فليم" اخطر فيروس معلوماتية يتم اكتشافه مخترعه مجهول وايران تعلن التصدي له
Wed, 30 May 2012 الساعة : 12:20

حرب الفيروسات نموذج عن حروب المستقبل
السومرية نيوز/بيروت
اعلنت شركة روسية لانتاج البرامج المضادة للفيروسات المعلوماتية انها اكتشفت فيروسا جديدا يتمتع بقوة تدميرية لا سابق لها تستهدف ايران بشكل رئيسي ويمكن استخدامه "سلاحا الكترونيا" من قبل الغرب واسرائيل، فيما كشفت ايران انها تمكنت من كشف الفيروس وتحضير فيروس مضاد قادر على التعرف عليه وتدميره.
وقالت "كاسبيرسكي لاب" التي تعد من اكبر شركات انتاج البرامج المضادة للفيروسات في العالم، في بيان في ساعة متأخرة مساء الاثنين (28 ايار 2012) ان خبراءها اكتشفوا الفيروس المعروف باسم فليم (الشعلة) خلال تحقيق اجراه الاتحاد الدولي للاتصالات.
ويأتي الاعلان بعد شهر فقط على تأكيد ايران انها اوقفت انتشار فيروس يمحو البيانات استهدف خوادم اجهزة الكمبيوتر في قطاعها النفطي، مما يشير الى ان ايران هي الجهة الرئيسية التي يستهدفها الفيروس.
وقالت الشركة ان الفيروس الجديد "يتمتع بقوة تزيد على عشرين مرة عن ستكسنت" الذي رصد في 2010 واستخدم ضد البرنامج النووي الايراني.
واضافت كاسبيرسكي ان الفيروس فليم يستخدم لغايات "التجسس الالكتروني" اي انه يمكن ان يسرق معلومات مهمة محفوظة في الحواسيب الى جانب معلومات في انظمة مستهدفة ووثائق محفوظة والمتصلين بالمستخدمين وحتى تسجيلات صوتية ومحادثات ثم يرسلها الى خوادم في كافة انحاء العالم، مضيفة ان فليم "يستخدم بفاعلية كسلاح الكتروني لمهاجمة كيانات في دول عدة، كما ان مستوى تعقيد وعملانية البرنامج يتجاوز كل التهديدات المعلوماتية المعروفة حتى الآن".
ولم يتم الكشف عن مصدر الفيروس ستكسنت لكن الشكوك حامت حول الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تتهمان ايران بالسعي لصنع سلاح ذري.
وقال كبير خبراء الامن في "كاسبيرسكي لاب" الكسندر غوستيف، ان "ايران هي الدولة الاكثر تضررا بالفيروس فليم تليها اسرائيل والاراضي الفلسطينية والسودان وسوريا ولبنان، غير ان مصدر الفيروس مجهول" مثل ستكسنت وغيره.
واوضح في مقال تحليلي ان "جغرافية تلك الاهداف ومستوى تعقيد الفيروس لا يدع مجالا للشك في ان الابحاث التي اجريت عليه تمت برعاية دولة" لافتا الى الفيروس الجديد غ"ير مصمم لسرقة الاموال من حسابات مصرفية، وهو ايضا يختلف عن ادوات تخريب بسيطة يستخدمها قراصنة المعلوماتية".
من جهته قال وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي موشيه يعالون ان "مثل تلك الاسلحة الالكترونية جزء مهم من ترسانة اعداء ايران"، من دون ان يعطي اي اشارة الى احتمال تورط وكالة الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) في الفيروس فليم.
واضاف في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "من حق اي شخص يعتقد ان التهديد الايراني يشكل خطرا كبيرا اتخاذ تدابير مختلفة كتلك لوقفه".
وتابع يعالون الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "اسرائيل رائدة في مجال التكنولوجيا الحديثة وهذه الوسائل توفر لنا كل الاحتمالات".
في المقابل سارعت ايران الثلاثاء الى التأكيد بانها تمكنت من انتاج فيروس مضاد قادر على كشف وتدمير الفيروس المعلوماتي الجديد.
وجاء في بيان نشر على موقع "مركز التنسيق الايراني لمكافحة الهجمات المعلوماتية" فان مركز ماهر التابع لوزارة الاتصالات الايرانية "تمكن من كشف الفيروس فليم ثم تحضير فيروس مضاد قادر على التعرف عليه وتدميره".
واضاف البيان ان هذا الفيروس المضاد "في تصرف اجهزة وادارات طلبته" لكن بدون تحديد تاريخ او كيفية اكتشاف الفيروس ولا الاضرار التي قد يكون احدثها في ايران، الا ان وكالة الانباء فارس ذكرت نقلا عن مركز ماهر ان فليم "مسؤول عن سرقة معلومات على نطاق واسع خلال الاسابيع الماضية" بدون تحديد اي نوع من المعلومات قد تعرضت للقرصنة ولا مكانها.
يذكر ان ايران اعلنت في نيسان الماضي (2012) عن تعرضها لهجوم الكتروني غامض ضرب حواسيبها ومن ضمنها اجهزة الكمبيوتر التي تقوم بتشغيل الميناء الرئيسي لتصدير النفط الرئيسي في جزيرة خرج، مضيفة انها شكلت لهذه الغاية لجنة ازمة لصد الهجوم.
وأعلن مسؤولون إيرانيون في 25 ايار 2011 اكتشاف فيروس كمبيوتراطلق عليه اسم "ستارز" صمم لاستهداف مؤسسات حكومية، وتم الكشف عنه بعد أقل من عام من استهدف منشآت إيران النووية بفيروس "ستكسنت"، الذي يقول خبراء في أمن الإنترنت، إنه أخطر برمجيات الكمبيوتر الخبيثة التي تم اكتشافها، والتي تم تطويرها ولديها القدرة على استهداف أنظمة التحكم الصناعية، خصوصاً بعد إصابة أجهزة إيرانية بها.
ونفت ايران في ايلول الماضي (2011) أن يكون مفاعل بوشهر النووي قد أصيب بالفيروس المدمر، وعاد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، ليصرح عقبها بأن "الأعداء" فشلوا في الهجوم الفيروسي على الأنظمة النووية الإيرانية.