ألأزمة ودولة المكونات توأمان-ابو غزوان السهلاني-الناصريه

Thu, 14 Jun 2012 الساعة : 12:29

لنبدأ من الولايات المتحدة الأمريكية ودخولها الى العراق معتمدة" على معلومات كان بعضها خاطئا" .فهي دائما" وفي كل تجاربها بالعالم , تحاول أن تحدث تغيرات نوعية , أضافة" لكونها تنطلق من مسؤولية أخلاقية أضافة" الى المسؤولية السياسية , فهي تنطلق من خلال مصالحها . ففي العراق تريد ان يكون نموذجا" تقدمه للعالم .... لذا فمن واجبها أن تحرص على عدم التشكيك في أي طرف , لأن كل طرف يحاول خدمة البلد على طريقته الخاصة , نرى ذلك من خلال أصرارها على الحوار والطاولة الواحدة لكي ينجح العراق في كونه أنموذجا", واتفاقية سحب القوات تفرض حماية العملية الديموقراطية في العراق .
أن دخولها العراق بوحشية وتدميرها للبنية ألأقتصادية وألأجتماعية والحضارية أحدث فراغا" فبدأت عندها التشكيك في الساسة الذين أرشدوها لهذ ا , عندها عملت معتمدة" على معلوماتها ألأستخباراتية غير المكتملة ..
فكان بريمر ومجلس الحكم الذي تشكل بعد مخاض عسير .. وولد معه أنعدام الثقة بين ألأطراف التي تقود العملية السياسية ..وألأتهامات السياسية المستمرة بدأت تنتقل من ألآلية الوطنية الى آلية أحد نا يخون ألآخر , وهو مالايساعد في خدمة العراق المهدم , ومن هنا كانت معادلة ألأزمة ودولة المكونات التي لاتستطيع أن تسلم بجلدها من التدخل الخارجي , لأن كل مكون يبحث عن حصته , والقريب يتأثر بالأقرب , وبدأ البناء السياسي يتأثر بالتدخلات الدولية أضافة" لوضع العراق الستراتيجي تحاول الدول ألأقليمية الدخول على كل مستوى التكتلات ..... من هنا تشكلت ألأزمة ومن خلال أستقواء محركين سياسيين في الخارج ( فهي قضية وطنية ولبست ثوبا"ساندا"
خارجيا" ) . وتجلى ذلك من خلال زيارات قادة التكتلات الى دول الجوار واتخاذها منبرا" للتصريحات النارية للواحد ضد ألآخر . ... وأصبح على أثر ذلك التدخل الخارجي هو دعوة من القوى السياسية التي تدرك وتتناسى بأن المنطقة تفكر بعراق ضعيف وليس كما تؤشر له أمكاناته المختلفة بأن يكون رقما" قويا" وهو الدور الذي سيأخذه عاجلا" أم آجلا" ..
والمستجدات ألأخيرة تعتبر مؤشرات ومقياسا" لتأثيرات الدول ألأقليمية في استفحال ألأزمات السياسية . فأ يران وهي الدولة ألأقوى تأثيرا"من خلال تمهيد الطريق لاحتلال العراق , لها النفوذ المؤثر حتى في مستقبل العراق , ويتضح ذلك من خلال كثرة الوفود الأيرانية , والحدود الطويلة لها مع العراق . والتي ترى اليوم في حكومة المالكي ألأصلح للعراق , ولاتريد أن تكون قلقة من انحسار الموقف الشيعي . وهو مايقابله موقف دولة القانون التي تؤمن بأن الحوار يجب أن يكون بين الشركاء وعراقي خالص . وأن الأمريكان لم يأتوا من أيران وانما من قطر والسعوديه , وأن النفوذ ألأيراني مصطنع والوافدون من أيران هم زائرون ليس ألا مع التأكيد على أن الدور الخليجي أضعاف الدور ألأيراني . بدليل استقبال نائب رئيس الجمهورية والمتهم المطلوب للقضاء في قطر , ويحمى من قبل تركيا . وتمويل السعودية لمشروع سحب الثقة من السيد المالكي لايخفى على الصحافة ألأوربية ( أذ من الممكن لأي نائب برلماني بثلاثة ملايين دينار أن يسحب الثقة حتى من أبيه
) . اضافة" لكون السعودية من أبرز الدول العربية المتشككة في وصول الكرد الى السلطة .
ولا نقول أن هنالك تأثيرات أدخلت أقليم كردستان في المعادلة ألأخيرة للأزمه لأن قادته كانوا يثقون بأن لهم تأثير على دولة القانون , من خلال وعود قطعها السيد المالكي بعد أن اصبح رئيسا" للوزراء عام /2006 ومنها تمرير قانون النفط والغاز . والسيطرة على المناطق المسماة بالمتنازع عليها من قبل البيشمركه . كان ذلك قبل أن تفاجئهم تصريحاته بوجود نفط مهرب ومطارات غير مسيطر عليها في ألأقليم .بغض النظر عن أن السيد الطالباني وجد بأن مايطلبه المعترضون والموقعون على سحب الثقة من السيد المالكي غير مسببه . ويدعمها موقف الصدريون الذين أجهضوا محاولة سحب الثقة من السيد المالكي مقدما" ويبدو ذلك دون علمهم بأشتراطهم البديل من كتلة التحالف الوطني نفسها وهوما أبقى التحالف الوطني متماسكا" رغم خسارة أحد مكوناته خلال ألأزمة .
ونظرا"لأن لايوجد هنالك تهميش . فلماذا يكون البعض جزءا" من مشروع خارجي . فلنتحرر من كيل الأتهامات الذي لايظهر نتيجة وليرتقي الساسة بالأزمة الى مستوى العراق , ويكونوا أهلا" للمصداقية مع الشركاء , من أجل هذا البلد الذي ذاق ويلات السياسة ولديه الأمكانات المادية والبشرية ومقوماتها الكفيلة بالأرتقاء به الى مصاف الدول المتقدمة والمستقرة .

Share |