لماذا أصبحنا ملعبا" سهلا" للآخرين ؟- طاهر مسلم البكاء- الناصرية
Thu, 24 May 2012 الساعة : 11:05

العراقيون بناة الحضارات وأول من اوجد الحرف والتشريع والعمران في الدنيا لايتمكنون اليوم من قيادة أنفسهم وبناء بلدهم واستخدام ماحباهم اللة من ثروات ،بسبب من تدخلات الاخرين ،سواء اكانواقارب ام اغراب وبسبب انسياقنا باتجاه هذه التدخلات .
لقد كلت الاقلام ونفذ المداد ،ووصف من وصف ولكن الحقيقة الماثلة للعيان والتي تؤلم كل ضمير خير في البلد أن ساستنا مع الاسف لم يوفقوا في قيادة البلاد ، صحيح أن العراق اليوم كسفينة وسط أمواج محيط عاتي تتقاذفها الامواج ،ولكن بوجود الربان المحنك الشجاع ، يعمل من اجل وصول هذه السفينة الى بر الامان ،فأنها ستقهر الامواج العاتية وستصل بأمان .
أن سهولة تدخل الاخرين بنا ، كي يلعبوا كيف شاءوا ومتى شاءوا ، يدل على أن ماموجود من ساسة اليوم في الساحة العراقية لايمثلون عامة العراقيين ،فالواضح الذي لالبس فيه أن شعب العراق لايريد الأقتتال مع بعضه البعض الاخر ولايريد الانفصال بعضه عن البعض الاخر ،ويريد كحق طبيعي له ان يتمتع بثروات بلده التي منحها الله له ،ويريد ان يعيش بسلام وحرية وعدل ومساواة ، ويشعر أنه قطع أشواطا" صعبة من الماراثون الذي أجبرعليه ، فقد خلاله الكثير من اعز أبناءه ، وسالت فيه دماء زكية عزيزة بغزارة على ثرى ارضه ، وتعرض الى حصار همجي يصنف بأنه الأقسى في تاريخ البشرية القديم والحديث عاش فيه الحرمان والعزلة وقلة الأهتمام وفقدان الأمن وندرة الخدمات ، فيما هو يرى خيراته يتمتع بها آخرون خارج حدود بلاده ، وكان ان بنى الأمال العريضة على الثوار الذين قادوا التغيير في البلاد ،فوجدهم وقد انشغلوا بكراسي الحكم ومتع الدنيا ،يتسابقون ، يغترفون من خيرات الشعب المنهوبة بكل ما استطاعوا الى ذلك من سبيل ،متناسين أن ثوار البندقية في الحرب ،يجب ان يكونوا ثوار البناء في السلم ، ويتوجب لكي يخلدوا بذاكرة الشعب ان يكونوا آخر من يستفيد وان لاتغرهم الدنيا ببريقها وزيفها .
لقد أدرك شعب العراق أن ساسته قد اهملوا قضيته التي ساندهم من أجل تحقيقها ، لقد تحول قادته الى تجار عقارات واملاك ومصالح شخصية ، واذا كان هناك استنهاض لهممهم فهو من خلال التصارع في مئات الاحزاب التي أحتار الشعب في كثرتها وتصارعها السلبي الذي لايخدم
قضيته وسهولة استغلال الاخرين لها للنيل من أمن البلاد ووحدتها وتماسك أبناءها ،لقد أصبح ساستنا محنكون ذوي خبرة متراكمة في كيفية خداع الشعب بالوعود المعسولة والتحرك لكسب الأصوات الأنتخابية ولا شئ غير ذلك .
أن الحل يكمن في توحد الشعب ورفض جميع البيادق والدمى التي تحركها أطراف خارجية لاتخدم مصلحة الشعب ،أن اصواتهم تفضحهم وتفضح من يمدهم باسباب الفرقة والتصارع وهم مكشوفون وما علينا ألاّ رفضهم واستبدالهم بكفاءات من التي تزخر بها البلاد ،ورفض كل الأجندات الخارجية والأهتمام بمصالح الشعب ،فقد وهبنا الله خيرا" لو احسن التصرف به لعشنا اسعد شعوب الأرض .