الازمة السياسية وبقاء المالكي-علي الزاغيني
Sun, 3 Jun 2012 الساعة : 12:46

قد لا يخفى على البعض المنعطف الخطير الذي تمر به العملية السياسية وماترافقهامن حرب اعلامية وتراشقاتبين الكتل السياسية رغم انها تدور في حلقة مفرغة الغاية منها الصراع الخفي والمعلن على المناصب وتوزيعها وفق ما تقتضي مصالحهم الشخصية بعيدا كل البعد عن تطلعات ابناء الشعب وتحقيق اهدافه وتقديم الخدمات الاساسيةفهم في واد والشعب في وادٍ اخر.
لماذاهذا الصراع؟
في حقيقة الامر انه من يريد لشعبه الاستقرار والامان عليه ان يواكب العملية السياسية ولا يخرج علينا كل بنغمة جديدة يحاول من خلالهاان يظهر بمظهر البطل القومي ويطرق اسماعنا بشعارات فارغةلا فائدة منها سوى الوصول لغايات واهداف مخطط لها ولعل الكثير من الذينلايعرفون حقيقة هذه التصريحات يطربون لها ويبنون الامال عليها.
بقاء المالكي او عدمه هل سيغير خارطة العملية السياسية؟
ولماذا الاصرار على رفع الثقة عنه ؟
ومن هو البديل ؟ وهل سيحقق للمطالبين برفع الثقة عن السيد المالكي ما يطمحون اليه.
هذه التراشقات لاتخدم العملية السياسية وربما تطيح بها وتعيدنا الى المربع الاول وهذا قد يأخذ وقتا اطول وربما يقودنا الى انتخابات مبكرة بعد حل البرلماناذا تم الاتفاق علىذلكوهذا يستغرق فترة طويلة مما يجعل السيد المالكي على راس حكومة تصريف الاعمال وفي هذا الحالة لا يجني الشعب شئ من هذه المارثون الفاشل سوى تخبط واضح في عملية بناء وطننا وهدر كبير بالاموال.
الدستور هو الحل لكل القضايا التيلم تحل لحد الانويجب عدم الخروج من اطار الدستور وفق اتفاقاتسياسية لا تخدمالشعب في شئوانما المراد بها تحيقي مصالح شخصية مشتركة للساسةومحاولة البعض منهم التاثير على الحكومة للحصول على مكاسب اخرىوالبعض الاخر يحاول بشتى الوسائل ان يطيح بحكومةالسيد المالكيلانها لا تلبي طموحاتهم.
التحالف الكوردستاني ومطالبته برفع الثقة عن حكومةالسيد المالكي ربما يكون ورائها دوافع كبيرة اهمها ضمبعض المناطق اليها وهي سبب خلاف كبير بين حكومة المركز والاقليم وتعتبر كركوك الاهم من بين تلك المدن لما تضم من موارد نفطية وكذلك موارد زراعيةولا اعتقد ان اي حكومة عراقية اصيلة ونزيهة توافق على ضم كركوك الى اقليم كردستان ليس لشئ وانما كركوك عبارة فسيفساء تضم كل اطياف الشعب العراقي ويجب ان تكون غير تابعة لاقليم وتبقى على ما هي عليهلتحافظ على تلك اللحمة الوطنية دون تمييز بين قومية واخرى وبين مذهب واخر.
ولا اعرف الغاية من ضم كركوك الى الاقليم هل لتوسيع الاقليم وتحقيق الحلملاعلان الانفصالوتوسيعحكومة مسعود البارزانيوطموحاته ؟
ام لتقديم الخدماتلهذه المحافظةأسوة بباقي المحافظات التابعة للاقليم.
قد تكون القائمة العراقية وقيادتها واللقاءات المستمرة مع بعض الكتل الاخرى وما تتخذهاعذار بشأن اتفاق اربيل وتفرد السيدالمالكي بالسلطةله الاثر الكبير بالمطالبة برفع الثقة عن حكومته وخاصة بعد سقوط الهاشمي بتهمة الارهاب وما سيلحق الضرر بهذه القائمةولا يمكن ان نلغي الدور الذي تلعبهبعض الدول الاقليمية ومحاولتها التاثير على بعض الساسة من اجل تغير مسار العملية السياسية حسب ما تقتضي مصلحتهم.
سيبقى الدستور هو الحل لكل الازمات وعلينا ان لا ندع الاتفاقات السياسية هي الحل دوما واذاكان بعض الاختلاف على بعض الموادبالدستور علينا ان نعيد كتابتهاوفق مقتضيات المصلحة العامةوان لا نتركها نقطة خلاف ونحاول ان نتخذها ذريعة عند كل ازمة تعصف بنا.
علينا ان لا ننتظر الحل دائما من خارج الحدود ومحاولة الاستعانة بالاصدقاء او الاخوةالاعداءالعرب, وكما علينا ان لاننتظر ان تتدخل امريكا وتهديدتها لساسة الصدفةليعودواالى رشدهم بعد ان افقدتهم المناصب التي هي اكبر من حجهمالشئ الكثير من عقولهم.
سيقى السؤال هنا هل سيجمع المطالبون برفع الثقةعن السيد المالكي الاصوات الكافية للتصويت داخل قبةالبرلمان ؟
ام سيكون الانتصار للسيد المالكي ليمضي قدما في بناء مسار العملية السياسية بعدما يصاب خصومه بالخذلان.