السلوك المنحرف - نوفل عبد الحميد الموزان- سوق الشيوخ

Sun, 27 May 2012 الساعة : 9:01

ان السلوك المنحرف هو الخروج على النظام الاجتماعي السائد ويمثل خرقا للقانون باعتباره جريمة يعاقب عليها، ويكون صادرا عن أشخاص بالغين أسوياء يقومون بارتكاب الجريمة والانحراف متعمدين تحت ضغوط معينة تكون أسبابها عائلية أو اجتماعية عامة أو أسباب مادية متعددة، هدفها ارتكاب الجريمة بقصد الثار أو الانتقام أو الحصول على المال أو تحقيق الذات للمنحرف مما يولد ضررا كبيرا بالأفراد والمجتمع بشكل عام 0 ان العوامل الكثيرة التي طرأت على الواقع العراقي خلال عقد التسعينات والعقد الحالي وسعت حدة الفقر في المجتمع العراقي جراء طغيان عوامل الإفقار التي خلفت معاناة عميقة لمكونات بلغت نسبتها 23% من السكان وفق بيانات المسح الاقتصادي والاجتماعي للأسرة في العراق الذي اشرف علية الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط , ان الوضع السياسي والاجتماعي المتأزم في العقود القريبة الماضية خلف سلوكا متفاوتا وغير مستقر في الدخل مما أدى إلى التضخم والبطالة واضطرابات ومتغيرات تعاظمت رغم كل الحلول المطروحة من تحسين نسبي للدخول وبعض القوانين الخاصة بالرعاية الاجتماعية التي لم تشمل الجميع 0 لقد كان للإرهاب دور كبير في تعطيل الكثير من الخطط والمشاريع التي هدفها النهوض بالواقع المتردي الذي تعيشه البلاد على جميع الأصعدة والمجالات والمتمثلة بتقديم الخدمات الأساسية للمواطن كالماء والكهرباء وتوفير فرص العمل 0 ان المجالات المختلفة والمشاريع رغم صغر حجمها أو إمكاناتها تساهم بشكل من الأشكال في حل مشاكل الكثير من الأسر التي لا تملك قوت يومها وهي عمليه للحد من البطالة وتشغيل العاطلين بشكل مستمر قد يحل المشكلة على فترة من الزمن، مما يؤدي إلى تخفيف حدة المشاكل ويضع حد للسلوك المنحرف الذي يمارسه بعض الأفراد من العاطلين عن العمل بسبب ما يعانونه من فقر مدقع وإحباط ويأس تساعده ضعف في الشخصية التكوينية للفرد, مما يجعله عرضة للانجراف مع التيار الإجرامي المنحرف الذي يتخفى وراء أعذار عدم وجود عمل يحصل من ورائه على لقمة العيش فيتسبب بأنحرافه. ان السلوك المنحرف حاله من حالات

التعبير الفعلي عن الحاجة إلى المال والعمل على حد سواء فلكي تكون الدولة حازمة باجرائاتها القانونية ضد المنحرفين يجب ان تكون الحلول من ضمن وسائل السلطة المعنية ،بحيث لا يستطيع المجرم أو المنحرف ان تكون له حجة هي عدم حصوله على عمل أو عدم حصوله على لقمة العيش له ولأفراد عائلته جعلته يسلك سلوكا إجراميا يحاسبه القانون عليه، كالسرقة أو الاحتيال أو الاستغلال أو أي جريمة مخالفه للآداب والسلوك العام للبلد . في ظل هذه الظروف الصعبة هناك مسوغات كثيرة للجريمة مخالفة للاداب والسلوك العام للبلد بسبب الخلل الأمني والفراغ الذي حدث بعد التغير وكثرة العابثين والمجرمين من السراق النصابين والمزورين ،مما أدى إلى خلق فجوه بين المواطن وقادة المجتمع تسببت في ضعف الوعي الأمني وضعف الثقة تجاه السلطة القضائية بسبب حالات التهديد والوعيد بالانتقام،جعلت الحزم هو الأساس للخلاص من الفوضى اللاقانونية ولكن على حساب المواطن الفقير ومعدوم الدخل والعاطل الذي لا يجد ما يسد رمقه وهو صابر على البلاء على أمل الحصول على عمل مناسب . ان السلوك المنحرف وان تعددت صوره واشكاله ( هو مخالفة النظام الاجتماعي من اجل اشباع الرغبات الشخصية لافراد بالغين اسوياء متعمدين على ارتكاب ذلك الفعل المنحرف تحت ضغوط نفسية من اجل تحقيق الذات معللين انحرافهم باسباب غير واقعية ) . فالسلوك المنحرف يعد فعلا مخالفا للاعراف الاجتماعية المتعارف عليها في المجتمع , اي الضوابط التي تحدد سلوك الفرد كالعادات والتقاليد والاداب العامة والقوانين الموجودة في بقعة ما وهو ظاهرة اجتماعية موجودة في جميع المجتمعات بدون استثناء تكثر في المناطق الفقيره. وعليه فان المسؤوليه الحكوميه كبيره ويجب ان يشترك فيها جميع المعنيين للحد من السلوكيات المرفوضه في المجتمع العراقي والحد من الجريمه والانحراف والحد من البطاله هو ارجح الحلول التي تقلل من عملية الانحراف ، فضلا عن التوعيه القانونيه والاجتماعيه مع وسائل الضبط الاجتماعي والديني التي تليق بمجتمع مسلم علم الانسانيه معنى الثقافه والمحبه والسلام منذ الاف السنين وللحديث بقيه.
 

Share |