عندما تعود الزُهرة -عقيل عبد الجواد- الناصرية
Sun, 17 Jun 2012 الساعة : 11:06

[ انه سوف يعود سنة 2117 ] قالتها المذيعة بكل هدوء فهكذا نحن ننطق كل امورنا الجِسام
" لن اكون موجودا ً بعد 105 عام عندما يعود " كنت قد نسيت الموت لتكاثر وثراء لحظات حياتي طموحات , امال , خيبات . لكن لغة الارقام لا تكذب وهي الوحيدة القادرة على ان توقفنا وتجعلنا نتذكر
في بداية طفولتي وعند بعض الصباحات كنت احسست بسعادة غامرة تجتاحني كان مصدرها مجهول وكانت الذ من الذ فطور ولكونها غريبة علي ّ تخيلت انها ليست من هذا العالم ولذا لا بد انها من عند الله وكنت لا اشتهي " الريوﮒ " بسببها فقد كان يهون امامها حتى " ﮔﯿمر العرب " .
وحينما كان يسألني والداي لم لا افطر او لا ارغب بالفطور –توخيا ً للدقة- اجيبهم " الله رﯿﮔﻧﻲ " ومرة اخرى اجبتهم بالمصطلح الذي وضعته لها " ريوﮒ الله " .
ضحك والداي بداية الامر لغرابة ما اقوله واحتاروا هل الامر برمته اكتشاف لفظي من طفل اللغة لا زالت لعبة جديدة بالنسبة له ام ان في الامر سر ؟ .
لكنهم استدركوا وقالوا كف عن هذا القول بعد ان خشوا ان يسمع به الاقارب والمعارف ويستهزؤون ففارقني هذا الشعور .
لقد كانت لحظات ارتقاء حسي مبكرة وظننتها شيئا ً الهيا ً حينها .
وعند طفولتي المتأخرة جابهت عقلي الاسئلة حول الله ومن اوجده وبعد الابحار بالشك والحيرة والعجز عن ايجاد الجواب تعب عقلي فعاد لليقين بوجود الله .
بين هذين الادراكين تمحورت حياتي – التي لن تكون موجودة حينما تعود - فكل حدث مُهم فيها ينتمي لأحدهما .
وخطر ببالي سؤال سيبقى هنا .. هل ستصبح منتشرة بمدننا حين تعود الزُهرة تلسكوبات نراها بها كما رايت في الكثير من الدول ومنها بعض الدول العربية ام انه والى حينها سيبقى مسؤولونا يرون به عدم ضرورة كحال مئات الامور الاخرى ولذا لن تخطر ببالهم اصلا ً واذا خطرت ووضعوا التلسكوبات هل سيكون الاخرون اصحاب التلسكوبات يأخذون مواطنيهم بالطائرات ليكونوا قريبين من مدارها ! .
وتساءلت " حبيبتي رؤى ... لعنتي رؤى " هل ساحمل ذكراك معي الى هناك وهل سأحس وانا هناك باني فقدت شيئا ً وسأشعر بالحسرة وانا هناك واني ينقصني شيء وسأحمل جرحك ِ البارد الى هناك ام ستكونين وهم كباقي اوهام الدنيا تفصيلة من التفاصيل لا يتعدى دورها الا انه اضاف لونا ً جميلا ً لألوان الوهم في لوحة دنياي .
عندما تعود الزُهرة لا شك اكون قد عرفت ولكني لا زلت غير متأكد من سيموت منا
انا أم الزُهرة !! .
عقيل عبد الجواد