ماذا يريد (أبن الجنرال) من حكومة بغداد ؟؟- الدكتور جابر السعد - ذي قار

Tue, 5 Jun 2012 الساعة : 10:29

الجزء الاول
في كلمة لأحد الرؤساء العرب قال ( ان صداقة امريكا ورطة ومعاداتها دمار ) وبكل تاكيد فان اسرائيل كذلك فالشعور في دول الشرق الاوسط عموماً وفي البلدان العربية والاسلامية بصورة خاصة نحو امريكا واسرائيل محكوم على اقل تقدير بالمعاداة اذا لم يكن بالكراهية القصوى والرفض الكامل لهما .
ولم يدرك من يتكئون عليهما ويطلبون ودهما ودعمهما في الحياة السياسية ان تلك العلاقة وان اخفيت وكانت سرية وتمت تحت جنح الظلام الدامس فانها لابد ان يراها النور او ترى النور هي وتدركها الابصار ويفتضح اصحابها .
في كتاب )الموساد في العراق ودول الجوار ( من تأليف الكاتب الاسرائيلي شلومو نكديمون يستعرض العلاقة الوطيدة والقديمة بين ( الجنرال مصطفى البارزاني ) واسرائيل والتي بدئها (ديفيد قمحي ) والذي اختارته اسرائيل كأول شخصية اسرائيلية في لندن لإجراء أول اتصال مباشر مع البارزاني، وقمحي هو من كبار رجال الموساد في بريطانيا ودخل قمحي من إيران إلى شمال العراق والتقى بالبارزاني، وأوضح له إن إسرائيل شديدة التعاطف مع القضية الكردية، وإن إسرائيل تدرك إن النضال سيكون طويلاً، وإن إسرائيل مستعدة لتدريب المقاتلين الأكراد على حرب العصابات وأعمال التخريب، وأكد له ان مجموعة قليلة من الأكراد يمكن أن تنفذ عمليات مؤثرة وفعالة داخل العراق.
وقبلها كان الرجل – قبل ان يصبح جنرالاً- قد ارتمى في احضان الـ (كي .جي . بي ) وساعده الروس ,وتحت حراب الجيش الاحمر تم اعلان جمهورية (مهاباد ) في الجزء الكردي من شمال العراق على قطاع ضيق إلى الشرق من الحدود العراقية التركية عام 1946، غير أن هذه (الجمهورية) لم تدم سوى سنة واحدة فقد سحب الروس حمايتهم لها، لتوالي احداث الحرب العالمية الثانية وسارع الإيرانيون إلى السيطرة على أراضيها والإعلان عن إلغائها، وقد فرّ مصطفى البارزاني الذي قاد جيش جمهورية ماهاباد بجلده ومعه 500 من أتباعه.
والجنرال (مصطفى البارزاني) زار أسرائل سرا في نيسان 1968 بترتيب من (بدير خان )، وتم استقباله هناك استقبالاً رسمياً فخماً وأنزل في بيت الضيافة الحكومي، وقام رئيس الموساد اللواء مائير عميت بتعريف البارزاني على يوفال نثمان رئيس شعبة الاستخبارات الأسرائيلية. وفي المقر الحكومي لرئيس دولة اسرائيل عندما ذهب البارزاني للاجتماع مع رئيس الكيان الصهيوني في ذلك الوقت (زيلمان شوفال) وحضرهذا الاجتماع لبكوب، وقد رفض البارزاني كل التوسلات بأن يتخلى عن مسدسه الشخصي المحشو بالعتاد، وقال لبكوب لتبرير الموقف : هل شاهدتم كلباً يتخلى عن ذنبه ؟ وبلع الجنرال الاهانة لانه لا يعرف اللغة العبرية طبعاً لكنه يعرف كيف يلبس الرتبة الصهيونية!! , وقد نصح الرئيس الإسرائيلي، مصطفى البارزاني أن يتخلى عن فكرة الحكم الذاتي، وأن يعمل من أجل إقامة دولة كردية مستقلة وقد قابل أيضاً وزير الدفاع موشيه دايان في بيته والتقط الصور التذكارية معه في حديقة المنزل ، وكان من المفروض أن تبقى الزيارة سراً لكن أمر الزيارة تسرب وانتشر خاصة بعد مقابلة جرت بين البارزاني ومحرري بعض الصحف الإسرائيلية.
وذات مرة يقول زئيفي إنه عند اجتياز الحدود من إيران إلى العراق وصل ليلاً بسيارة جيب كانت هدية من إسرائيل إلى الملا مصطفى، تفاجأ بمشاهدة الملا مصطفى متواجدا في نقطة الحدود تبين أنه قطع مسافة 3 ساعات مشياً هو وأبناؤه وكبار حاشيته من أجل استقبال المبعوث الصهيوني. وقد أثنى مصطفى البارزاني على إسرائيل ودورها في استمرارية التمرد الكردي والمساعدات المتواصلة التي تقدمها من تسليح وتدريب ودعم مادي ومعنوي واستشاري، لأن عدونا مشترك وكوننا شعب مضطهد، وقد قام زئيفي الموفد الإسرائيلي بخلع رتبته وإهدائها إلى البارزاني وقد تقبلها الأخير بسرور وتأثر . يقول زئيفي (لقد بدأت أشعر بالضيق الشديد من الإيمان الشديد الذي يكنه البارزاني لنا ومن اعتقاده أننا قادرون على فعل كل شيء دون أن يعرف طبيعة الصعوبات التي تواجهها (إسرائيل)).
والى اللقاء في الجزء الثاني ( الولد على سر أبيه )

الدكتور
جابــر الســــعد
[email protected]
 

Share |