الطمع عند العراقيين في الغربة- دلال محمود- المانيا

Mon, 11 Jun 2012 الساعة : 12:16

سادتي القراء الأفاضل, اعذروني فأنا في مقالي هذا سأستخدم كلمة أحياناً أكثر من مرة لأن كل حياتنا عبارة عن أحيانٍ .
أحياناً, أتكلم مع نفسي, لأستفسر منها عن ماهية معدني, قد يتبادر لبعضكم أنني ابالغ, ولكنني حقاً هكذا.
أحياناً, أحزن على نفسي من نفسي.
أحياناً, أفرح لنفسي من نفسي.
أحزن حين أراها لاتعير اهتماما بأي أمر مادي , وصدقوني تمر أيامي دونما تخطيط, كيف؟ لست ادري, رغم اني أحياناً اجدني مسرفة.
تتعسر الايام معي وبقدرة قادر تتيسر , كيف ؟ لست ادري.
في الوقت الذي أرى معارفي يسرفون في كل امر ويشكون من كل أمر. يملكون الكثير ويشكون من كونه قليلا .
في بعض المواقف أشعر ان ابنائي يفكرون بعمق أكثر من تفكيري, بحيث أبدو أمام نفسي كأنني الأبناء, وهم ذوييِّ
في أحدى المرات كتب لي أحد المعارف, أن أقدم طلباً, لأحدى الجامعات العراقية على أنني مفصولة من وظيفتي سياسياً, قلت, له أنني لست مفصولة, سياسياً, بل أنني قدمت إستقالة من الوظيفة بشكل رسمي, قال نعم اعلم,إستغربت انا من جوابه وتصورت انه نسى كوني لم افصل, ثم بادري بالجواب الآتي(عليَّ فقط عمل هذا الطلب وهو العودة الى الوظيفة), ومن ثم احصل على راتب تقاعدي, وأنا هنا في ألمانيا, قلت له كيف ؟ قال هكذا الامور هنا, في وقتها رفضت وقلت انني لااستحق راتباً تقاعدياً, وهناك من هم أحق مني في الراتب اعلاه ,حين سردت على ابنائي ماسمعته , بدأوا يلومونني, وكيف انني ارفض امرا مثل هذا, بعد جهد جهيد اقنتعتهم, بأنه عمل حرام وقريب الى ارتكاب جريمة ما, لسببين ، الاول يحتاج الى ان اكذب, وثانياً هو استلام مال ليس من حقي,
حاولوا اقناعي بان موقفي هذا لن يغيّر في وضع العراق شيئاً, وان لم اعمل انا هكذا فهناك الكثير ين الذين لايتوانون عن فعل كهذا وبالنتيجة انا التي تخسر وهم الرابحون, لكني اقنعتهم, بان على اي منا ان يبدأ بالعمل الصائب من نفسه اولاً, ومن ثم يطلب من الاخرين ان يعملوا العمل الصحيح, كما ان انتشار الافعال غير الصحيحة ليس تبريراً كي نتصرف مثلهم, بل يجب ان نغيرهم على قدر مانستطيع, المهم صار هذا الامر نظاماً نسير عليه على الاقل في بيتنا.
مرت الايام, لأتفاجيء بأن هناك من يدّعون ان نسبهم يعود لسلالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, ورغم ذلك , علمت انهم قد عملوا كل ماهو باطل , من أستلام رواتب ليست من حقهم بل من حق اناس في العراق الجريح, والمشكلة انه لايتركون ثغرة او فرصة الا وسافروا الى العراق كي يحصلوا على غنائم , من خلال قوانين لاتعد ولاتحصى,أعدادا كثيرة هنا, في هذا البلد الذي من المخجل على اي عراقي فيه ان يفكر باستلام رواتب من حال اهلنا في بلدنا, حيث هنا الانسان لايحتار في اي امر فكل شيء متوفر ومن غير عناء.
ياترى اي مرض اصاب العراقيون هنا, بحيث بدأوا يتسابقون في استلام المزيد من الاموال رغم اقامتهم في هذا البلد الآمن

Share |