حقوق المرأة بين الدين والقوانين الغربية- مواطن عراقي مظلوم- هولندا
Wed, 6 Jun 2012 الساعة : 17:10

لقد اعتاد اصحاب الأقلام أن يسكبوا مداد أقلامهم حول احداث الساعة ،بين مؤيدٍ ورافضٍ ، ومنتقدٍ ومدافعٍ ، وكما هو معروف أن الأحداثَ السياسيةِ التي تمرُ بها المنطقة بشكلٍ عام ، والعراقُ بشكلٍ خاص ، هي احداثُ الساعةِ ، وقد أصبحت الأرض الخصبة لزراعة كلمات االكتّاب ، ولأني لا أعد نفسي منهم ، فسأكتب شئياً بعيداً عن ذلك الميدان ألا وهو ميدان السياسة وارهاصاتها ، وإن كان ما سأكتب عنه ، هو أثرٌ من آثارها ، ولعنةٌ من مخلّفاتها .
وفي المقدمة أود أن اقولَ ان الدينَ يعاني من فئتين من الناس: فئةٌ اتخذتهُ مغنماً ،وهم المتسترين بلباس الدين والذين اتخذوه وسيلة لنيل مآربهم وتحقيق مصالحهم ، وهؤلاء لم يختصر وجودهم على وقتنا الحاضر ، بل كانوا منذ انبثاق نور الرسالة المحمدية ، من عبدالله بن أُبي بن سلول ، مروراً بكل المنافقين والطلقاء وإلى يومنا هذا من وعاظ السلاطين واصحاب الفتاوى التي تدير ما درّت معايشهم ، فبالأمس يتضرعون ويدعون في صلواتهم لطواغيتهم الجائرة بدوام الملك والسلطان ، وبعد ان طلَّ الربيع على الشعوب المقهورة ، خرجوا على الفضائيات يتباكون ويدعون للشباب الثائر بالنصر ، ومن ثمَّ خلعوا الثياب القصيرة ولبسوا البدلات وقصروا اللحى ، واحتلوا مقاعدا في البرلمانات وهكذا سيتواجدون وهم يستترون بلباس الدين الى يوم يبعثون ،وفي الحقيقة لا اريد ان اطيل الحديث حول هذه الفئة ،ويكفينا ما وعدهم الله في كتابه العزيز من أليم العذاب والخزي يوم يبعثون .
و ما يهمني هي الفئة الأخرى ، وهي فئة لا تقل عن الأولى نفاقاً ، ولا أقل منها ضرراً على الدين وهي فئة تصوّرُ من الدين (بعبعاً) وتصوّرُ كل من يصلي أو يصوم ( متطرفاً ) و( متشدداً ) وتستغل هذا لمصالحها ، والحاق الضرر بالآخرين . ومن هنا أبدأ فيما اريد قوله :
كما ذكرت في الأسطر الأولى: أن الذي دعاني لأن اكتب مقالتي هذه ، هي جمرة اكتويتُ بنارها جمرة اوقدتها الفئة الثانية مما ذكرت من الفئتين السابقتين ، والسياسة هي التي رمتني في هذا الجمرِ ، فالسياسة الرعناء لطاغية العراق رمتني في مراكب الغربة ، فأخذتني الى حيث لا ادري ولا اريد ، فرست مراكب غربتي على شواطئ دولة أوربية أنا وعائلتي ، ودارت السنون والأيام ، وكبرت الأولاد ، وعلى قول المثل العراقي ( دور من ثوبك ) تزوج ولدي من فتاة عراقية حالها كحالنا ، ورزقهم الله بولد ، ثم حدث بينهم خلاف ، على أثر ذلك اخذت زوجته الولد وذهبت الى مدينة أهلها ، ومنعتنا من رؤيت الولد ، ورُفِعَت ْ قضيتنا إلى المحاكم – وهنا وكما يقال ( الشاهد من حكايتنا)- ادّعت أن من الأسباب التي تدعوها لعدم السماح لنا برؤيت الولد أو اصطحابه الينا لبعض الساعات أو الأيام ، هو أننا متشددون ومتطرفون بالدين ونعلم الولد كلمات مثل ( الله أكبر ) أو ما شابه ، بينما هي امرأة تريد ان تتحرر من هذه القيود ، وهي إمرأة غربية – بالرغم من اني اجزم انها لا تريد ان تصبح هكذا انما قالت هذا حتى تتعاطف معها المحاكم والدوائر الرسمية وتلحق الضرر بنا وتحرمنا من رؤيت الولد - وكما هو معروف نظرة الدول الغربية للنهج المتطرف في الدين وما قننته هذه الدول من قوانين اتجاه التطرف الديني ، ومن جانب آخر هناك قوانين خاصة بهذه البلدان بخصوص المرأة ، ونحن نحترم هذه القوانين ويجب الألتزام بها ما دمنا نعيش في أراضيها. ولكن هل يصح منّا كمسلمين ان نشوّه ديننا ، ونحتقر تعاليمنا ، وننسب للدين ماليس منه ، من أجل أن نحقق مآربنا ومصالحنا !!!؟؟
لذا أقول إن مثل هكذا أفراد ينتسبون للإسلام ولكنهم بهكذا تصرف يسيئون له ، وربما اكثر اساءة وضرر من الفئة الأولى ، اقصد المتلبسين بالدين .
وللأسف إن بعض النساء بشكل عام ، ومنهن بعض النساء العراقيات ، استغلَّنَّ هذا الجانب ، واخذنَ ينسبنَ الى الدين ماليس منه .
ومن جانب آخر ، فمثلهن ،لا تتورع عن الكذب ، ومن أجل أن تحصل على الطلاق الشرعي ، تتصل ببعض المشايخ سواء كانوا في أوربا أو غيرها ، وتشرح له ، هجران زوجها لها ، وأنه كذا وكذا وأنها تعيش في اجواء مفتوحة وتخشى على نفسها من الوقوع في الخطأ ، وإلى ما هنالك من اسباب وتطلب منه أن يطلقها من زوجها .
والذي اتمناه أن يتوخى مشايخنا وعلماؤنا الدقه في هذا الأمر ، وأقول أن اليوم – وبفضل وفرة وسائل الأتصال وتنوعها – اصبحت عملية الأتصال والتحقق من هكذا أمور سهلة وبسيطة .
وما ارجوه واتمناه ان نحرص كل الحرص على تعاليم ديننا ، وقيمنا ومبادئنا ، ونكون مرءاة لكل قيم الإسلام ومبادئه وتعاليمه السمحاء ، ونكون زيـناً لمذهب أئمتنا (ع) الذين طلبوا منا أن نكون زيناً لهم ولا نكون شينا عليهم .