تواريخ مضيئة...آل مراد انموذجا- حازم عجيل- الناصرية
Sun, 17 Jun 2012 الساعة : 13:28

حينما نتصفح تأريخ الناصرية وأرثها الثقافي نجد ان هناك عوائل مبدعة سجلت لها وقعا في الذاكرة الناصرية لن تمحى على مدى الايام وتقادم السنين ومن هذه العوائل عائلة الصحفي والمؤرخ والاديب لفته مراد رحمه الله المولود في مدينة الرفاعي تلك المدينة الغافية على نهر الغراف المشهورة بأدبائها ومنتدياتها الثقافية وهو نجل المرحوم مراد عباس محمد مختار مدينة الكرادي سابقا والتي تحول اسمها الى مدينة الرفاعي فيما بعد حيث دخل الكتاتيب لتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرأن الكريم, لفته مراد الذي استقر في الناصرية عام 1937 حيث عين كاتبا في قائمقامية سوق الشيوخ ثم الناصرية بعدها ترك السلك الوضيفي متفرغا للصحافة حيث اصدر اول صحيفة اسبوعية عام 1939 أسماها (المنتفك) والتي ظلت تصدر لسنوات في اللواء والتي تختزن في اعدادها تواريخ مهمة لمدينة الناصرية والتي تعتبر من المراجع المهمة للباحيثين لم ينقطع وهج الابداع لهذه العائلة انما امتد من خلال الشاعر والرسام قيس لفتة نجل الرائد الصحفي لفتة مراد هذا الشاعر الذي عشق الناصرية تجد وانت تتنقل بين قصائده المختلفة المضامين انها مسبوكة العبارة ذات صور مستنبطة من ارث حضاري كبير وثقافة عالية للشاعر, قيس لفتة مراد شاعر لا يمكن ان تمر به مرورا عابرا دون ان تتوقف لينتقل بك الى فضاءات شاسعة ومديات نائية تحليلا وتصويرا لما تتمتع به قصائدة من قوة في الشكل والمضمون ,قيس لفتة لم يكن (شاعر بلاط او شاعر أمراء بل كان شاعر غربة وفقراء) كما يقول الاديب حسن عبد الغني الحمادي لكنني اجد من خلال تجوالي بين طيات تأريخ هذا الشاعر انه لم ينصف ابدا سواء في حياته وحتى بعد رحيلة لكنه يبقى قامة عالية في مشهدنا الشعري والثقافي حيث كان يتمنى ذلك الانصاف قائلا
سيكتب في غد عني أناس وينشد في غد شعري رواتي
فياليت اللذين سينصفوني في مماتي أنصفوني في حياتي
اعتقد ان تناولنا لهذه العائلة المبدعة التي قدمت أرثا ثقافيا وادبيا كبيرا هو بعض من الوفاء لها لانها ما زالت حية بمنجزها وستبقى ورحم الله رائد الصحافة الاديب لفتة مراد وولده الشاعر قيس لفته القائل
أنا وحرفي كلانا خلف صاحبه كما يطاردني حرفي أطارده
وأنما الشاعر الفاني الى أمد في حين تبقى مع الدنيا قصائده.