المرحوم حمزة ألبدري قامة ثقافية قلعاوية هوت- إبراهيم الوائلي
Mon, 18 Jun 2012 الساعة : 11:17

( المرحوم حمزة ألبدري قامة ثقافية قلعاوية هوت) (رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن يسلم يعمر فيهرم) (كل ابن أنثى وان طالت سلامته يوما على آلة الحدباء محمول) قدر المثقفين يذهبون لمجاورة الرب العظيم بدون ضجيج بعد إن تقطعت بهم السبل وتناساهم الأقربون فهم يحيون أيامهم الأخيرة بعيدين عن محبيهم يبعدهم العوز والمرض وتأكلهم الغربة وينتابهم الاغتراب—المحبون هجروهم وصنعة الحرف مالت بوجهها عنهم وقسوة الأيام حط في رحابهم فباتوا يناغون أحلامهم ويستذكرون أيامهم الخوالي ديدنهم استرجاع لقى السنين وقراءة قصائد المعلقات وتداول اصدرات شارع المتنبي يمنون النفس بسابق الايام ولكن دون جدوى فان قسوة السنين وتعاقب الخطوب أمضت حسامها الهندي فأوقعت جروحا لاتدمل وجهن وعلامات من الصعب ردمها وأخاديد الهزال أمضت قطوفها وضعف الميسور أفنت صباهم وزحمت الفناء استلت رماحها تقلب شجونهم كما تريد وتشتهي----وأنت ياابا سامر خطفتك منا المنية ألان والآلام والسنون منذ عشرين عاما خلت أقعدتك عوادي الزمن وشلل مقبلات الأيام فعشت ردحا طويلا في بيتك حبيس تعد القوافي وتدون الحزن وتلقي بثقلك الأدبي في أراجيح الزمن الغابر—انك تلاوي الضعف بالاستقواء والسكون بالعنفوان لأنك لاتنشد الاستسلام بقيت طودا وعشت علما لم تنكسر ساريتك الفولاذية لم تخذمها الحراب لان أديمها الحرف ونجيعها القوافي وحناءها النشيد الأدبي يحضرك المتنبي ويزورك أبي العلاء وترثيك الخنساء ويمازحك أبي نؤاس ويبكيك ابن الرمي ويداعبك ألجواهري وتقبلك نازك الملائكة ويصفق لك السياب وتلاطفك لميعة عباس عمارة (طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب-----غدرت ياموت كم أفنيت من عدد) كنا نزورك فانستانس بك تضحكنا ظرائفك الدارجة ويستميلنا استباحتك الكلم---ننفق الوقت ونضيع الشغف ونغطس في الإنس ---نعود كالصبية اللائي يتراقصون في حضرات الأمهات—يعشقون الحنان ويهيمون في الأحضان هكذا كنت وستكون في الغد انك غذاءونا الروحي وفسحتنا الجميلة لك منا تراتيل الأدب والشعر وخواطر بنات الحي وساجدات الصوامع والمساجد لن تغادرنا أبدا ولكنك تنتظرنا بعد حين لان الجميع مغادرون ونقسم لك أننا سوف لن ننساك ونتناساك مطلقا نم قرير العين والفؤاد لأننا لانبارحك وننساك لأنك المعصم الذي يلم أيدينا مثواك الجنة ومآبك مثوى الخيرين وحشرك الله مع الصالحين كل نفس ذائقة الموت---يدركم الموت ولو في بروج مشيدة سلاما لك منا ياحمزتنا ونطلب من الله إن يدخلك جنانه إبراهيم الوائلي ذي قار/قلعة سكر
16/6/2012