عقدة مشايخ الكويت-فراس الغضبان الحمداني
Mon, 6 Jun 2011 الساعة : 10:58

يشير خبراء علم النفس إن تصرفات الإنسان تخضع لما يختزنه العقل الباطني من تجارب وخبرات . وإذا ما طبقنا هذا الاستنتاج على الصعيد الدولي فسنجد إن حكام الكويت يتصرفون بدافع من شعورهم بالنقص والعقد التاريخية إزاء العراق .
إن العقل الباطن لشيوخ الكويت يحدثهم عن حقيقة تزرع خوفاً دائماً في نفوسهم الضعيفة وهي وجود إمارة صغيرة كانت ذات يوم قصبة تابعة للبصرة ولا يجد سكانها ما يسد رمقهم من ابسط مستلزمات الحياة وكان ذلك قبل اكتشاف النفط في هذه الأرض التي سلختها من موطنها الأصلي سياسات الدول الكبرى وفي مقدمتها بريطانيا التي زرعت بؤرتين تعيشان على عقد النقص التاريخي وتفرزان كل يوم سموم التفرقة وأول هذه الكيانات المسخ اليهودي في فلسطين المحتلة وأيضا إمارة الكويت المغتصبة التي تحولت إلى دولة وهي تمارس ذات الأساليب في إسرائيل اللقيطة .
وهؤلاء المشايخ الذين وجدوا أنفسهم اليوم يجلسون على كنوز من الذهب العراقي يشعرون دائما بعقدة ( الدونية ) ويتصرفون مثل مرضى العقد النفسية ويعتقدون إن العراق إذا ما استقامت له دولة قوية فانه سيقوم بفتح كل ملفات الماضي وسيطالب بالكويت مجددا كونه قضاء تابعا للبصرة وهذه العقدة تتعاظم رغم اختلاف الأنظمة التي حكمت الدولة الأم كونها بدأت في حكم الملك غازي وتصاعدت في زمن عبدالكريم قاسم ثم تعاظمت مجددا في زمن صدام حسين وكانت ذروتها في 2 آب عندما دخلت القوات العراقية إلى الكويت وأصبحت المحافظة التاسعة عشر ، هذا ما جعل المشايخ يعملون في كل ما وسعهم من طلب مساعدة الجميع لإسقاط نظام صدام واعتقد الكثيرون بأنهم سيفتحون صفحة جديدة مع العراقيين لكن العالم كله فوجئ بان مخاوفهم قد تعاظمت وان مطالب المشايخ هي الأخرى قد تصاعدت .
ويبدو إن حكام الكويت هذه المرة لا يكتفون بتغيير النظام بل بإسقاط الدولة العراقية بالكامل لان النقص أصبح نقصان ، الأول عقدة التاريخ والجغرافية والثانية عقدة خوف جديدة ـ قديمة تتمثل بخشيتهم من امتداد المذهب الشيعي في عموم الخليج والمنطقة العربية ولكن في الأخص دول الخليج العربي وهذا ما يفسر سعي الكويت المحموم لتدمير البنية التحتية العراقية وإتباع سياسات عدوانية لتدمير الدولة العراقية والدليل على ذلك التحريض على عدم شطب الديون العراقية وعدم إخراج العراق من البند السابع والاستمرار في استقطاع المبالغ الضخمة تحت البند الظالم للتعويضات واستغلال القرار الاممي المجحف والباطل بضم أراضي ومياه عراقية والقيام بتسليح مجموعات للتخريب الاقتصادي والأمني .
لقد كشفت التحقيقات بان المخابرات الكويتية كانت برفقة قوات الغزو الأمريكي واستخدمت أسلحة خاصة لتدمير المصانع العراقية والدوائر الحكومية وتلويث الحقول العراقية ومصادر المياه وكسر الأبواب الثقيلة للمصارف وسرقة الآثار العراقية وما زالت تستخدم أطناناً من الوثائق السرية التي استولت عليها وتستخدمها في تمزيق النسيج الوطني والاجتماعي من خلال تسريبات هذه الوثائق واعتماد مجندين من العراقيين قاموا بتوظيفهم عبر وسائل الإعلام عامة وشبكة الانترنت خاصة .
ولعل الفاجعة الكبرى والعمل الإجرامي الخطير تمثل في احتفاظ الكويت بأراض واسعة استولت عليها في ظل قرارات دولية قد أذعن لها صدام بعد هزيمته في حرب الكويت ، وهذه الأراضي تتمتع بثروات نفطية هائلة وهي أيضا تقطع مساحات مهمة من المنفذ المائي العراقي على البحر وقد عبرت الكويت عن سياستها العدوانية الهادفة إلى خنق العراق باتخاذ خطوة استباقية لمنع العراق من بناء ميناء الفاو الكبير في خور عبدالله ورصدها لمليارات الدولارات لبناء ميناء مبارك الكبير في ذات المنطقة للامعان في إيذاء العراق بصورة مقصودة لان هذا الميناء يضر العراق ولا ينفع الكويت ولكنه يعبر عن حقدهم ومخاوفهم ومحاولتهم لاغتيال البلد الذي تخشاه وتخاف أن يعود للمطالبة بها لتكون محافظة جديدة قد لا يكون أبناء الصباح محافظين فيها .
إن التصرف كرد فعل للعقد لا يجلب للمريض النفسي راحة البال لان الأطراف الأخرى سيكون لها أيضا ردود أفعال وربما هذه المرة ستكون غضبة العراقيين لا حدود لها حيث سينتفض الشعب ويعيد الكويت إلى أحضان العراق ولكن هذه المرة بدون رجعة لان حكام الخليج والعرب الآخرين قد اهتزت عروشهم وليس هناك من يساند آل الصباح الذين حفروا بأيديهم البئر وسقطوا فيه ، وصدق المثل الشعبي الذي يقول ( من حفر بئراً لأخيه سقط فيه ) .