الولاء الحديدي - نعيم كرم الله الحسان- الناصرية

Thu, 7 Jun 2012 الساعة : 15:36

 يقول الباحث الكبير العلامة الدكتور حسين محفوظ لقد كان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) معجزة الكائن البشري وكان علي (عليه السلام) معجزة النبي محمد (ص) .
حقاً ان المرء ليقف مسلوب اللب حين يتصفح معالم هذه الشخصية الملحمية الالهية .
فعلي ابن ابي طالب لازال وسيبقى ابداً نقشاً في جبين الوجود.
فمنذ ان وقف المصطفى على صخرة الصفا وقال واصباحاه ووقفت حوله قريش تسأل ماذا قال (ص) قولوا لا اله إلا الله تفلحوا ومن تاريخ نطق المصطفى بالحقيقة الجوهرية للوجود وهي كلمة التوحيد ناموس الوجود كان يجد الى جنبه اخاه علياً ناصراً ومؤازراً وبطل دعوته ونورها الوقاد .
يقول ابن الاثير صاحب كتاب الكامل في التاريخ : في معركة احد الخالدة معركة المحنة والصبر والتضحية والامتحان الالهي الكبير هبط جبرائيل في لضى المعركة وكان النبي يأمر علياً ان ادفع عني هذه الكتيبة او تلك الكتيبة فيبلى علي غاية البلاء فيقول له جبرائيل ان هذه هي المواساة فيرد النبي (ص) هو مني وانا منه حتى سمع المسلمون من يصيح في السماء والكلام لابن الاثير : لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار .
اقول لا يمكن للمرء ان يدرك محيط علي الهادر .
فهذه تواريخ المسلمين بشتى مشاربهم ومواردهم زاخرة باسفار تملئ الدنيا وعلى مر الزمان علامتها الفارقة هو الامام علي ابن ابي طالب (ع) لا بل العالم برمته يغترف من نهجه الانساني العظيم وليس اخرها التقرير السنوي للتنمية التي اصدرته الامم المتحدة عام 2001 المتضمن لنهج الامام علي بأنه خارطة طريق للدول التي تريد ان تنهض على مختلف المستويات .
فيا عجباً العالم الاخر يراه هكذا والبعض لازال محكوماً بعقد اورثها الظالمون من اي منطلق شئت ان تبدء فهو خط موصل الى علي ابن ابي طالب فهو الوصي وهارون موسى للمصطفى والبطل الذي حسم معارك التأريخ ببطولة فردية لانظير لها .
من اي بداية فهي تؤدي الى علي .
من بدر فهو فتى لم يبلغ العشرين وخمسة وثمانون غزوة للمسلمين لنشر الدين العظيم تحت راية المصطفى .
يقول الكاتب الكبير عبد الفتاح عبد المقصود في الجمل لم يرد علي قتالاً ولا حرباً وحين تقابل الجيشان ارسل الامام علي فتى يحمل القران يدعو المعسكر الاخر الى كتاب الله لكنه قتل من قبلهم فسكت علي طويلاً لا يريد القتال وحاور القوم دفعاً عنه حتى جاءه من جيشه جماعة يحملون قتلاه بعدما هجم عليهم المعسكر الاخر وهو لا يريد قتالاً إلى ان رأى بعد العذر من الامر قسراً لبس درعه فتدلى فخلعه واخذ سيفه يقول عبد الفتاح عبد المقصود لم يكن سيفاً وانما شهاب يشق سدف الظلام حتى انشق المعسكر الى شقين تهرول الالوف امامه .
وحين عاد الى موقعه سقاه احد رجاله بإناء فرد عليه : ان عسلك هذا يا ابن اخي لطائفي .
وحين حسمت المعركة عاد الى الكوفة فدعوه الى النزول في قصر الامارة فرد قائلاً : قصر الخبال لا ادخله . ونزل في دار ابن اخته هاني بن هبيرة الشيباني وكان فقيهاً وفارساً مقداماً كما وثقه الشيخ محمد عبده في الشرح والذي يقول في مقدمة تعلقه على سفر الخلود نهج البلاغة : اما بعد فقد اوفى لي حكم القدر بالاطلاع على نهج البلاغة مصادفة بلا تعمل اصبته على تغير حال وتبلبل بال فكان يخيل لي في كل مقام ان حروب شبت وغارات شنت وان للبلاغة دولة وللفصاحة صولة وان مدبر تلك الدولة وباسل تلك الصولة هو حامل لوائها الغالب امير المؤمنين علي بن ابي طالب .
واحياناً كن اشهد ان عقلاً نورانياً لا يشبه خلقاً جسدانياً فصل عن الموكب الالهي واتصل بالروح الانساني وحقاً هو ذلك (ان الله اصطفى ادم ونوح وال عمران على العالمين ) كل ذلك وخلال تلك المسيرة الملحمية الخالدة من سفر الكفاح العلوي من اجل العدالة وحكم الله الواحد لم تطرف له عين وهو يرى الحق ابلج كالصباح وهو القائل : لا يعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف اهله .
لقد خاض الامام علي كفاحاً ملحمياً م اجل الحق والاسلام والمثل الانسانية العليا وكان فكره يسبق عصره فأحبه ووالاه كل طلب الحق والعدالة ولاءاً حديدياً لا تنفصم عراه على مر القرون والازمان .
عرفاء الحقيقة والذين تفانوا من اجل القيم الانسانية كان علياً امامهم ورائدهم ومنارهم احبوه حباً يعجز المفسرون عن تفسيره .
ينقل الباحث رشيد الخيون في كتابه الاديان والمذاهب في العراق واقعة تاريخية تدعو المرء للتأمل وهي عندما صلب زيد ابن علي الشهيد من قبل الامويين التف الناس حول ولده يحيى ومن كرامته عندهم ان جعلوا حديد قيده في اصابعهم خواتم .
جاء في الرواية ( صار جماعة من مياسير الشيعة الى الحداد الذي فك قيده من رجله فسألوه ان يبعيهم اياه وتنافسوا وتزايدو حتى بلغ عشرون الف درهم فقطعه قطعة قطعة وقسمه بينهم فأتخذوا منه فصوصاً للخواتم يتبركون بها لانه يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب المرتضى .
وهكذا هو شكل ولاءنا ولاءاً حديدياً عصي على الزمان للمصطفى واله الاخيار.
 

Share |