إلى الراحل الكبير سماحة آية الله الشيخ " باقر شريف القرشي رض-ابو هدى الشطري

Wed, 20 Jun 2012 الساعة : 9:17

لا تكون الكلمات بمستوى رثائك وتأبينك .. وقد لا أكون جديراً برثائك سيدي .. فمن عاصرك أو قرأ لك يدرك عمق الخسارة التي خلفتها برحلتك إلى دار الخلود .. لقد كنت مربياً بسلوكك ألعرفاني وتواضعك الرسالي وبقلمك الذي أرخت فيه بموسوعتك الكبيرة حياة الصادق الأمين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته الأطهار ..
لم تكن حياتك إلا وقفاً لهذا الدين العظيم ونذراً لخط آل محمد " صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي وجدت فيه الصراط المستقيم والنهج القويم ..
إن خسارتك أيها الراحل الكبير في هذا الزمن الصعب تضع أمام المتصدين لحراسة الدين مسؤولية مضاعفة في وجوب النزول إلى الساحة وأخذ زمام المبادرة ومواجهة الغزو الفكري والعقائدي والقيمي الذي يجتاح ساحتنا في ظل عولمة مدججة بالسلاح ومخالب ناعمة وتخطيط صامت لهدم الركائز والثوابت التي يقوم عليها واقعنا الاجتماعي ..
إننا يا سيدي إذ نودعك جسداً فأنت بلا شك حاضر فينا روحاً ربانية وفكراً متجدداً وورعاً متفانياً وتقوى متدفقة .. وسيظل إرثك مورداً ينهل منه الباحثون عن الحقيقة في بطون كتب التاريخ ..
نســـأل الله أن يبعثك مقاماً محموداً في رحال محمد وآل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وان يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وان تظل مكتبتك الكبيرة صدقة جارية لطلبة العلوم بشتى ألوانها ..

إنا لله وإنا إليه راجعون
 

Share |