تعدد الزوجات يعني ان يتزوج الرجل الواحد بأكثر من واحدة ,وهذا الأمر شجع عليه ديننا الاسلامي الحنيف في بداية ظهوره , بسبب قلة عدد المعتنقين للأسلام , فكان تعدد الزوجات آنذاك من أجل ان يتزايد عدد المسلمين من خلال الأنجاب, وبتطور الحياة الأجتماعية وتعقدها أضحى الزواج بأكثر من واحدة علة من العلل الأجتماعية التي تؤدي الى إنهيار الأسس القويمة لبناء الترابط الأسري نظراً لما يتركه من آثار نفسية على الزوجة الأولى تعكسه على طريقة تعاملها مع أبنائها حيث تشعر بالذل والهوان وهي ترى بأم عينيها أن جميع ماشيدته في سنين عمرها الماضية من اشياء مادية ومعنوية قد ذهب أدراج الرياح,وأن رفيق دربها الذي وهبته زهرة شبابها استبدلها بزوجة ثانية , قد تكون أجمل منها او تصغرها سناً, او أنها , أكثر ثراءاً.
نحن نعلم ان بلدنا الحبيب يمر الآن بأزمات شتى لاحصر لها, حيث اليتامى والأرامل والثكالى يملأن العراق,بسبب الحروب التي حصدت الشباب مما شكل اعداداً مخيفة من شريحة الارامل , كما ان مشقة الحياة ساعدت على ارتفاع نسب حالات الطلاق , فلهذا وبدلاً من التبجح بالغيرة والنخوة من قبل بعض الاقلام الصفراء والتي تطالب بتعدد الزوجات والعودة الى الوراء بدلاً من هذا عليهم ان يوجدوا حلولاً منصفة, تساعد على أستمرار الحياة الطبيعية للمرأة التي فقدت معيلها , من خلال تخصيص رواتب تصرف شهرياً, بالأضافة التي توفير السكن الآمن.
أحياناً ينتابني الأسى وأنا أقرأ مقال يدعو لهذا التخلف والدعوة الى إذلال المرأة هذا الكائن الذي يهب الحياة بلا منّة أو ضجر, ويضحي دون أن ينتظر رد جميل من أنسان؟
كيف يهون هذا الكائن على أصحاب تلك الأقلام التي بات همها الأول هو ارضاء شهوات بعض من الرجال الذي يتخذون من الدين الاسلامي العظيم حجة لتحقيق مآربهم على حساب تهديم نفسية ابنائهم .
هل كُتِب على المرأة العراقية في كل الظروف والأزمان أن تظل مصدر عطاء يُقابَلُ بالنكران والأجحاد من الطرف الآخر؟
لماذا يامعشر الرجال تشعلون أتون الحروب بين الشعوب ثم تعيدون الكّرَّة لتشعلونها في داخل الأسرة الواحدة, هل يستطيع أحدكم ان يتخايل منظر زوجتين يجمعهما بيت واحد وهما هنيئتان؟
وهل أن أبناء تلك الزوجتين سيكونون بشخصيات طبيعية, وهم يرون قدوتهم (والدهم يقدح بمشاعره لهذه ولتلك؟
أملي بأصحاب الاقلام الحرة النبيلة ان يجدوا الحلول الصائبة من أجل الأرتقاء بالأنسان العراقي من خلال تأسيس أسرة سعيدة لايشوبها الخلل والأنحلال, وبهذا تنشأ الاجيال القادمة القوية كي تبني العراق الجديد الذي نحلم به ان يكون.