إغتيال الديمقراطية!- د حسين فلامرز طاهر- بغداد
Sun, 10 Jun 2012 الساعة : 10:13

يعتبر النظام الانتخابي واحدا من النظم الحضارية الذي يهتم بالانسان اهتماما كاملا ويأخذ بنظر الاعتبار بناء المجتمعات بشكل إيجابي وأبعاد زمنية يتم من خلالها تهيئة الذات من أجل تقديم افضل اداء هادف لاستقرار المجتمع.
سحب الثقة من السيد رئيس الوزراء هو حق دستوري يمكن أن يمارس في الوقت الذي تتوفر الاعذار لذلك! ويشاع تماما بان تلك الاعذار المؤدية لذلك لابد أن تكون ذات تأثير سلبي على الفرد والمجتمع وخصوصا من النواحي ذات العلاقة بالجانب الأمني، كما أن التعامل مع هكذا أمر لابد أن يصاحبه استقرار في البيئة والمحيط سواء ان كانت البيئة الداخلية او الاقليمية!
وإذا ماحاولنا التعرف على الاعذار أو الى البيئة الداخلية أو المحيطة بالعراق! سيتبين بأن كل ذلك غير متوفر! حيث أن أعذار سحب الثقة لاعلاقة لها بالفرد العراقي وأن المحيط البيئة الخارجية والاقليمية تتعرض لمتغيرات ليس لها من سلطان!
عملية سحب الثقة من الرئيس الوزراء في هذا الوقت لاتحقق تقدما معينا وواضحا للفرد العراقي وليس فيه فوائد أو ايجابيات على الصالح العام حتى! وكل مايحدث عبارة عن ضربة استباقية لشخص رئيس الوزراء من أجل عدم إتاحة الفرصة أمامه للترشيح في الدورة النيابية القادمة وبالتالي ضمان ابعاده عن المشهد السياسي لاحقا! بالتاكيد ان هكذا تفكير لايمت بصلة للعملية الديمقراطية، بل انها اغتيال واضح للنظام الديمقراطي برمته وتسفيه لصوت الناخب الذي اوصل أول الفائزين وآخرهم، كما أن هذا الاختيال لايخدم أي عراقي بل انه يغتال الحلم العراقي حتى ، ونحن نأمل خيرا بان نظامنا الديمقراطي يعطينا الحق لنكون قيادين في مجتمعنا وباصوات مجتمعنا وأن نضمن بأن أولادنا سوف لايغادرون عراقهم مكرهين.
لاشك ان الوضع اصبح معقدا جدا والبعض يبحث عن مخرج لحفظ ماء الوجه وهذا يشمل كل السياسين الذين اقحموا انفسهم في عملية للاسف لم يتعرفوا على معالمها والتي اساسا كان عليهم ان يتعاملوا معها بشكل اكثر هدوءا! ان تختلف مع الاخرين أمرا طبيعي جدا، وهذا يحملك المسؤولية انك طرف في مشكلة وعليك ان تجد من يساعدك لحلها! ولكن ان تكون طرفا في المشكلة وتضع شروطا لحلها، بلا شك فان هذا الامر سيؤدي الى تعقيد اكثر والابتعاد عن الحلول العادلة والمنصفة!
لايمكن ولايجوز اطلاقا المضي في التخطيط لاغتيال العملية الديمقراطية التي نأملها حلا لآبنائنا وارثين هذا الوطن! ونحن اليوم نعيش حالة من التآلف العراقي والامن النسبي الذي يسمح لنا بان نطلق كلماتنا الحرة بين طيات أطياف شعبنا العراقي الواحد! لايمكن للبعض من السياسيين الذين لم يحصلوا على مايتمنوه لأنفسهم أن يغتالوا العملية الديمقراطية من خلال سؤ استخدام القانون و يحاولوا النيل من شخص تم اختياره باسم الشعب! علما أني لست من المصوتين لرئيس الوزراء!