الصدر واجتماع دول ٥+١-علي العطار
Mon, 28 May 2012 الساعة : 14:30

في تصريح صحفي نقلته اغلب وسائل الاعلام العراقية حول رفض مقتدى الصدر لاجتماع دول 5+1 لمناقشة الملف النووي الايراني الذي تستضيفه العاصمة العراقية بغداد معتبراً فيه ان زج العراق في ملف طهران النووي سيعرضه للضغوط وينال من استقلاليته وايضا يصف تلك الخطوة بالخطرة وقد تؤثر بشكل كبير على العراق وشعبه.
حقيقة الامر لا اعرف كيف استنتج مقتدى الصدر ان مثل هكذا مبادرات كبيرة قد تؤثر سلبا على العراق , هل فعلا انه يمتلك علم الغيب ام انه رجل ضليع بالسياسة وعلمها اللامحدود , او انه وجد جدار عالم السياسة في العراق هش فاخترقه كي يجرب حضه في هذا المحفل بتصريحاته المثيرة , ام ان مستشاريه (ان وجدوا) يريدون توريطه بامور لا يعلمها .
كل تلك الاحتمالات واردة بسبب شخصيته المثيرة للجدل ومواقفه السياسية الاخيرة باصطفافه مع أناس قتلوا ونهبوا وعاثوا في الارض فسادا, وتحالف معهم من اجل مشروع خاسر لانه يستهدف العراق وشعبه , وتعرض لانتقادات شديدة من قبل نقاد سياسيين وحتى من اتباعه , وهذا دليل على عدم مقدرة هذا الشخص بخوض نزالات سياسية على مستوى عالي .
الم يطلع سماحة السيد القائد ان أسرائيل وقفت ضد هذا الاجتماع وحذروا الامريكان والغرب من التنازل لإيران معتبرا ان هذا الاجتماع يعني الرضوخ الى ايران واعطاء شرعية كبيرة لها لاستكماله .
ان مثل هذه المواقف التي تنطلق من جناب السيد مقتدى الصدر تضر شعب العراق وشعوب المنطقة ، لان العراق سيكون له الدور الكبير في اخماد نيران الحرب التي اذا ما اندلعت لن تطفئها تصريحاتكم الغير مسؤولة وجمرة نيرانها ستؤثر بشكلا مباشر على العراق. فعليك بمراجعة نفسك حول تصريحاتك وأبعاد مستشاريك عن دائرة مكتبك فهم ليس فقط مخترقون من قبل البعث بل تسيرهم إرادة العربان والاستخبارات الإقليمية من اجل تدمير العراق وإعادة حكم الدكتاتورية والطائفية الى العراق، باعتقادي ان هذا الاجتماع اهم حتى من اجتماع القمة العربية لانه يعطي دورا دوليا للعراق ويغيظ الاعداء وينزع فتيل التوتر والحروب التدميرية من المنطقة .
فعليك يا مقتدى الصدر ان تكن عونا لحكومة العراق والذي انت جزءا كبيرا منها لامتلاك تياركم مقاعد برلمانية ووزارات دولة ومناصب اخرى يصعب علي تحديدها , وتحث جماهيرك الضائعة على توحيد صفوفهم نحو العراق وحكومته وقوانينه ودستوره المنتخب وتحاول انتشال النزعة الطائفية لدى قادتكم وجمهوركم .