حديث في سيارة الأجرة يطرح هموم مواطن عراقي بسيط-حميدة مكي السعيدي / الناصرية
Sat, 26 May 2012 الساعة : 17:54

يقول مثل شعبي قديم إذا سمعت بلاوي الناس هانت عليك بلواك ,الكل يعاني ويتكلم لكن لا مجيب مثلا العاطل عن العمل والمتقاعد والموظف وغير ذالك من أبناء الشعب, في كل باص عمومي أو سيارة أجرة تطرح حكايات وقصص عديدة , يتناول الركاب أطراف الحديث من خلال التكلم عن وضع البلد السياسي والاجتماعي والاقتصادي من جهة وأوضاعهم الخاصة من جهة أخرى الكل يشتم ويلعن الحكومة كونها سبب كل معاناتهم ,أما الحديث الذي يتردد دائما على الأسماع فهو متى الله يخلصنا من هذه الحكومة كما تخلصنا من حكومة صدام وحزب البعث المقبور كنا نعاني من حزب واحد ودكتاتور واحد أما الآن فنعاني من حكم متعدد الإطراف والو لاءات لا نعرف بدايتها أو نهايتها, أومن أين جاء هؤلاء , وماذا قدمو للشعب العراقي الخ الخ......
وفعلا هذا واقع الحال المؤلم الذي لم يتغير منذ سقوط النظام السابق ولحد الان ,الأحوال باقية على حالها دون تغير لا حلول للبطالة لا حلول للكهرباء لا حلول لكل المشاكل التي يعاني منها أبناء هذا الشعب المدمر .
في صبيحة يوم الأربعاء 23/ 5/2012 استقليت سيارة الأجرة نوع كيا للذهاب إلى مديرية شرطة ذي قار لحظور دورة تدريبية بدء الحديث كالعادة عن الوضع الراهن ,اليوم المتحدث هو رجل كبير قارب عمرة على السبعين عاما كان يتكلم بصوت عالي يخرج همة والالمة مع دخان سكارتة ,لعن الحكومة بكافة جهاتها لعن المرجعية الدينية في العراق . أخذني الفضول فسألتة ما قصتك يا شيخ فأجاب أنا رجل فقير من عشيرة أل غزي لم يرد ذكر أسمة طبعآ لدي اربعة اولاد الكل عاطلين عن العمل ماذا افعل ذهبت الى كل الجهات الرسمية من اجل الحصول على عمل لي او لأولادي لكن دون جدوى ,واليوم وبعد كل المعانات لو استطع الوصول الى بيت المرجع الاعلى وكان يقصد (السيد السستاني دام ظله) لدخلت وأخذت كل ما يملك ثم سألتة هل تعرف بمعانات الشعب كونك مرجع ديني أعلى . ثم سكت بضع ثواني بعدها عاود الحديث فقال أنا أن لم احصل على عمل للعيش انا وأسرتي سألجى الى السرقة والقتل من اجل ذالك او أصبح انتحاريا ,
لم ينتهي الحديث للكنني وصلت الى مقصدي فنزلت وبقي الشيخ يتكلم مع شخص اخر جالس بقربة . بعد هذة القصة انا لا الومه لأنة يعاني كل انواع الفقر والقهر والاضطهاد في بلد الخيرات في محافظة ينام ابناءها على بحيرة من نفط لكن مع الاسف لا يعرف احد اين تذهب الاموال التي تنتج من بيع هذة الثروة . الكل يعاني ويصرخ من اجل ايجاد الحلول لكن المسؤولين صم بكم لا يسمعون لا يتكلمون .
اين الذمة والضمير اين الاسلام الذي جاء رحمة للعالمين جاء من اجل نشر المساواة والعدل بين كل الناس اين انتم يامن تحكمون العراق من كل ذالك فقط تتكلمون في الدين فقط تضعون الأختام السوداء فوق جباهكم تسرقون تنهبون اموال الشعب بأسم الدين وهو براء منكم متى تطبقون حديث الرسول (ص) كلكم راعى وكلكم مسؤول عن رعيتة , الم تكتفوا متى تتوبوا الى الله وترحموا هذا الشعب , دمرتمونا وسرقتمونا وسنلقاكم ونحاسبكم يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون .