المالكي بين مطرقة الاخوان وسندان الزمان- الدكتور عباس العبودي- لندن

Thu, 31 May 2012 الساعة : 12:46

السلام عليكم
لقد ذكرت وحذرت من قبل ان سفينة الديمقراطية في العراق مهددة بخطر امواج قوى الاخطبوط الشيطاني الذي لايريد للعراق خيرا. لإن هذه التجربة على رغم السلبيات التي ترافقها فهي تمثل رمزا ايجابيا وعلامة مشرقة في تاريخ العراق الجديد. ولكن من المؤلم جدا ان يكون اخوة الدين والطريق والهدف مطارق لتهديم بيت الائتلاف من داخله. اننا نذكر اخوتنا واحبتنا ان لايصابوا بمرض الغفلة . لإن الغفلة مرض خطير سيصب بنتائجه لمصلحة قوى الاخطبوط الشيطاني .
أيها الاحبة لاتجعلوا المالكي ضحية جديدة بمطارقكم كما فعلتموها بالجعفري من قبل, فتذكروا دائما أن اعداء العراق سيفرحون بخلافاتكم وتمزققكم وخصوماتكم وحساسيتكم وهم يسعون بكل جهدهم ووسائلهم الخبيثة لتفريق جبهتكم .فلاتكونوا عونا لهم وتكونوا عونا لاعدائكم .
أن المصلحة الوطنية والشرعية والانسانية تحتم عليكم الوقوف مع هذا الرجل في هذه المرحلة الحرجة من خلال القانون .لأن المرحلة الحاضرة من التحديات الكبيرة تلزم جبهة الائتلاف ان يقفوا موقفا واحدا مع هذا الرجل الذي تعاقدوا عليه اخلاقيا ان يكون ممثلهم في ادارة الدولة . وان يقدموا له النقد الايجابي وليس التشهير , والنصيحة المخلصة والمعونة لانجاح التجربة .لا ان نكون معاول تهديم هنا وهناك من خلال الاتفاقات الجانبية واستخدام وسائل الاعلام بطريقة سلبية خارج حدود العقود الاخلاقية المتفق عليها داخل جبهة الائتلاف . لماذا مكونات الائتلاف تتبرعم خارج حدود الائتلاف ولا يتبرعم غيرهم؟؟؟
أيها الاحبة :
أحفظوا امانتكم واحترموا كلمتكم قبل ان يلعنكم الزمان . إننا اليوم بحاجة الى حفظ الجبهة الداخلية من التصدع ونكران الذات في ذات الجماعة . والذي يبحث عن ذاته على حساب الوطن سيغرق وسيغرق الجميع معه. ويكون ملعونا في الدنيا والاخرة لانه عمل غير صالح خلافا لما امر الله به وهي وحدة الكلمة والاعتصام بحبله والاختلاف مخالفا للعقل والشرع لانه سيؤدي الى الحساسية والخصومة ان لم تكن وسائل الاختلاف للتكامل وليس للتخاصم .
ايها الاحبة : لاتجعلوا هذا الرجل مشغولا بمطرقتكم وسندان الزمان قفوا معه من خلال التقييم والتقويم واحفظوا هذه التجربة من التصدع فكلما تزداد خلافاتكم كلما تزداد معاناة المحرومين والمستضعفين فلوا ادعىّ احدكم ان امركم لله. فالله لايدعوكم ان تختلفوا ولايدعوكم ان تتصدعوا ولايدعوكم ان يسقط احدكم الاخر وخصوصا جميعكم تحملون هما واحدا بظاهركم .والله تعالى يدعوكم للخير ويدعوكم للوحدة ويدعوكم للتعاون وعدم التفرقة ولايدعوكم للحساسية والخصومة- نعم اختلفوا في المنهاج للتكاملوا بالنتائج النافعة للناس .
أنني اخشى ما اخشاه ان تضيع هذه التجربة بسوء تخطيطنا وحساسيتنا وخصوماتنا وسوف نبكي على هذه التجربة كما بكى عبد الله بن الاحمر على ضياع الاندلس بطمع الدنيا فالتفت الى قصره باكيا فقالت له امه ابكي كالنساء على ملك لم يحافظ عليه كالرجال.
إننا بحاجة الى حفظ جبهتنا الداخلية وبناء دولة الانسان في العراق التي تحترم كل انسان عراقي على هذه الارض بكا الوانه وصفاته ومواصفاته تحت مضلة القانون ولا احد فوق القانون قط.
والله من وراء القصد
اللهم اشهد ااني قد بلغت
محبتي ودعائي.

 

Share |