الحركة الاصلاحية في فكر المرجع اليعقوبي- سيد علي الموزاني -بغداد

Thu, 7 Jun 2012 الساعة : 15:28

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد ,الذي لا ينعت بتمثيل ولا يمثل بنظير, ولا يغلب بظهير, واصلي على خير خلقة أجمعين محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وعلى العلماء العاملين وعلى المصلحين في خلقك يا أكرم الأكرمين...
وبعد:
فان المطلع على تاريخ البشرية يجد هنالك ثنائية لابد من تحققها في كل مجتمع او مجموعة صالحة تريد الوصول إلى الكمال المطلق الذي رسمه لهم الله تعالى في الحياة الدنيا قال تعالى{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15 وهذه الثنائية هي عبارة عن المجموعة المخلصة الواعية المطيعة والقائد الحقيقي صاحب البصيرة الواعية والمدرك لحقائق الأشياء حتى يستطيع ان يسير في هذه المجموعة الصالحة إلى بر الأمان وأي اختلاف في القائد أو القاعدة فان الأمة سوف تغرق في التيه كما عبر سبحانه في قصة موسى عليه وعلى نبينا سلام الله قال تعالى {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }المائدة26 وقد صرح سبحانه وتعالى في كثير من الآيات القرآنية عن هذه الحقيقة قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ }سبأ34 قال تعالى {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24 قال تعالى {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23. قال تعالى {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }نوح2 قال تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }المائدة19
إذن لا تخلوا كل امة من مصلح يرعى شؤونها ويكون المرجع لها في كل صغيرة وكبيرة, وعلى رأس هؤلاء المصلحين هم الأنبياء والمرسلين والأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام أجمعين, فقد قاموا سلام الله عليهم بدورهم الاجتماعي والإصلاحي على كافة الأصعدة والمستويات ولكن يبقى الأمر الأخر والطرف المكمل لعملية الإصلاح وهي الأمة فان أخذت بتوجيهات وإرشادات المصلح الذي هو حجة عليها فازت ووصلت إلى بر الأمان وإلا فإنها تبقى ضالة ومظلة ويبقى كلام المصلح شاهد عليها إلى يوم القيامة وهو يودي دورة في كل حادثة ومأزق تمر بها الأمة وهو يقدم الحلول الناجعة والمناسبة لحل الأزمات. وهذا أمير المؤمنين عليه السلام يذم العاصين من أصحابه فيقول(أحمد الله على ما قضى من أمر, وقدر من فعل, وعلى ابتلائي بكم أيتها الفرقة التي إذا أمرتُ لم تُطع, وإذا دعوتُ لم تُجب, ان أُمهلتم خضتم, وإن حُوربتم خُرتم,وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم, وإن أُجئتم إلى مشاقةٍ نكصتم, لآ أبا لغيركم! ما تنتظرون بنصركم والجهاد على حقكم؟ الموت أو الذل لكم؟ فوالله لئن جاء يومي ـ وليأتيني ـ ليفرقن بيني وبينكم وأنا لصحبتكم قالٍ, وبكم غير كثيرٍ.......)
ومن القيادات الاصلاحية اليوم هو المرجع الديني والمفكر الاسلامي العظيم الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله فنحن نجده في كل أزمة يمر بها العالم الاسلامي والمجتمع العراقي وهو يضع لها الحلول المناسبة حتى وصلت خطاباته وبياناته ومقالاتة الى ستة اجزاء من سنة 1999 الى سنة 201م وهذا انجاز عظيم على مستوى النظرية بغض النظر عن مستوى التطبيع لئن التطبيع يحتاج الى العامل الاخر وهو الاخذ بتوجيهات القيادة الدينية جعلنا الله واياكم من السائرين على نهجها والاخذين بتوجيهاتها والحمد الله رب العالمين...........
السيد علي الموازني [email protected]

 

Share |