سحب الثقة من المالكي هل تدق اسفين الاتفصال داخل التحالف الكردستاني ؟ -حسن علي خلف - الناصرية
Tue, 12 Jun 2012 الساعة : 13:11

بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك ان الحديث عن وحدة الكرد حديث طويل وفيه من التفاصيل ما تسود صفحات بدء من صيرورتهم الاولى او الدويلات التي تشكلت في مناطقهم وما تعرضت له سواء الحركة الكردية بمجملها او تلك الدويلات من تحطيم وقهر واذلال على ايادي الشركاء في الوطن او المجاورين لهم . وتحت شتى الدوافع . وفي الزمن الحديث ان عصارة تلك النضالات وهذا الجهاد الكبير اسفر عن تاسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرمز له ( حدك ) في 16 اب 1946 ، وكان المرحوم مصطفى البرزاني هو الرائد الاول للبناء الحزبي الحديث بشكله الديمقراطي ، فكان رئيسا للحزب . سيما والحركة الكردية تاثرت تاثرا كبيرا ممثلة ( بحدك ) بالثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917 . بل وكانت سبل التعاون مع الاتحاد السوفياتي كبيرة جدا في حين كان لـ ( حدك ) منهاج سياسي نظم عام 1975 جاء في مادته الاولى بانه يناضل من اجل حكم ديمقراطي ثوري منتخب من الشعب لتحقيق اعمق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية وصولا الى مجتمع اشتراكي وعاد مرة ثانية في ذلك المنهاج ليؤكد في المادة الرابعة منه بانه يسعى الى الاشتراكية ويقر بالتعددية في صورها كافة ويؤمن بالديمقراطية وسيلة لحل التناقضات التي تواجه المجتمع مع الاقرار بضرورة التداول السلمي للسلطة بدون اللجوء الى الانقلابات او العنف . وكانت تسير حياة الحزب بشكل متصاعد حيث عقد اكثر من 12 مؤتمرا . وقد كانت سمته الاساسية الديمقراطي . ونظرة بسيطة الى هيمنة الشخص الواحد على قيادته بدء من المرحوم مصطفى البرزاني منذ التاسيس حتى وفاته وقيام نجله مسعود البرزاني برئاسة الحزب خلفا لابيه فهذه لعمرك تتنافى مع كلمة ديمقراطي بل اصبحت وراثية مما ادى الى حدوث العديد من الانشقاقات من جراء هذه الهيمنة وكان اشهرها انفصال جلال الطلباني من ( حدك ) وقيامه بتاسيس الاتحاد الوطني لكوردستاني في 1/6/ 1975في دمشق . وقد عطل مبدأ التداولية سواء في قيادة (حدك) او في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرمز له ب ( اوك ) والتي راحت تشكل ظاهرة داخل الاحزاب الكردية كانت ولا تزال في الحياة الحزبية والسياسية الكردية . رغم ان الاتحاد الوطني الكردستاني ( اوك ) يعد نفسه تنظيما سياسيا اشتراكيا ديمقراطيا يناضل من اجل السلام والديمقراطيه والحرية والمساواة . ويناضل ايضا ضد الدكتاتورية والاحتلال والعدوان القومي والاستغلال الطبقي والديني والمذهبي ويعمل ضد خرق حقوق الانسان والتطهير العرقي وضد الارهاب والشوفينية والرجعية وينصرف نضاله ايضا الى حق تقرير المصير والتعايش السلمي والتضامن بين الشعوب ويعتمد على الية انتخابات تبدا من القاعدة الى القيادة وكذلك من مبادئه انه منفتح للجميع بغض النظر عن الدين او القومية او المذهب ويعد من الاحزاب الرئيسية في المنطقة الكردية ويشارك في سلطة الاقليم بنسبة 50 % بعد ان اتحدت الادارتان ( حدك و اوك ) في 12 /6 / 2006 في الاقليم للوقوف مجتمعين بوجه الاخطار التي كانت تداهم الحركة الكردية انذاك . ولم يمتحن الحزبان منذ الاندماج الاخير ولحد الان بعملية مصيرية تحدد راي او موقف كل منهما من هذه القضية او تلك . ولكن في الفترة الاخيرة لما طرحت مسالة سحب الثقة عن دولة رئيس الوزراء يلاحظ اي مراقب وبدون عناء ان هنالك نوع من التباين في وجهات النظر بل وفي المواقف ، مع انه كل واحد من الحزبين يحرص على وحدة الكرد وصلابة موقفهم . فالى اي مدى ستستمر هذه الصلابة في الموقف والاتحاد في الهدف والمصير ، حيال القضايا الاساسية التي تحدث في العراق وخاصة في مجال تكوين الدولة وتسمية قياداتها . فعندما طرحت عملية سحب الثقة وحدوث تحالفات جديدة بين الكرد واطراف مشاركة في الوطن العراق اصبح لازاما سواء على ( حدك ) او (اوك ) ان يحدد كل منهما موقفه . وان ذلك الموقف سواء كان نابعا من الحالة الوطنية ومصلحة الكرد او ما يتعرض له كل كيان من ضغوط وتاثيرات خارجية ، او ضغوط وتاثيرات الشركاء في الوطن . فالى اي مدى سيصمد هذا التحالف الكردستاني حيال هذه المستجدات هذا ما ستكشفه الايام والاحداث المتلاحقة والتجاذبات السياسية . وان غدا لناظره قريب.