رسائل إلى القادة الأمنيين-محمد كاظم الموسوي -بغداد

Mon, 18 Jun 2012 الساعة : 11:36

مشتبه تماماً من يظن ويصرّح ويقول بأن التفجيرات الأخيرة التي حصلت في بغداد وبقية المدن العراقية تزامناً مع ذكرى شهادة الإمام الكاظم بأنها تفجيرات سببها الأزمة السياسية التي يعيشها العراق أو بأنها رد فعل على التجاذبات السياسية الجارية في الأونة الأخيرة أو أنها نتيجة لفشل مشروع سحب الثقة من حكومة السيد المالكي, نعم قد يكون التوقيت يوحي بذلك وعلى أنها رد فعل غاضب على سقوط مشروع سحب الثقة.
إلا أننا وحينما ننظر إلى الأمور بدقة أكثر ونشاهد التصريحات من هنا وهناك ـ خصوصاً تصريح الإرهابي حارث الضاري ووصفه للمجرمين المنفذين لهذه الهجمات الإرهابية بأنهم أبطال المقاومة ـ نرى وبوضوح أن بصمات القاعدة والجماعات الإرهابية المتطرفة والبصمات الطائفية المحرضة حاضرة وموجودة في جميع الاعتداءات الاجرامية التي حصلت في هذه الفترة الزمنية, كاستهداف المكون الواحد وتهديم عدد من مساكن هذا المكون في مناطق العامرية والعمل الشعبي وغيرها واستهداف الزوار في أغلب مناطق العراق.
ومعنى ذلك أن العمليات الإرهابية هدفها طائفي بامتياز, والمستهدف فيها هي طائفة معينة, وأما الحكومة والعملية السياسية فهي مقصودة بالتبع .
وهذا ـ بكل مفرداته ـ دليل واضح على تنامي قدرة ودور هذه الجماعات الإرهابية, ودليل آخر على ضعف الجهد الاستخباري لدى الأجهزة الأمنية وعجزها عن مجارات تكتيك الجماعات الإرهابية وما تقوم به من تغيير في نمط العمليات خصوصاً في الآونة الأخيرة.
فعلى الرغم من الجهود المبذولة أمنياً, وبالرغم من كل جهود المصالحة الوطنية مع بعض هذه الجماعات إلا أن الضربات الإرهابية تزداد يوماً بعد يوم كماً ونوعاً, وأن هذه الجماعات مازالت حاضرة في الساحة وبشكل فاعل قادر على تجنيد القتلة والارهابيين, وعلى صنع وتفخيخ العبوات, وعلى اختراق الحواجز الأمنية وأجهزة المراقبة, وعلى تغيير تكتيكاتها بصورة آنية, وعلى التخفي والظهور في الساحة العراقية بحيث تضرب إينما شاءت وفي أي وقت أرادت.
ومن الغريب بعد ذلك كله قول السيد ضياء الوكيل الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد بإن ماحدث من تفجيرات في بغداد لا يعد خرقاً أمنياً نوعياً ؟
إن على الأجهزة الأمنية أن تعيد حساباتها في كل مفاصل العمل الأمني, وفي كل ملفات الجماعات الإرهابية, ومراجعة كل شاردة وواردة تتعلق بالقادة الأمنيين, فالاختراق والخلايا النائمة أمر شهد به العدو قبل الصديق, وهو أمر بات غير مستغرب في عراق اليوم, وإلا كيف استطاعت الجماعات الإرهابية اختراق هذا الكم الهائل من الحواجز والسيطرات الأمنية وأجهزة المراقبة والسونار ؟
وهذا لوحده كاف في أن تعيد الأجهزة الأمنية ترتيب أمنها الداخلي قبل كل شيء وتطويره وبناءه على أسس وطنية صرفة وعلى وفق معايير الكفاءة والإخلاص والمهنية البحتة, لا على أسس محاصصية وفئوية وعشائرية, هذا مع مراعاة ترتيب الجهد الأمني بدل الجهود المبعثرة والتي حالها حال عمل أمانة عاصمة بغداد حيث نرى أعمالاً وجهوداً مبذولة مبعثرة ليست على نسق واحد ولا على خطة واحدة بل أكثرها أعمالاً عفوية غير مستندة إلى خطط عمل مترابطة.
محمد كاظم الموسوي
 

Share |