يمتلكون قدرات عقلية ومهارات بحيث يكونوا قادرين على الإبداع وإنتاج أفكار جديدة قادرة على ألمحافظة على وضع الشركة التنافسي، وزيادة إنتاجيتها، وتقليل الكلف، وتعظيم نقاط القوه داخل المنظمة، ولا يُشترط توفر شهادة أكاديمية في رأس المال الفكري ولا تتحدد في مستوى أداري معين ساعين من خلال ذلك لاقتناص الفرص والمحافظة على العملاء.
خلاصة القول ان حركة التطور في الوجود منذ ان بداءت الخليقة الى اليوم ترتبط ارتباطا وثيقاً بحركة الابداع الفكري والمعرفي لتلك المجتمعات ارتبط ذلك بمحركات ذلك الابداع انطلاقاً من الطموح الى الهدف ثم الفكره فالتخطيط ...الى لمس النتائج النهائية لتلك الافكار من خلال مقارنتها بالأهداف الاساسية والتي تعد نقطة الانطلاق لمخرجات أي مجتمع من المجتمعات .
فإذا ما استطاع المجتمع بمختلف مؤسساته ان يوظف وبطريقة مدروسة امكانياته في الاستثمار البشري وخلق نوع من الترابط بالأهداف بين اهداف الفرد والمؤسسات الانتاجية وأهداف المجتمع ستكون نتائج مبهرة وتجربة كوريا الجنوبية اوضح دليل على ذلك وهذا ما تحتاجه مجتمعاتنا النامية فعلينا كدول نامية اذا ما وجدت ارادة حقيقية ورغبة صادقة لدى القيادات السياسية في مجتمعاتنا في النهوض بواقعنا المؤلم ان تتحرك على عدة خطوات:
1- ان يكون الانسان في مقدمة اولوياتها.
2- الشفافية والوضوح في الاهداف العامة للمجتمع والمؤسسات الانتاجية وان يكون الفرد المنتج في المجتمع جزءاً من تلك الاهداف و خلق نوع من الاتحاد والترابط بينهم .
3- ان يصبح تكافؤ الفرص شعور وقناعة سائدة في المجتمع ككل.
4- ان تعطى الفرصة الحقيقية للعلماء والمفكرون والمبدعون لإدارة حركة الانتاج في المجتمع واتخاذ القرارات المتعلقة بذلك.
5- تنمية الحالة الابداعية والحراك الفكري لدى الافراد ومكافئة المتميزين منهم .
6- خلق الشعور بالانتماء والاستقرار لدى الفرد المبدع وتوفير الاجواء المثالية للحراك الفكري للمبدعين.
يمكن اذا ما اتخذت هذه الخطوات في مجتمعاتنا سنكون نداً للآخرين فقد كرمنا الله وفضل العلماء وأوصانا بذلك كأمة مسلمة لكننا تركنا وصيا السماء وقراءها الاخر قراءة حقيقية فتقدم علينا وقبعنا في تخلفنا وقدم الجاهل وحكم الظالم.
لقراءة المزيد من الموضوعات اضغط الرابط التالي http://rooad.net/index.php