تفجيرات الاربعاء الدامية قُيدت ضد مجهول للحفظ رجاءاً !!- عباس داخل حسن - فنلندا

Sun, 17 Jun 2012 الساعة : 13:11

الاربعاء 13/حزيران/2012 شهد العراق طولا وعرضا عشرات التفجيرات الدامية راح ضحيتها مئات الابرياء . والبرلمان في إجازة غير شرعية ولامبررة على الاطلاق ولوحدث هذا الحدث في اي دولة من دول العالم سنجد أول من يسارع للانعقاد هو البرلمان في عقد جلسة مفتوحة لمناقشة وتتبع الحدث بخط ساخن بكل تفاصيله واستجواب الجهات المسؤولة من اجل الوقوف على هذه الخروقات الدموية المتكرر لالاف المرات ان لم نبالغ بحق شعب اعزل ومستلب الارادة ومحتجز كرهينة بيد شلة من السياسين اللا مبالين والمتجاهلين لكل الاحداث والمخاطر التي تنهش بالعراقيين . همهم الوحيدة هو التصارع على السلطة واصبح الشعب العراقي بين مطرقة الارهاب الاعمى وصراع الساسة من جهة وسندان نقص الخدمات بكل المجالات من جهة اخرى وبات يعاني الامرين واكثر .
خلال متابعة الحدث عبر وسائل الاعلام المختلفة كان موضوع سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي هو الشغل الشاغل ولن ابالغ ان 98% من البرامج الحوارية كانت مخصصة لموضوع سحب الثقة والمهاترات السياسية بين الاحزاب والكتل السياسية وكانت على قدر كبير من الضحالة والسطحية والشذوذ في الحوار والشخصنة لاتستند لاي مبدا في احترام الراي والراي الاخر ولا هي اراء دستورية اوسياسية بل اتهامات متبادلة تزيد الشرذمة والانشقاق والتباعد وشحن للشارع والجماهير المنكوبة وغسيل مخ رخيص ومفضوح .
وفي الاونة الاخيرة احداث تؤرق المجتمع العراقي كثيرا نتيجة تكرارها كحرائق الاسواق والاماكن التاريخية في بغداد ومناطق متفرقة من العراق ، وبعد اقل من اربعة وعشرين ساعة تعلن الجهات الامنية عن السبب تماس كهربائي طبعا حتى قبل اخماد الحريق وبدء التحقيقات . هذا حصل لمرات عديدة في ايامنا العراقية المليئة بالتفجيرات والاغتيالات وحرق لمؤسسات الدولة .
يتبجح كثير من الجنرالات امراء الالوية والفرق بخططهم وصفحاتها المرسومة لمعالجة الموقف بمثل هكذا احداث . والغريب لم يتساءل احد اين الجهد الاستخباراتي المفترض للتصدي لهذه الاحداث وردعها بخطوات استباقية قبل وقوعها . اين المنظومة الامنية في وزارة الدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات . لاشيء يذكر على الاطلاق . اين كانت هذه الاستخبارات من الارهابيين ومصانعهم وقدراتهم التي تفخخ وتخطط ليل نهار وباساليب مبتكرة وجديدة . من يمولهم ولماذا لاتعلن صراحة الجهات التي تقف وراءهم دول أومنظمات وهناك متنفذون في العملية السياسية يدعمون جماعات تقوم باعمال تخريب وقتل كما يشاع من قبل بعض السياسيين اصحاب اليد الطولى في القرار والسلطة والتشريع . ان النجاح ليس بمسك الارهابي بعد ان ينفذ جرائم متعددة بل بمنع وقوع الجريمة قبل حدوثها اما ان تمسك المنفذ بعد ان ينفذ جرائمه لمئات المرات فهذا عمل غير ذي جدوى في تقليل الخسائر والادهى من هذا وذاك تكرار هروب الارهابيين من السجون لمرات عديدة واتهام تلك الكتلة اوالحزب بعد ان هرب القاتل او تم تسليمه ببساطة الى بلده ليصبح فيما بعد بطلا طليقا يكتب مذكراته الجهادية في بلاد الرافدين
فاين الجهد الاستخباراتي والمعلومة الاستخبارية لمنع حدوث التفجيرات والاغتيالات والتخريب المقصود والمتكرر ؟؟!!
تبدو العملية السياسية اليوم وما انبثق عنها من اجهزة تنفيذية وقضائية وتشريعية مثل حالة عميائية لايمكن رؤية اي ضوء لنفقنا الذي يبدو سيمتد طويلا مع هذه العملية العقيمة بسبب المحاصصة وتقاسم السلطة وطلاسم الدستور التي لانعرف من يفك احجيتها ومن يفسرها بعد ان تنكر معظم من ساهموا بكتابتها وتبرؤا منها ونشروا غسيلها على الفضائيات والصحافة .
ودون رؤية لبرنامج معلن يقره الجميع بعيدا عن الاتفاقات الثنائة والثلاثية والخماسية اوخارطة طريق واضحة تجبر الجميع على الالتزام بها ، ستزداد خسائر العراق وتجدد حرائق تلو حرائق والخاسر الاول والاخير الشعب العراقي بشريا وزمنيا وماديا ، اما الاحزاب والساسة فهم منعمين اين ماذهبوا لان حياتهم غيرممسوس بها البته بما يجري في العراق دخلوا في زمن الاحتلال واستلموا اقطاعيات مالية تقدر بمليارات الدولارات وتحكموا بكل شاردة وواردة في مفاصل حياتنا الا موضوع الامن وتبعاته لان امنهم وامن عوائلهم مصان بفضل شركات الحماية والسيارات المصفحة ودليل على ذلك ان معظم الاغتيالات تطال صغار الضباط والمدراء الصغار وشريحة العلماء والاطباء والصحفيين . ولايمسون الاباطرة الجدد . فما معنى ان تغتال فنان او صحفي اوطبيب؟ بوضح النهار وهل الارهاب فيروس نقص المناعة لانستطيع القضاء عليه ام ان هناك من يعمل بشكل مزدوج في المؤسسات الامنية والعسكرية بارتياح دون رقيب ولاعقيدة امنية اوعسكرية علما ان بلغ عداد الجيش مايقارب مليون عنصر وفي الاعراف الجيوش تحمي الحدود وتساهم في التصدي لاثار وخسائر الكوارث عند حدوثها فلاحدود مصانة ولا امن مستقر ناهيك عن التفجيرات المتكررة بالسيارات والعبوات المختلفة الانواع .
عبر سنوات مابعد الاحتلال هناك الكثير من الاسرار بدءا من حرق الوزارات ابان الاحتلال الامريكي 2003 للعراق ونهب المتاحف وتخريب المنشات الوطنية والاستيلاء عليها . ربما يحاجج البعض بانه امر طبيعي نتجة الاحتلال الامريكي 2003 للعراق . ولكن ماهو غير طبيعي بعد خروج المحتل ان يستمر كل هذا الدم والعنف المفرط والتخريب والحرق وعصابات الاتجار بالبشر ويتكاثر السراق اسرع من القوارض ويقضموا البلاد ، ويصبح الناجح من يسرق اكثر ويهرب خارج البلاد منعما معززا تاركا خلفه خراب سيلاحق اجيال واجيال دون ان يلاحقه قانون اودولة اوجماعة طالها هذا الفعل وافقرها وعوقها جسديا ونفسيا وماديا وبيئيا .
ان فتح هذه الملفات وكشف الحقائق ربما يهون جزء بسيط من الحيف الذي لحق بالشعب العراقي . ومعرفة الحقيقة كاملة دون غمط اولبس اوتمييع كما يحدث في كل مرة تشكل لجان من البرلمان العراقي والنزاهة والحكومة وتحفظ اوتقيد ضد مجهول او بفعل تماس كهربائي ، اويبرء هذا وذاك لارتباطه بهذه الجهة اوتلك او بهذه الطائفة اوتلك .
لم ولن يحدث بدولة تمتلك مثل مقدرات العراق من نهب وقتل مثلما حدث في العراق لسبب خصوصية ان العراق لايمتلك المال والتاريخ وحدهما بل العقول المبدعة في المعرفة والابداع بمختلف الاختصاصات والتي اثرت الحياة الانسانية بثمارها . رأس العراق مطلوب عربيا واقليميا ودوليا لاسباب كثيرة ومتعددة ومعروفة .
ومن المؤسف ان اللجان التحقيقة التي تشكلها الحكومة لاتظهر حقيقة ولا تشفي جواب ومن المتعارف عليه حتى اذا اردت ان تخفي حقيقة او جريمة ما عليك الا بتكرار لجان التقصي او الكشف عن الوقائع حتى يفاجئنا حدث وواقعة جديدة وينسى الحدث الاول او يمطمط لزمن اخر بعد خراب البصرة ، ويصرخ الكثير من البرلمانيين على الفضائيات باكتشافهم لمتلازمة فساد او تخريب في هذه الادارة اوتلك وبالوثائق والمستندات والجرم المشهود وبعدها تذهب تحقيقات هذه اللجان في ادراج الريح لانهم ينتمون الى نفس الاقطاعيات من المحاصصة والتوافقية التي لاتسمح بتغير اللعبة اذا نقص حجر من الدومينو فستفسد اللعبة وتنتهي ولا احد يقر بذلك وهنيئا للكتل السياسية هذه اللعبة ، وهذه التجارة والسلطة ومفاسدها التي لايعلمها الا الراسخون في العملية السياسية واحزابها .
والفساد والارهاب صنوان متلازمان لهلاكنا واشاعة القتل والدمار . ونذكر لطالما الكل حكومة وبرلمان من اصحاب الايمان الغليظ وجنود للعدالة الانتقالية والعملية السياسة الوطنية فمن الواجب الشرعي والقانوني ان يضعوا الامور في نصابها ومسمياتها على اقل تقدير دون لف ودوران ، وجل البرلمان والحكومة المنبثقة عنه من الاحزاب الاسلامية الشعية والسنية ومن مؤمني كافة الطوائف . اذن مَن المتستر ومَن الفاسد والناهب للمال العام وتخريب الادارات والاستيلاء على المباني والاراضي ... ؟؟؟؟ سوال سيبقى معلقا في الهواء دون اجابة لانه موجه لمجهول مثل معظم اوجل ماحدث للعراقيين من مجازر واحداث !!!!!
فقيدوا كل الفجائع والاحداث ضد مجهول ولاتحفظوها رجاءا لان القادم مجهول ايضا . ربما ينكرها جملة وتفصيلا ولايقر حتى بحدوثها.
عباس داخل حسن
13 / 06 / 2012
[email protected]
 

Share |