شركاء ولكن فاسدون-صباح السيلاوي

Wed, 30 May 2012 الساعة : 11:04

لا افهم كيف يفسر السياسيون العراقيون معنى الشراكة .. هل هي تظافر الجهود من اجل البناء والخدمات أم أنها تحين الفرص على الآخر من اجل وضع العصا في الدولاب.. هل هي خدمة لمن أعطوهم أصواتهم أم إنها مصالح شخصية وفئوية على طريقة ( شيّلي واشيّلك ) .. هل أنا شريكك من اجل أن نعمل سويا من اجل الناس أم أنا اعمل لكتلتي وأنت تعمل لكتلتك ؟.
المتتبع المنصف للعملية السياسية الجارية في العراق لا يرى شركاء العملية السياسية سوى أعداء أو كما نطلق عليهم بالمفهوم الشعبي ( حرامي البيت ).. فالتحالف الكردستاني الذي رأيناه منذ اليوم الأول يعتاش على الخلافات الحاصلة من اجل مصالحة الفئوية الضيقة ويلقي بضلال فشل وزرائه على رئيس الحكومة الذي اعتقد جازما انه لا سلطة له عليهم والدليل إنهم لم يشاركوا في اجتماع الحكومة الذ ي عقد في كركوك لكنهم امتثلوا إلى أوامر زعيمهم الكردي مسعود الذي دعاهم إلى مقاطعة الاجتماع..
إنني لست في موضع دفاع عن السيد المالكي لكن قراءتي للواقع وقناعتي بالبراهين والشواهد دعتني أتحدث بكل صراحة ووضوح فالسيد المالكي لم يطلب من وزارة الصحة التي يقودها كردي أن تتلكأ في خدمة المواطن وان يطلب من كل مريض أن يأتي بالدواء من صيدليات خارجية وحتى أكياس الإدرار البسيطة لم يستطع معالي الوزير توفيرها للمواطنين والمالكي لم يطلب من وزير التجارة الكردي حجب الرز من البطاقة التموينية منذ أكثر من ثمانية أشهر والمالكي لم يطلب من وزير الكهرباء المنتمي إلى القائمة العراقية أن يقطع الكهرباء عن المواطنين ويتنصل عن الوعود التي قطعها سلفا عند استيزاره كما إن المالكي لم يطلب من وزير المالية المنتمي إلى القائمة العراقية أن يؤخر موازنات الوزارات والمحافظات ولم يشجع وزير التربية على الإبقاء على المدارس الطينية ولم يطلب من وزير الزراعة إيقاف استيراد المواد الغذائية وإنهاك دخل المواطن العراقي دون العمل على زيادة الإنتاج المحلي لكن كتلهم التي تريد أن تجعل من الحكومة متعثرة هي التي طلبت منهم ذلك من اجل إظهار المالكي عاجزا أمام تحقيق ما ينشده المواطن البسيط من اعمار وخدمات ..وان الدول التي ترعاهم وتقدم لهم العون والمال هي من أشارت لهم بذلك من اجل إفشال العملية السياسية برمتها وبالتالي تحقيق مطالب تلك الدول التكفيرية في العراق.
إن الخدمات والاعمار لاتهم هذه الكتل بالتأكيد لأنهم يبحثون عن أكثر من ذلك فالمالكي لو تنازل عن كركوك والمناطق المختلف عليها ولو سمح للكرد بالاستمرار في سرقة النفط والسيطرة على المنافذ والمطارات لكان منقذ العملية السياسية في نظر الكرد ولو أعطى علاوي ما يريده خلافا للدستور لما كان متعثرا في عمله في نظر هؤلاء ..
إن العراقيين وبكافة أطيافهم لا تنطلي عليهم هكذا ألاعيب سياسية قذرة تتجاوز تطلعات المواطن وتحقق لهذه الكتل ما تريده وتتمناه واليذهب المواطن العراقي المبتلى إلى الجحيم مادام هؤلاء ينعموا بما لا يستحقونه من مناصب وامتيازات..

Share |