لكي نقدس كتابنا المقدس -عبدا لستار الاسماعيلي-الناصرية

Sun, 3 Jun 2012 الساعة : 15:53

   لانحتاج إلى طول شرح لبيان ما للقران الكريم، ذلك الناموس الإلهي العظيم من قدسية عظيمة، ومنزلة لايمكن تصورها إلا من خلال النص القرآني نفسه، ففي مواضع كثيرة من الكتاب العزيز  تبين الآيات الكريمة مالكلمات القران من خصوصية مفروضة في التعامل والتداول المقيد بأحكام خاصة، ومن ابرز تلك الأحكام اشتراط طهارة الإنسان في مس كلمات المصحف الشريف0 وجاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتوضح جوانب كثيرة متصلة بهذا الموضوع0وبين أيدينا كم هائل من الإرث  الفقهي الكبير الذي يوضح لنا طبيعة العلاقة بين الإنسان المسلم وبين هذا الكتاب الذي انزل كقانون الهي لتنظيم حياة البشرية.
وبرغم ذلك الوضوح والتأكيد على احترام قدسية القرآن،ألا إننا- وللأسف الشديد- نرى الآيات القرآنية تكتب لأقل مناسبة على بطاقات الأعراس والتعازي وعلى صفحات الجرائد  دون مراعاة لحفظها بل كثيرا ماتأخذ طريقها إلى حاويات النفايات،هذا واقع لايمكن نكرانه،ولعل القارئ الكريم يلمس ذلك من خلال معايشته للواقع اليومي بل نظرة واحدة لصحفنا اليومية ومجلاتنا تكفي للدلالة على هذه الظاهرة المؤلمة.
نتساءل ماهو المبرر لكتابة الآية القرآنية في بطاقات الأعراس أو التعازي؟ ألا يمكن أن تكون تلك البطاقات مكتوبة بمفردات تفي بالغرض دون وضع آيات قرآنية درج الناس على وضعها كتقليد من تقاليد المناسبة دونما إدراك لما يعنيه رمي تلك البطاقة وهي  تحتوي على الآية القرآنية في أي مكان؟ بل مالذي تضيفه تلك الآية إلى الغرض الذي أعدت من اجله البطاقة ؟ لاشك أنها تؤدي ذلك الغرض بدون كتابة  آية قرآنية.
هناك أمر آخر لابد أن يلتفت إليه المعنيون وهو الكتب المدرسية المقررة سواء كانت كتب التربية الإسلامية أم الكتب الأخرى حيث لانرى ذلك الاهتمام والتأكيد على الجانب المتعلق باحتواء تلك الكتب على النصوص القرآنية ،مما يتطلب التعامل بالاحترام المطلوب لأي كتاب يحمل نصا قرآنيا أو حديثا نبويا،واقع الحال يكشف لنا أن هذه الكتب رغم احتواءها على تلك النصوص والأحاديث  مبتذلة في كل مكان ،فبعد نهاية كل عام دراسي ترمى دون عناية في مخازن المدارس في أحسن الأحوال أونجدها بين أيدي باعة الكرزات وما شابه يصنعون منها أكياسا ورقية صغيرة لبضاعتهم و قد نجدها مرمية في الطرقات ومع أكوام النفايات،هذا واقع كما قلنا. لكنه يحتاج إلى معالجة والبحث عن حلول عملية  سريعة.
من جملة الحلول الاقتصار على كتب التربية الإسلامية في كتابة النصوص والأحاديث النبوية وإجراء حملات توعية  ومحاضرات للطلبة حول التكليف الشرعي المطلوب تجاه تلك النصوص  وطريقة التعامل مع الكتب الدينية واشتراط طهارة الإنسان بأن يكون على وضوء عند تداول هذه الكتب ومس مافيها من نصوص. وتنمية الشعور لدى الطالب بأن يتعامل مع النص القرآني تعاملا خاصا مقترن بالتقديس والتوقير.
 أما بقية الكتب المقررة فبالإمكان تجنب احتواءها على النصوص القرآنية اذا لم تحرز العناية بها وابتذالها ،اما إذا كانت هناك   ضرورة لذلك فتعامل معاملة الكتب الدينية.قد يرى البعض في الكلام المتقدم طرحا مثاليا غير قابل للتطبيق لكننا عندما نرجع إلى ماتفرضه أحكام الشريعة نجد أنفسنا أمام حكم شرعي واجب بحكم النص القرآني ،وما يخيل للبعض من صعوبة في التطبيق هو بسبب مادرج عليه الناس وعدم الالتفات الى ان حكم مس آية اوكلمة من القرآن هو نفس حكم مس المصحف بكامله.
دعونا نتحدث بصراحة كم مرة خرجنا بمظاهرات واحتجاجات  وشجب واستنكار، وأقمنا الدنيا ولم نقعدها في المحافل الرسمية والهيئات الدولية، بسبب تجاوز أو اعتداء على نسخة من المصحف يحصل من جهة أو شخص من غير ملتنا ؟ فلماذا لاننتبه إلى مايجري في واقعنا وأمام أنظارنا مع أن غيرنا معذور لأنه قد يجهل قيمة القرآن لكن ماعذرنا نحن ؟ لاعذر لأحد ، الكل مطالب حسب دوره ومسؤليته في الحفاظ على قدسية النصوص القرآنية أينما وجدت .
وان من أسباب نزول الرحمة الإلهية تعاهد  القرآن وتدبر آياته والعمل به والسير بمقتداه وذلك يستلزم احترام وتوقير مابين الدفتين. فلتتظافر الجهود نحو إصلاح الظواهر المتقدمة لأنها لاتليق بقوم يحترمون عقيدتهم.والله الموفق.         

Share |