مسعود البارزاني يستدرج أردوغان- حسين شلوشي
Wed, 6 Jun 2012 الساعة : 17:43

بعد خلافه مع بغداد وحكومة السيد المالكي، قام السيد مسعود البارزاني بجولة نشاط سياسي خارجي، كان أهمَها زيارته الى واشنطن والأخرى زيارته الى تركيا، في الولايات المتحدة وبحسابات واقعية ( مصلحة )، تعاملوا بحذر مع السيد مسعود، بل اعتبروا ما يطرحه أو يطلبه هو ( دلال ) ليس الاَ، وان مساندته والوقوف الى جنبه في هذه الطلبات انما يؤشر خسارة للولايات المتحدة في العراق الدولة، وأنها ( أميركا ) ستأخذ كل ما تريد من شمالي العراق من دون تخريب العلاقة مع بغداد لأن مسعود جزء وهو الذي يحتاج الى غيره والى الكل ( العراق ) بين لحظة وأخرى وهذا يعني أن هامش المناورة السياسية يسيطر على سلوكه السياسي.
بعد ذلك توجه زعيم اقليم كردستان العراق الى تركيا والتقى السيد أردوغان وهو يحمل مفردتين اعتقد أنهما مفاتيح لرئيس الحكومة التركية، وبذات الوقت هي نقاط قوة له وهما الحنق على المالكي واعتباره دكتاتوراً ينتمي الى طائفة معينة ليضطهد الأقليات والطوائف الأخرى، والثانية انه ( مسعود ) قام بدور الشريف المحامي المدافع عن طائفة معينة في العراق، ومثاله كان معه في أنقرة وهو طارق الهاشمي المطلوب للعدالة في بغداد. وقد عرض السيد مسعود نفسه أمام أردوغان بهذه الكيفية وهو يستند الى نقطتين مهمتين في توصيف المضيف وهما العقلية الطائفية للسيد أردوغان وتزمته القومي وانفعالية الشخصية التركية في ردة افعالها، وقد تحقق للسيد مسعود ما أراد وانقاد السيد أردوغان معه للتصريح ضد المالكي وبذات المفردات التي استخدمها مسعود ومضافاً اليها الشحن الطائفي الأردوغاني وليأخذه الانفعال الى فكرة بناء تحالف كردي تركي على حساب علاقة مع دولة بحجم العراق، ومن المؤكد أن هذا الحلف أو التحالف الوهمي يمثل نصراً كبيراً ونجاحاً رائعاً للسيد مسعود باعتباره قائداً محلياً يحتاج الى دعم الشخصيات والدول الكبيرة وبذلك فهو قاد الامبراطورية العثمانية وقائدها الى وادي شمالي العراق ليوقظه في النهاية ويقول له إنك في الجارة كردستان ضيف عزيز كبير مرحَب بك دائماً وسط الكرم الكردي المعروف غير المتأثر بأجلاف الجزيرة العربية.
حسين شلوشي
اعلامي عراقي