مع زيارة المالكي هل بقي شرطي خارج الناصرية-وسام السيد طاهر
Tue, 12 Jun 2012 الساعة : 13:44

جاء المالكي للناصرية للمرة الثالثة او الرابعة خلال سنوات حكمه لا اذكر
عددها لأننا لم نجني منها الا الازدحام والصافرات التي ترعبنا قبل
اطفالنا،واصبحت لي طقوس خاصة مع تكرارها ان لا اتجاوز عتبة باب البيت ،
لكن لزيارته هذه طعم خاص فقد سبقه اسطول من السيارات السوداء والعسكرية
والمضللة والاف الاعداد من الاستخبارات العسكرية والمدنية من بغداد
والبصرة وميسان والمثنى وطوال الليل وحتى ساعات الصباح ليوم اجتماع مجلس
الوزراء بالناصرية تمر هذه المركبات دون ان نعرف اين تذهب وهل من مزيد ام
أمتلئتٍ .
وعندما نتساءل عن سر هذا التواجد الكثيف الذي يمكن ان يسمى سقوط عسكريا
لمدينة الناصرية بيد القادمين من خارجها، سيكون الرد بجملة مبهمة
"اجراءات امنية"، ولا اعرف ما علاقة الامن بمعرض السيارات الرباعية الدفع
الذي تحولت له الناصرية صباح زيارة المالكي.
واذا كانت زيارة خاطفة تستلزم هذا الجمع العسكري والامني فهل يمكن ان
نسأل كم التكلفة المالية اليومية لهذا الحشد ومن الذي يغطيها.
مع ان الناصرية واحدة من أمن مدن العراق واقلها تفجيرات وقتل سياسي، بل
لدي ثقة انه اذا انسحب كل رجال الشرطة والجيش وحتى رجال المرور نت
شوارعها، لن يؤثر ذلك على وضع الناصرية الامني كثيرا، وهو امر عايشناه في
الانتفاضة الشعبانية المباركة بتسعينات القرن الماضي وعند سقوط نظام
الاجرام البعثي في 2003.
زيارة المالكي كسابقاتها لن تقدم لنا شيئا غير الوعود التي لا يجيد
سياسيينا الا اطلاقها، وهي أقصر من معالجة الخدمات لمليوني شخص و لكن
ساعات رجال شرطة الناصرية طويلة، فهم يقفون ليؤمنوا شوارع حتى خارج حدود
البلدية والخدمات، وهم متأكدين ان هذه الشوارع خارج اطار الزيارة وبعيدا
عنها وسكنة الحواسم فيها على الاغلب لا يعلمون بمن سيزور الناصرية،
والغريب انهم استدعوا رجال المخابرات والاستخبارات للمحافظات المجاورة،
ولا اعرف ماهي الخدمة التي سيقدمها هؤلاء بسياراتهم المضللة والقسم
الاكبر منهم لم يزر الناصرية ولا يعرف حتى اسماء شوارعها، هذا يبين
العقلية الاستخباراتية المتحكمة بحياتنا والتي تعتقد اننا مازلنا نخوض
حروب الجاهلية وان زيادة العدد للتواجد الاستخباراتي هي الحل بعيدا عن
المعلومة الامنية او التقنية الحديثة.
وانا اتساءل ما هو دور الحكومة المحلية المسؤول الاول امام الله والشعب
عنا، اتجاه هذا التواجد المسلح هل هنالك خطة امنية خاصة بها، ام ان
القيادات الرفيعة القادمة من خارج المحافظة لها اسلوبها الخاص وطريقتها
المثلى التي جربتها ببغداد منذ 2003 ولحد الان، والمعتمد على تكثيف
السيطرات حتى يختنق المواطن البريء دون ان توقف الارهابيين للحظة عن
مخططاتهم، فلم نسمع يوما عن سيطرة اكتشفت سيارة مفخخة او سيطرة اعتقلت
ارهابيا قبل ان يقطع اوصال عباد الله المتضررين من السيطرات ومزاجية
القائمين عليها والتي تكاد ان تحول الناس الى اعداء للأمن الذي لا يمكن
الحصول عليه.
زيارات عدة لم تتغير تتحسن الخدمات بالمحافظة ولم تتغير بها العقلية
الامنية، اي اننا نراوح بمكاننا ونعتمد على اقدم خطة امنية بالتاريخ
اسمها "صبر العراقيين" على ما يجود به الدهر عليهم.