الأهم في حياتنا- عبدا لستار الاسماعيلي- الناصرية
Sun, 10 Jun 2012 الساعة : 10:26

عند رأس الشهر وكالمعتاد تتطلع عيون أفراد عائلتي إلى إطلالتي عليهم وجيبي منتعشا ،هناك علامات دالة يعرفون من خلالها أن والدهم قد قبض راتبه لهذا الشهر، جهاز جديد أو أكياس متعددة من الفاكهة والمواد الغذائية أو جلب الهدية الموعود بها احدهم..الخ، ما أن التقط أنفاسي تنهال علي طلبات الأولاد والبنات هذا يريد الشيء الفلاني وهذه تذكرني بما وعدتها به منذ الشهر الماضي.. ويأخذ كل حاجته أو يؤجل الى الشهر القادم أما أم عيالي تنتظر إلى أن ينفرج الموقف فتتقدم بطلباتها المعهودة الخاصة باحتياجات البيت وما يلزم من اموراضافية أخرى . ثم تأتي أبواب الصرف الثابتة ،أجور المولد والإقساط الشهرية لمحل المواد المنزلية، وهكذا يقسم الراتب إلى أبواب الصرف المعتادة. أحيانا نجد قائمة المتطلبات كثيرة بحيث تتجاوز مقدرتنا،فنضطر إلى إعادة النظر في القائمة من جديد حيث نحذف بعض المفردات التي يمكن تأجيلها لوقت آخر ونبقي ماهو موضع حاجة ملحة ويحتل أهمية أكثر من غيره.
ما أريد أن أصل أليه بعد الأسطر المتقدمة ،هو إن إدارة البيت صورة مصغرة لإدارة البيت الأكبر الدولة وان إمكانيات الدولة لكي تستثمر بالشكل الامثل لابد أن تخضع لمبدأ مهم هو الأهم أولا
لو رجعنا إلى الموازنة العامة في بداية كل سنة مالية لوجدنا التخصيصات موزعة على أبواب صرف مختلفة وحسب متطلبات كل وزارة..ومن الطبيعي أن كل وزارة من هذه الوزارات تسعى للحصول على مايمكنها الحصول عليه من التخصيصات .
لانختلف في أن هذه الوزارات ليست بنفس الأهمية ،هناك وزارات تحتل أهمية ستراتيجية في أية دولة وأخرى خدمية لها علاقة مباشرة بحياة الناس..وفي نفس الوقت هناك وزارات اقل أهمية وان كانت مهمة.
في ضوء مبدأ الأهم أولا لو سألنا أي مواطن مهما كان حظه من المعرفة والثقافة السؤال التالي: ماهوالاهم في نظرك أو ما لذي تريده من الدولة؟ لاجابنا: نريد الأمن والأمان،البطاقة التموينية،الكهرباء،توفير فرص العمل الخدمات ،الرعاية الصحية..الخ .
لوبحثنا ودققنا لوجدنا كثير من التخصيصات المالية وضعت لامور كان بالإمكان تأجيلها لوقت آخر والاتجاه إلى المطالب الأهم، فإنشاء قاعات رياضية ،ومتنزهات ،وبوابات مدن وإقامة النصب وما شابه،مشاريع مهمة ضمن هيكلية بناء أية دولة،لكن الظروف التي مرت علينا نتيجة الإدارة الفاشلة للنظام السابق وحروبه الهمجية دمرت البني التحتية للبلاد مما ولد لدينا نقص حاد في جوانب أساسية تفرض علينا تأجيل مايمكن تأجيله وتوجيه الإمكانيات لما هو أهم .
انحني اجلالا لكل جهد يبذل من قبل المسؤولين لخدمة ابناء هذا البلد الطيب ،واتمنى ان تكون وجهة نظري مقبولة .والله الموفق.