سوق الشيوخ ... مدينة تغص بــ"الازبال" والعبوات الناسفة – تقرير مصور -

Mon, 6 Jun 2011 الساعة : 11:55

شبكة أخبار الناصرية/حيدر قاسم الحجامي:
لا يبعد قضاء سوق الشيوخ عن الناصرية مركز محافظة ذي قار سوى 30 كم تقريباً ، ولكن مع ذلك يمكنك  إن تكتشف  بسهولة انه واحداً  من العوالم المنسية في جنوب العراق الفقير .
القضاء الفقير يعيش اضطرباً امنياً مستمراً منذ أعوام عديدة وقد شهد في الأعوام السابقة معارك طاحنة تركت أثارها على ملامح المدينة من خلال انتشار كبير لصور الشهداء من الشرطة أو المواطنين الذين ذهبوا ضحايا التطاحن العنيف آنذاك  .! ، والسبب كما يقول المراقبون للشأن المحلي انتشار الفقر والبطالة والتشدد بين أبنائها .
في الأيام الأخيرة تصاعدت موجة العنف مستهدفة موظفين حكوميين ومنازل وسيارات المواطنين من خلال نصب عبوات ناسفة يطلق عليها محلياً "البمبة" هذه العبوات الناسفة أثارت الرعب  بين المواطنين .
مما استدعى تدخلاً امنياً وفرض حضر للتجوال  لإعادة الاستقرار لهذا القضاء المضطرب ، سبقه تغيير مدير الشرطة وتعيين العقيد رحيم جاسم مديراً جديداً لشرطة القضاء .
لم يكن التدهور الأمني هو الهاجس الوحيد لسكان القضاء فنقص الخدمات والبطالة ونسب الفقر العالية بين السكان إضافة إلى أكوام هائلة من الازبال التي تلف الشوارع والأزقة حتى الراقية منها ، كل هذه الأزمات  تلقي بظلال كثيفة على مشهد تبدو ملامح انفراجه بعيدة المنال .
شبكة إخبار الناصرية تجولت في إرجاء سوق الشيوخ وسجلت أراء المواطنين بخصوص التدهور الأمني والخدمي ، تحدثنا إلى الحاج عبد الحسين الرحماوي (74) عاماً الذي كان يجلس على كرسي خشبي إمام "دكانه " الصغير عن ما تعيشه المدينة فأجاب : الأمن في هذا القضاء يتدهور سريعاً والناس هنا لا تعرف إلى من توجه أصابع الاتهام ، وبشيء من الوجوم يؤكد الشيخ : الناس لا يتفقون على شيء سوى الخوف من المجهول ..!.
مواطن أخر تحدث لــ"شبكة أخبار الناصرية " عن ازدياد حالات العنف والخوف ، يقول سلام عبد علي : إنا صاحب متجر في شارع النهر اكسب قوتي وعائلتي من هذا المتجر الصغير لبيع  المواد الغذائية ، إلا إن تدهور الوضع الأمني دفع بالقوات الأمنية إلى قطع هذا الشارع من طرفيه مما اثر على حركة السوق .
ويضيف سلام : الأمان يعني العمل ..ولكننا لا نعرف لماذا يستهدف البعض الأخر ..البعض يقول أنها تصفية حسابات والبعض الأخر يقول أنها "مليشيات شيعية متطرفة " ... لا ندري !
إما  عن نقص الخدمات فيبدي دهشته من استخدام مفردة خدمات حيث  يؤكد : لا توجد خدمات ابداً، الشوارع مليئة بالازبال وطفح المجاري لا يجعل لمنكر حجة ، والحكومة هنا لا تهتم سوى بالشوارع الرئيسية فقط ..! أما الإحياء السكنية فهي في واد لا يهم البلدية .

مشاريع متلكئة ... والبلدية غائبة ..!

اقتصرت  الجولة على أحياء من وسط المدينة حيث سجلنا ارأء سكان منطقة الإسماعيلية وحي العرب والدجين وبعض المناطق الأخرى القريبة ، ففي حي العرب تحدث المواطنون عن تلكؤ الشركة المنفذة لمشروع مد المجاري لهذا الحي الذي يعتبر من الإحياء الراقية في القضاء .
يقول أبو محمد عبد الأمير سعدون من سكان المنطقة منذ أكثر من عام وهذا المشروع الذي تنفذه الحكومة متوقف أو على الأقل متلكئ ، فالشركة المنفذة قامت بحفر كل الشوارع في هذا الحي وتركتها على حالها كما ترون ...
ويطالب أبو محمد من الجهات المسؤولة متابعة المشروع ووضع سقف زمني محدد لانجازه .
في منطقة الدجين كانت أكوام الازبال ومستنقعات المياه الاسنه تجاور مدرستين وتقع خلف مديرية الشرطة ، إما في داخل الحي فالمنظر يوحي بأن هذه  الأحياء بُنيت على اكوام الازبال .
في الإسماعيلية نفس السيناريو يتكرر اكوام من الازبال تحاصر الناس وتضغط على أنفاسهم وكلما سألنا عن دور البلدية كانت الإجابة واضحة : لا نعرف شيء اسمه البلدية  ..
تحدثنا إلى محمد الحسناوي ، هكذا عرف نفسه إلينا ، عن الوضع الأمني والخدمي فأجاب بعد قليل من التردد : سوق الشيوخ مدينة كبيرة وأهلها من مفجري الثورات ولهم اثر في تاريخ العراق ، وكانت انتفاضة الجنوب 1991 من هذه المدينة مما حدا بالنظام بحرمانها من كل شيء ، وكنا نتأمل خيراً بعد التغيير ، لكن أحلام الفقراء لا تتحقق .. تركنا الرجل ومضى ..
وتوجهنا إلى القسم البلدي في احد الأحياء محاولين الحصول على إجابة عن تساؤلات الناس وشكواهم ، لكننا لم نجد أحدا هناك ، وعرفنا إن الدوام انتهى ...لكن المعاناة والخوف قصص لا تنتهي في قضاء سيظل محتفظاً بوقاره كما يحتفظ ألان بتدهور خدماته وأمنه على أمل استعدتهما في وقت قريب .
الصور أدناه تتحدث بلغة ابلغ عن واقع المدينة المنسية :

Share |