متى يتوحد عرب العراق-صباح السيلاوي
Sun, 27 May 2012 الساعة : 11:30

يقول المثل في العراق ( لا يهب العجاج الا من ارض بابل ) ونحن نقول لا تهب الازمات الا من كردستان..فالمتتبع للشأن العراقي يرى انه لو تنازعت قبيلتان في جنوب العراق هب الكرد الى تقديم مطالب جديدة قبل ان تحل السلطات هذه المنازعات وما ان اختلف السياسيون العرب على قضية ما نجد ان الكرد ساهموا مساهمة كبيرة بجعل هذا الخلاف ازمة سياسية تعصف بكيان الوطن حينها نرى النواب الكرد على مختلف انتماءاتهم يهبون لنصرة بعضهم البعض وكأن الامر اصبح نزاعا بين دولتين وتتعالى الاصوات من اجل توحيد موافقهم حتى لو احس البعض منهم بان مطالبهم غير مشروعة..فمتى ينتبه عرب العراق الى تلك الشقاقات المفتعلة التي يخرج بنتائجها الاكراد وقد حققوا غنائم جديدة تضاف الى غنائمهم التي ما كانوا يحلمون بها ونحن نرى وضع الكرد في الدول المجاورة وكيف تعامل تلك الحكومات شعوبها الكردية ..
انني أصبحت لا اشك مطلقا بان وراء كل أزمة سياسية بين الفئات العربية المختلفة يقف الأكراد ليضعوا النار في الهشيم لتكون بيضة قبانهم الفاسدة هي الراجحة في نهاية المطاف ويخسر عرب العراق الكثير عن طريق التنازلات التي يقدمونها للكرد في سبيل استمالة مواقفهم إلى هذه الجهة أو تلك وبالتالي تخسر جميع الاطرا ف ويخرج الكرد هم الفائزون في نهاية كل جولة من هذه الخلافات .
لا احد يلوم الكرد على ما يفعلونه إذا كان ساسة عرب العراق بهذه السذاجة التي أوصلتهم إلى التناحر وهم يوما بعد يوم يخسرون الكثير لصالح الكرد ويقدمون التنازل تلو الآخر في سبيل ميل كفة العملية السياسية لصالح الجهة التي تتنازل كثيرا لصالح الكرد..وهنا لابد لي أن اتسائل لون أن الثقة حجبت من المالكي وجاء اياد علاوي فهل سيتنازل للكرد عن كركوك والمناطق المختلف عليها وهل سيجعلهم يستمرون في سرقة النفط العراقي وهل سيتنازل عن سلطة المطارات والمنافذ الحدودية وهل يقبل على نفسه ان لا يحرك جنديا اتحاديا داخل الاقليم .. اعتقد ان هذه المسائل هي اساس الخلافات بين حكومة المركز والاقليم والتي اقام الكرد الدنيا ولم يقعدوها في سبيل التنصل منها وهل يمتلك علاوي صلاحية التخلي عن واجبات الحكومة المركزية التي اقرها الدستور العراقي ..اتمنى على عرب العراق من السياسيين الاجابة على هذه التساؤلات بتجرد وبعيدا عن المزايدات السياسية وعشق الكرسي