من ذكريات الطفولة -دلال محمود -المانيا

Tue, 19 Jun 2012 الساعة : 16:28

الآن كان عليَّ أن أتهيأ لبدء , مرحلة جديدة في حياتي,فلقد أصبحت الآن في عداد طلبة الصف الأول الأبتدائي,في مدرسة النعمان الأبتدائية المختلطة,الله ياله من عيد بديع.
كان شقيقايَ, وشقيقتي قد سبقوني للألتحاق بتلك المدرسة فهم كانوا أكبر مني سناً .,
لقد كان شقيقي, يكبرني بستة سنوات, حيث كان في ,الصف السادس الأبتدائي وأنا إرتقيت سلم المرحلة الأولى..
في تلك المرحلة لم تكن المدارس قد صممت بالشكل الذي يفترض أن تكون عليه, بل كانت عبارة عن بيوت ضخمة ذات طابقين تؤجرها الدولة من مالكيها بمبلغ يتفق عليه من قبل الطرفين , وهذا يعني ان المدارس لم تكن في منطقة خاصة او مفصولة عن البيوت التي يقطنها الناس, وحتى المحلات فغالباً ماكانت من ضمن البيوت وليست في مناطق تجارية كما هو الحاصل في الوقت الحاضر
كان قبالة مدرستنا رجلا مسنّا يملك محلاً صغيراً, من ضمن بيته ليعيل عائلته مما يرزقه الله به من مال حلال.
حينما يخرج الطلاب من المدرسة يبدأون بالتجمهر أمام المحل المذكور يتسارعون في شراء الحاجيات الغذائية والحلوى , اشهر الاشياء كانت هي قطع قمر الدين , والحلقوم والبسكت , يأخذ أغلبنا قطعة الحلقوم ويضعها مابين قطعتين من البسكت ليقضموها بشهية لاتوصف.
في كل يوم وعندما يشارف الدوام على الانتهاء يبدأ الضجر يسيطر عليَّ , نعم لأنه يجب ان اقف في الطابور أنتظر دوري في الشراء وهذا مالم أكن استسيغه فأنا المدللة مابين عائلة كبيرة كيف لي ان اقف وانتظر, لكن يتوجب عليَّ الانتظار فانا كنت احرص على الا اصرف نقودي الا في نهاية الدوام كي اتمتع في الاكل وانا عائدة من المدرسة الى البيت ولكي اغيض شقيقتي التي نادرا ماكانت تحتفظ بنقودها الى ان ينتهي الدوام, آه كم كنت اتقن دور اللئيمة والتي لاتفكر الا بخبث,ودهاء.مالسبب لست ادري
من البديهي لم اقف في الطابور كالبلهاء بل كنت أنتبه لكل أمر يحدث,كنت اتابع الرجل المسن وهو يبيع للتلاميذ يعطي هذا الحاجيات ويؤخذ من ذاك النقود,في قرارة نفسي كان الحزن يملآ قلبي لاني اكاد اشعر بتعبه , هكذا كنت اشعر إزآء الكبار لاني ارى وجه ابي في كل المسنين والطيبين والمكافحين.
ها هم الاطفال يحومون حوله وكل منهم يريد ان يكون هو الاول في الطابور , لقد لمحت سوسن وسندس الشقيقتان اللتان يبدو هندامهما جميل ومرتب ومن عائلة ذات مستوى معيشي لابأس به.ياللمصيبة أنهما تسرقان الرجل المسن,نعم اني اراهما تسرقان مالذ لهما وماطاب من حلوى ومكسرات ومايقع تحت اليد.....
يُتبع .
 

Share |