الإعمار البشري وحواسم الإيمو-حسين شلوشي

Thu, 21 Jun 2012 الساعة : 10:16

مهما كان الوصف والسلوك للايمو فهي حواسم من مجتمعاتها وان صحت او لم تصح كظاهرة فهي موجودة ولو بحالات اقل بكثير من الترويج لها في وسائل الاعلام او ربما تداخلت معها ظواهر اخرى وادرجت في نفس التصنيف .
و لا شك ان الظاهرة ليست جديدة في مجتمعاتها الاصلية الغربية في اوروبا , الا ان الجديد فيها ما تلقفه الشباب العربي من صورة خارجية شكلية نهائية لغطاء التكوين الاجوف لهذا النوع من البشر.
وان كان ثمة مؤشر اول يطرح هو حجم الماساة من البون الشاسع بين مجتمع الغرب الذي يؤسس لنفسه وليس لغيره اي خيار يراه مناسبا للتعبير عن حال اوظر ومجتمع العرب المتمظهر بالتسربل و التبعية والشحاذة والتقليد حتى في الذي لايعرف ماهو !!!
كم هو حجم وطول هذه المسافة التي تدفع الشباب ان يتماهى بسلوك منقوص التاصيل من منبعه الا ليقول انا موجود ومثلكم يا اوروبيين يا بشر فاحترموني او انظروا الي او او ... ولا نريد الكلام في نظرية المؤامرة او نقل شكل التجارب دون مضمونها او آلياتها او منهجية التفكير التي اوصلت اليها !!!
او يريد ان يقول اني في مجتمع لايحترم الانسان ويتمشدق بنصو وسلوكيات رجالات تاريخ كبار جدا التصقوا بمبادئ الخلق الشفافة العليا كما يريدها الخالق جل وعلا وانتهى الامر لتتحول لاحقا الى تجارة الربح المضمون كما يسميها افلاطون ويقصد بها تجارة الاخلاق والمبادئ.
كانت المجسرات والى بدايات القرن التاسع عشر تجري بين الاوربيين والعرب عبر حوار الفكر النظري والتحليلي والتاطير لمدنيات مستقلة او متقاربة او متضادة في نظريات البناء الاجتماعي ويتم التواصل من اجل التكامل الانساني الذي لم تلغه حتى نزعات المستعمرين في سلطات هذه الدول الاوربية , ولعل جهد المرحوم رفاعة الطهطاوي لا يمكن ان يغيبه احد , وهذا الجسر المدني بين الغرب والعرب بين ابن خلدون ومقدمته في الاعمار البشري وافكار مونتسكيو وتاملاته في اسباب عظمة وانحطاط الرومان , ثم يكافح محمد عبده بعد ذلك في الازهر ليعدل مناهج ازهرية كانت تستبعد نظريات الاجتماع في معالجات دروس الازهر ويكسر فيها طوق ( ليس المعتاد ) ،هذا الطوق الفولاذي الذي يسمح للايمو المرور بالقوة ويحجب النور بالجدار المعتم رغم ان الانوار تمر من كل الثقوب وتلقي ضوءها لتشكل انموذجا كلما تفاعل مع كمالات الانسان وارتقت به فهو يوسع دائرة دخول الضوء واذا لامست مادياته الخاوية وبلا مثل متحضر في مجتمعه فانه سيتمشدق هنا وهناك ويتجمل برداء الافاعي.
 

Share |