قوى التكفير وقوى الاصلاح والتنوير - بقلم امير الكلابي - النجف الاشرف

Sun, 17 Jun 2012 الساعة : 11:11

لاتزال قوى الارهاب الكافر تستبيح دماء الشعب العراقي الصابر منفذة اجندات اقليمية همها الوحيد وأد التجربة الديمقراطية في عقر دارها بعد ان هال روعها من رياح التغيير القادمة اليها ومطالبة شعوبها بالاصلاحات الديمقراطية .
في عملية مشابهة نفذت قبل اشهر قامت القوى التكفيرية قوى الظلام والرجعية يوم امس بشن سلسلة من التفجيرات بلغت 42 تفجيرا في العديد من المناطق العراقية خلفت المئات بين قتيل و جريح. جاءت هذه العملية عقب تفجير مقر ديوان الوقف الشيعي الذي راح ضحيته الكثيرين فضلا عن تدمير المبنى بالكامل .
وهذا ان دل على شي انما يدل على وجود اجندات اقليمية وارهاب دولي منظم ينشط ويتنقل كيفما يشاء وينفذ مخططاته على الارض العراقية في غياب واضح من قبل الاجهزة الامنية من جهة ووجود عناصر مندسة داخل هذه الاجهزة وشخصيات سياسية معروفة تقدم له الدعم اللوجستي من جهة اخرى .
تستهدف اكثر هذه الهجمات اتباع اهل البيت عليهم السلام والهدف منها طبعا اذكاء الفتنة الطائفية بين اطياف المجتمع العراقي بغية تفتيتهم وزرع بذور التفرقة والحقد بينهم ليسهل النيل منهم وضربهم ببعضهم لتمرير اجنداتهم الخبيثة .
اما اختيار هذه التوقيت بالذات لكونه يتزامن مع محاولات حجب الثقة عن الحكومة العراقية هذه الحكومة التي خاضت مخاضا عسيرا لغاية تشكيلها وهل فكر الوطنيون الافاضل بالبديل لها في حال سحب الثقة عنها ؟
على الشعب العراقي الحذر من هذه المخططات التي لاترمي الى النيل من عزيمته وتقسيم ارضه فحسب بل تحويله الى دولة فاشلة تمزقها الصراعات المذهبية فالخلافات السياسية تنعكس سلبا على الوضع الامني اذ لكل حزب جمهور ومؤيدين ومناصرين ينزلون الى الساحة في حالة تعرض مصالحهم للخطر .
كما ان سياسة التعقل والحوار بين الكتل السياسية هو الحل الامثل بنظرنا لحل الازمة الراهنة فالاختلاف امر طبيعي شريطة ان لايتحول الى صراع ينعكس على الوضع الامني والسياسي وهذا ما نادى وينادي به العقلاء من مختلف الاحزاب والكيانات السياسية لاسيما سماحة السيد عمار الحكيم خلال زيارته زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وحثه على التروي في هذا المشروع مشروع سحب الثقة لكون الوضع الراهن لايتحمل هكذا خطوات فاعداء العراق الجديد يتحينون الفرص لاستغلال اية خلافات تصب في مصلحتهم لترحيك خلاياهم النائمة وتنفيذ مخططاتهم .ان ايقاف القصف الاعلامي والتصريحات النارية بين الاطراف السياسية والبدء بمرحلة هدوء تسمح للخيرين ان يساهموا في ايجاد نقطة التقاء بين الاطراف خطوة اولى لحلحلة الازمة الراهنة وهذا ما اكد عليه سماحة السيد عمار الحكيم خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي عقد بمكتبه يوم امس الاربعاء في بغداد داعيا قادة الكتل بالتخلي عن الحلول التصادمية والتركيز على الحلول التصالحية، مجددا ان حل الازمة يكمن في تقديم التنازلات والالتزام بالدستور وبالتوافقات المنسجمة معه عادا الحوار لغة الشجعان فمن يتحمل مسؤولية الدم العراقي الذي يسال بين الحين والاخر ؟ والى متى يقدم المواطن هذه الدماء على طريق الازمات السياسية ؟ ومتى تتمكن الاجهزة الامنية من وضع الخطط الناجعة لحفظ دماء العراقيين اسئلة بحاجة الى اجوبة من قبل جميع السياسيين .
الشعب العراقي يراقب هذه الازمة بوعي وادراك ناضج مقيما اداء القوى السياسية فالاحرى بهذه القوى الخروج بحلول ناجعة عن طريق الحوار لا لغة التهديد والوعيد التي ليس لها طائل سوى اراقة المزيد من دماء ابناء هذه البلد الصابر واخراجه من هذا المازق و حفظ امنه وحقن دمائه مسؤولية الجميع فقد تأفل نجوم بعضهم و تفرز الانتخابات القادمة ما لا يتوقعه الجميع .
امير الكلابي

كاتب واكاديمي عراقي
 

Share |