كلمة ابو هدى الشطري اثناء زيارة رئيس الوزراء
Sun, 17 Jun 2012 الساعة : 13:20

الحمد لله .. وسلام على عباده الذين اصطفى الصادق الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ..
بكل عبارات الترحيب والاستبشار .. بكل معاني المحبة والافتخار .. بأسمى تحايا الأنام وبأغلى تحية للسلام .. نقدمها بين يديك دولة السيد رئيس الوزراء الأستاذ نوري كامل المالكي حامي وحدة العراق ارضاً وشعباً ..
نحييك والوافدين الكرام إلينا معك.. وجميع الحاضرين من أبناء ذي قار الحبيبة .. بتحية الإسلام .. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .. ومرحباً بمقـْـدكم الكريم بين اهلك وإخوتك وبني جلدتك ..
اسمحوا لي أن أتحدث باسمكم جميعاً وأرجو أن اعبر عما يدور في خواطركم كي يكون لنا متسع من الوقت للاستماع لدولة رئيس الوزراء المحترم ..
اليوم وأنت بين اهلك وأبناءك في محافظة ذي قار إذ يتطلع إليك الجميع وأنت تبثهم هموم وطن يريد البعض تجزئته .. ويريد البعض خرابه .. وبعض يريد نهبه وبيعه وبعض يريد اغتياله .. فيما أنت والمخلصون أمثالك تخوضون معركة تقرير المصير بصبر الحليم وحكمة الأوفياء وتعبرون خنادق النار بعزيمة المجاهدين وإرادة المناضلين .. تريدون وطناً موحداً وشعباً متصالحاً متعايشاً وامناً للجميع ودولة تعيش مــع محيطها الإقليمي والدولي على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ..
اليوم يلتقيك وتلتقي أهل ذي قار الذين عرفتهم وخبرتهم مدرسة للمقاومين الذي ن قارعوا الطغيان وافترستهم جرائم المنحرفين .. أهل ذ ي قار الذين أحرقت مظائفهم وهدمت بيوتهم وأعطوا خيرة شبابهم وكوادرهم قرابين سخية من اجل تحرير البلاد وكرامة العباد .. هنا يا سيدي دقت المسامير في رؤوس إخواننا .. هنا قطعوا السنة شبابنا .. هنا اهلكوا الضرع وأماتوا الزرع حتى غدت مدينة إبراهيم الخليل انقاضاً مهدمة وأحياء فقيرة محرومة وأبناءها حفاة يكدحون وجياعاً يدرسون وللقدر يبتسمون ورغم كل ما أكلته منا طواحين البعثيين ظل الحق في عزمنا متين .. لم ترهب إخوانك مخالب الضباع واستدام هتافهم يمزق أستار الليل الصامتين والمترددين .. لا نشترى نحن ولا نباع .. وأنت فيهم ومعهم تجدهم في قلبك ومعك .. يستحضرون وصية أمير المؤمنين لولده محمد بن الحنفية .. (( تد في الأرض قدمك وارم بطرفك آخر القوم )) ..
هم يعلمون إن محافظتهم لم تزل بحاجة إلى الكثير ويتذكرون جيداً إن شراب المجرمين لهم كان عصير الحرمان لا عصير الرمان ..
إلا إنهم أبوا أن يرضعوا صغارهم إلا محبة العراق ومحبة المخلصين من أبناءه رغم سياسة الترويع والتجويع ..
وما علموهم إلا أن العراق أمانة في أعناقهم وكل شيء يهون إلا أن يروا وطنهم تنهش لحومه ذئاب عاوية وكلاب مسعورة ..
اليوم وأنت فينا يدرك هذا الجمع من إخوانك ان العراق يحفه خطر كبير .. وان دوائر المخابرات المشبوهة لم تزل تعمل بلا كلل ولا ملل من اجل إضعافه ومن اجل أن لا يكون سيداً ومستقلاً وان لا يكون أبناءه أعزة واسياداً ..
وهم يرقبون اولاً بأول كل المحاولات المفضوحة والتآمر المكشوف للنيل من كرامتهم واستهداف وطنهم والرجوع إلى مربع الخيانة والقمع والانقلابات العسكرية ..
اليوم تلتقيهم وصدورهم يملؤها حزن عميق وبين جوانحهم آهات وأنات من ظلم ذوي القربى وغفلة الشركاء في هذا الوطن عما يخطط في غرف العمليات من خارج الحدود .. وهم يرون إن هذا اللقاء يجب أن يكون تجديداً للعهد معكم وانتم تخوضون غمار الصعاب من اجل أن لا نكون بلا امن ولا وطن موحد .. ويدركون جيداً أن زمن الملمات تتحدد فيه المسارات ..
وفي السنين العجاف تمتحن النوايا وفي مواجهة ستراتيجية الأعزاء المزدوج ( السلطة والمال ) ومعارك الضرب أسفل الحزام يعرف الصادقون ويفتضح المتاجرون والمقامرون ..
اليوم يتناسى أهل ذي قار كل الصغائر وكل التفاصيل وتتسامى نفوسهم على زلة كانت هنا أو ضعف هناك وتتشابك أياديهم استشعاراً منهم لحجم التحدي وخطورة التآمر ..
هم يعلمون إن المستهدف من كل هذا هو النهج والرؤية لبناء جمهورية العراق الثانية وان الدوافع لكل هذا الحراك العجيب والمحزن هي دوافع سياسية بامتياز ..
أهل ذ ي قار يعلمون جيداً إن المالكي ليست لديه أية مخالفة دستورية أو قانونية ولا حنثاً باليمين ولا خيانة لهذا الوطن ولم يثري على حساب المال العام ولم يعمل لحساب دولة أجنبية ولم يدفع باتجاه حرب طائفية ولم يقرب مكوناً على حساب آخر ولم يفرق بين محافظة وأخرى ..
وكل جريمته تمسكه بالدستور باعتباره السقف الذي يجب على الجميع أن يستظلوا تحت سقفه ..
ولو أعطى لهؤلاء ما يريدون ولأولئك ما يشتهون لكان ملك الملوك في نظرهم وأحسن رئيس وزراء بحساباتهم ..
ومع كل هذه الحقائق والمعطيات فأن هذا الجمع يتطلع لحكمتك دولة الرئيس وحكمة فخامة السيد رئيس الجمهورية المحترم وحكمة كل المخلصين من أبناء هذا الوطن الغالي أن تظل أياديكم ممدودة للآخرين وان تظل دعواتكم مستمرة من اجل عقد الملتقى الوطني واعتماد الحوار أساساً لتذويب المشاكل والدستور قاعدة ومنطلقاً وان تتسع صدوركم لكل ما تسمعونه منهم من اجل وحدة الوطن ودوام العيش المشترك بين مكوناته ولأننا في مركب واحد وتحت سقف واحد فإذا أغرق المركب غرقنا جميعاً وإذا أنهد السقف كان علينا جميعاً .. أيها الجمع الكريم .. باسمكم أجدد التحية لهذا المقدم وادعوا دولة السيد رئيس الوزراء المحترم ليتحدث إليكم ..
** فاستقبلوه بالصلاة على محمد وآل محمد **
اعلام ابو هدى الشطري