شركة بيع اجهزة الاستنساخ-عدنان الاسدي

Mon, 11 Jun 2012 الساعة : 13:05

 من دفتر الوكيل الاقدم-الحلقة الثانية
اكتملت كل الخيوط وبدأ الشك يوضح في ماذهبنا اليه وكلفنا اجهزة الاستخبارات بمراقبته وتقديم تقرير،وكان شكنا تركز في الاساس على وجود شركة تجهز ادوات الاستنساخ في احد عمارات الكرادة بسبب عدم مناسبة المكان لشركة من هذا النوع اضافة الى عدم وجود اجهزة تدل على ان الشركة عاملة في هذا المجال فعلا لذا طلبت من فريق العمل الاقتراب من المكان وتكليف احد عناصرنا بايجاد موطا قدم له في العمارة لكنهم كشفوا امره او ارتابوا به فوجب علينا استبداله بعنصر اخر وبطريقة مختلفة، واستطاع هذا العنصرالبديل من تكوين صداقات مع بعض اصحاب المحال في البناية نفسها ومنهم بائع الطعام وبائع السجائر وصولا الى احد العاملين في الشركة الذي اصبح محل ثقته في وقت قياسي، وللامانة كان هذا العامل في الشركة عراقي غيور ومحبا لوطنه مما سهل علينا الكثير من الامور .
كانت تصلنا التقارير بشكل منتظم لكنها تخلو عن ما ابحث عنه او اخاف منه . وفي لحظة صفاء اشتكى العامل في الشركة لعنصرنا من سوء معاملة اصحاب الشركة له والسماح له بدخول غرفة واحدة من غرف الشركة وتم اخباري من قبل رجلنا المزروع هناك بمجرد تحرك محدثه لعمل ما فاستدعيته على الفور وابلغته بضرورة مفاتحة هذا العراقي الغيور واخباره بالامر ودعوته للتعاون معنا واستجاب الرجل بسرعة وباحساس وطني عالي واعلن وضع نفسه تحت تصرفنا حتى لو كلفه ذلك حياته مادام فيه خدمة لاهله ووطنه، رسمت خطة جديدة بعد ان اصبح بمقدورنا ان نطلع على بعض ما يجري داخل الشركة بطريقة لا تلفت نظر اصحابها،وتمكنا من معرفة ما يقومون به من نشاط خلال ايام ثلاثة واصبحت انا والفريق العامل معي امام قرار يجب ان نأخذه اضطرارا وبأقصى سرعة ممكنة وقمنا بأعداد كل شيء تحسبنا للطواريء مع جعل الوضع تحت السيطرة على مدار ساعات اليوم . بعد عدة ايام تم اخباري ان اصحاب الشركة بدلا من ترك البناية مثل كل اصحاب المحلات المجاورة عصرا جاءوا بسيارتي حمل مليئة بالصناديق وشرعوا بادخالها في مخازنهم ولاحظ عنصر المراقبة ان تلك الصناديق لاتحمل علامات اجهزة استنساخ او تشابهها بالشكل، مماجعله يطلب من العامل المتعاون معنا الصعود ورؤية الصناديق اين يتم خزنها، لكنهم منعوه وطلبوا منه ان يبقى قريبا من السيارات لكنه لاحظ ان بينهم من يتكلم بلهجة غير عربية فقدم لي تقريرا من خلال ( الهاتف النقال) بعدها توكلت على الله وعقدت العزم على اقتحام هذه الشركة ليلا وليكن الله في العون . استدعيت العنصر الذي تولى المراقبة واستوضحت منه مداخل ومخارج البناية واقرب الطرق المؤدية لها ثم
منحته اجازة لمدة ثلاثة ايام وقلت له بالحرف الواحد ( انسى الموضوع طلعنا مشتبهين وهؤلاء الناس عاملين بالسليم ) ثم طلبت منه ان يخبر العامل الذي تعاون معنا ان لايتواجد قرب الشركة هذه الليلة دفعا للشك . في ساعات المساء الاولى استحصلنا الامر القضائي بالمداهمة وطلبت من احد المعاونين ان يهيء لنا سيارة اجرة ( تكسي ) يكون هو سائقها لنذهب للعشاء في منطقة الكرادة فقمنا بجولة ميدانية واستطلعت المكان ووضعت خطتي وبعد العودة للمقر اخترت فريقا مكون من ستة ضباط عملوا معي فترة لابأس بها، واطمأننت الى اخلاصهم وقدراتهم، ودعوتهم في مابين العاشرة والحادية عشرة مساءا الى اجتماع في غرفتي ثم اوجزت لهم الخطة وخيرتهم بين المشاركة وعدمها فتحمسوا جميعا فتحركنا بعد منتصف الليل بثلاثين دقيقة ولما وصلنا المكان وجدنا هؤلاء الارهابيين على اهبة الاستعداد ببنادق الكلاشينكوف واشتبكوا معنا على الفور واستشهد جراء ذلك احد الضباط وكسرت يد الاخر لكننا في النهاية وبتوفيق من الله سبحانه استطعنا الامساك بالجميع والاستيلاء على معدات ارهابية كانت كافية لتفجير منطقة بكاملها وليس بناية واحدة وكان اثمن ما في صيدنا اننا القينا القبض على ارهابيين يصنفون انفسهم بخط ما بعد الامراء في تنظيم القادعدة لتكشف التحقيقات فيما بعد انهم الحلقة المقربة من الارهابي ابو ايوب المصري الذي خلف الزرقاوي في قيادة تنظيم القاعدة.
 

Share |