مبادرة الفيحاء بالبث الحي غير عملية- عقيل عبد الجواد - الناصرية
Thu, 7 Jun 2012 الساعة : 14:17

روح المبادرة هي ميزة مهمة من ميزات المجتمع المدني المتحضر . وقناة الفيحاء رائدة بهذا المجال ومنها مبادرتها برعاية زيارة الوفد العشائري العراقي الى تركيا لجعلهم يدركون والعالم فداحة ازمة المياه التي يسببونها .
لكن ليس مبادرتها الاخيرة بالنقل الحي لوقائع المؤتر الوطني .
يذكر الامام الصادق (ع) مواضع لا يجاب فيها الدعاء منها السيد الذي يدعوا على عبده الابق والزوج الذي يدعوا على زوجته , إذ ان لكل شيء اصول يجب مراعاتها عند الفعل ورد الفعل .
ولا ننسى ان نضيف لذلك دعاء الناس لرفع الحصار ايام التسعينات وقطعا ً فهو دعاء باطل من نوع الدعائين السابقين حيث كان المفروض ممن اراد الاجابة من الله ان يدعوا على سبب الحصار وهو الطاغية ستالين التكريتي .
ومبادرة الفيحاء هي من نوع الادعية المذكورة لأنها مطلب غير عملي ولن يوافقوا عليه فما دامت الكتل السياسية انتهازية فكيف نتوقع انها ستتغير فجأة وقد افتضحتهم قناة الفيحاء عندما نقلت تصريحاتهم المؤيدة للفكرة بضمنهم اعلى مستويات السياسيين لكنه كلام تقتضيه الكامرا اما خلفها فهم يقاتلون ان لا يحدث ذلك ولن يحدث فهم لا يمتلكون شجاعة الرفض المباشر ولا شجاعة التبرير .
ثم ان المطلب بالنقل الحي يعني ان الشعب فقد ثقته بهم وهو امر مشروع لكن معالجته لا تكون كذلك فالشعب هو من منحهم هذه الثقة عندما اختارهم واذا اراد نزعها فعليه ان يقول ذلك مباشرة ان ينزل للشارع ويخلع عنهم الثقة وليس ان يطلب منهم أي شيء اخر كالبث الحي فهذه خارج اصول اللعبة .
ان المساومة بين الكتل السياسية امر مفروغ منه في كل الديمقراطيات وهو من الف باء السياسة طبعا ً ليس للمستوى الذي تصل اليه عندنا .
لن نتوقع منهم حلول جذرية بالمؤتمر بل ما سيحصل واضح ... مساومات تديم وجودهم على ما هو عليه لكن سيتم تشذيب اظافر البعض وهو امر بصالحنا في النهاية وشيء افضل من لا شيء وهو على اية حال افضل ما نتوقعه منهم .
وهم لو ارادوا الحل حقا ً اذن لتوجهوا الى البرلمان لنزع الثقة عن رئيس الوزراء تحت سقفه واستجوبوه لكن كلا الطرفان الراغبين بنزع الثقة والرافضين سيظطرون للمكاشفة عندما تلقى الاوراق على الطاولة وعندها سيكون الحل واضح الغاء حكومة الشراكة الوطنية – حكومة لبننة العراق – لتحل محلها حكومة الاغلبية السياسية وهو ما لا ترغب به جميع الكتل .
وكان الاجدر بالفيحاء ان تفكر بشيء اخر مثل حشد التأييد لمطلب منع ازدواج الجنسية بالنسبة لأعضاء البرلمان والوزراء وبالتالي اما ان يرفض المسؤولون ذلك فيتعروا امام الناس برفضهم شيء لا يمكن رفضه او ان يوافقوا فيصبحوا معنا على نفس المركب وبهذا سيظطرون لعمل الصح اضطرارا ً . ان هذا المطلب هو الشيء الوحيد الذي سيعدل من سياستهم وينقذنا منهم وبهم .
فالدعوة لهكذا مطلب ستكون ناجحة فهو على الاقل مطلب منطقي ومحدد وقصير لكنه بنفس الوقت فعّال ويقضي على المشاكل في صميمها لأنه صميم ومكمن كل المشاكل .