الحلقة الثالثة من دفتر الوكيل الاقدم (بيت في عرب جبور)-عدنان الاسدي-بغداد
Sun, 17 Jun 2012 الساعة : 13:23

تعتبر منطقة عرب جبور حاضنة ذهبية لرجال القاعدة الارهابيين عند خولهم العراق،اذ تمتاز هذة المنطقة بقربها من منطقة الدورة وانفتاحها على مناطق غربي بغداد،وتباعد مساكنها وامكانية الاختباء والحركة فيها على حد سواء،لكل هذة الاسباب وغيرها نقل الارهابيون بعض مقرات عملهم الى هناك خصوصا وان هناك الكثير من المؤشرات التي دلت على تعاون بعض اهالي المنطقة معهم،وكان بالنسبة لنا وضعها تحت المراقبة امرا ضروريا،خصوصا وان نشاط القاعدة بدء يتزايد ويلحق الكثير من الاذى بالابرياء،وبالذات من يستخدمون طريق بغداد-كربلاء السريع المار بين الدورة وعرب جبور، بعد ايام قليلة رصدت عيوننا المبثوثة هناك بيتا لا يخرج الداخلون اليه،ويخرج منه اخرون لم يسجل دخولهم اصلا،مما وضعنا في حيرة ولغز يجب عدم التوقف طويلا امام فك اسرار شفرته،وعلى الفور طلبنا من احد العوائل المتعاونه معنا استضافة احد عناصرنا بشكل دائم ووافقت هذة العائلة الكريمة برضا رغم ماتمثله هذة الموافقة من خطر عليها، وكنت قد نبهت هذا العنصر بعدم استخدم هاتفه للاتصال والاكتفاء برسائل نصية قصيرة خوفا من ان يكون الارهابيون يضعون نظام مراقبة للاتصالات،اخذت الرسائل تصلني تباعا كاشفة غموض هذا البيت وسره ساعة بعد اخرى،حتى وصلتني رساله تقول (مشتاق لك ..اكدر اشوفك حتى نسولف) فرددت ب (ظهرا في مطعم ....) عندما حضر طلبت منه على الفور التحدث عن ما شاهده ولم يستطع ارساله برساله فقال :
البيت اللغز الذي يبتلع الداخلين اليه لم يكن لغزا ولا هم يحزنون بل كان واحد من ستة بيوت ارتبطت بشبكة انفاق سرية تحت الارض لكنه الوحيد الذي يبتعد عنها ب (750) مترا، في حين ترتبط البيوت الخمسة الاخرى بانفاق اطولها (250) مترا،وهذا البيت المنفرد يتخذ منه الارهابيون واجهة مكشوفة يدخلون منها الى تلك البيوت البعيدة عبر الانفاق المذكورة،وكانوا يضعون سياراتهم عند مجيئهم قرب تلك البيوت ليدخلوا الى هذا البيت سيرا على الاقدام ويتم في تلك البيوت التفخيخ واعداد الاحزمة الناسفة وذبح المواطنين الذين يتم خطفهم من مناطق سكناهم او من الطريق السريع،والبيوت التي في وسط القرية والكلام للعنصر الامني تعج بالحركة ليلا نهارا واغلب الظن انها مركز العمليات الرئيسي.
فكرت في الامر فوجدته خطيرا جدا ولا يمكن معالجته بمفرزة صغيرة تتالف من عدة اشخاص لكن خوفي على سرية العمل جعلني حذرا في التعامل مع الاصناف الساندة من القوات الامنية،وحريصا في اخذ اقل الموافقات من الجهات ذات الاختصاص،لذا قسمت الخطة الى قسمين يتركز الاول منها في تحريك القوات الساندة الى مكان قريب والاتفاق معها على اشارة وزمن بالتحرك،ودفعت بقوة الهجوم الرئيسة الى قرب الهدف المطلوب قبل زمن التنفيذ بثلاث ساعات واخراج ثلاث مجموعات صغيرة جعلتها تنفذ واجبها على شكل سيطرات روتينة لا تلفت النظر،وطلبت منهم عدم التدقيق بتفتيش الداخلين والتضييق الى اقصى حد على الخارجين،وقبل اعلان عقارب الساعة عن الحادية قبل منتصف الليل كانت قوة الهجوم تحكم الطوق على مجموعة البيوت الستة ومداخل الانفاق وكانت قوات الاسناد تحكم قبضتها على كل المنطقة،قبل الهجوم كانت الاتصالات من الجهات العليا للاطمئنان على سير العملية،المهم ،،اقترب الموعد وشرعنا بالهجوم واقتحم رجال الامن جميع البيوت بوقت واحد واعتقلنا الجميع بدون مقاومة لاننا اعتمدنا على عنصر المباغته،حصيلة العملية بعد عشر دقائق من تنفيذها اعتقال (11) قياديا كانوا داخل الانفاق اربعة منهم كانوا صيدا ثمينا،سرعة التنفيذ لم تسفر عن اصابات لكن الجناح العسكري في القاعدة خسر اربعة من اصحاب القرار والتجنيد والتمويل في جانبي الكرخ والرصافة..