اصنام الرياضة كما هي اصنام الجاهلية- حسين البعاج- الناصرية

Wed, 23 May 2012 الساعة : 22:36

 كما هي اصنام الجاهلية بعضها من التمر اللذيذ الذي يتناوله العابد بعد ان يشعر بالجوع، وبعضها من الخشب الذي يحرقه من يتغلغل البرد الى عظامه لكسب المزيد من الدفء، وبعضها يتم حياكته من خيوط قد تستر من لايجد شيئا يضعه فوق جسده المتهالك، نجد ان هناك البعض من العاملين في الرياضة ممن يمكن تشبيههم بتلك الاصنام، فهم لايجدون مهنة اخرى بديلة عنها لانهم وببساطة لايفقهون في علم او مهنة، ولايملكون اية موهبة، او دراية، او ابداع، وتألق في اي عمل اخر، لذا فأنهم يتقاتلون اليوم لاجل الظفر بمنصب اداري في هذه الهيئة الادارية او تلك.
هذا القتال ليس من اجل الرياضة، والنادي، وتقديم الخدمة، بل للحصول على المزيد من المنافع الشخصية التي لايجدها البعض الا من خلال الرياضة وعالمها الفسيح، الجميل، المتنامي، وبكل تأكيد فأن وصول مثل هؤلاء الى الادارات الرياضية يعني ان علينا جميعا ان نحسب لسنوات اربع مقبلة حتى نتمكن من تحطيم ذلك الصنم وايصال من نجد فيه الكفاءة، والنزاهة ، والقدرة على تحقيق طموحات الاندية بالارتقاء في عملها وتطوير امكانياتها.
ان اهم السبل لايقاف مثل اؤلئك بالدخول الى عالم الرياضة والاندية هو زيادة الوعي الرياضي لدى اعضاء الهيئة العامة لكل نادي وعدم فصال تلك الهيئة لتكون مناسبة لقياس احدهم وكأنه هو الباقي الى الابد على رأس الهيئة الادارية، فانتخابات بدارية، وعلم ، ومسوؤلية، افضل بكثير من انتخابات شكلية تعرف نتائجها مسبقا، فليس من المعقول ان لايتم تحديد مدة الترشيح لرئاسة الهيئة الادارية لمرتين او ثلاث او حتى اربع مرات متتالية، وان يترك الحبل على الغارب في هذا الموضوع، اذ ان اغلب اعضاء الهيئة العامة سيرشحون لمنصب الرئيس اذا خلا ذلك المنصب من اسم معين!
وعلى العكس تماما فأن ذلك المنصب سيبقى يخلد احدهم الى ان يرث الله الارض من عليها، ومن الغريب ان يتم قراءة التقارير المالية والادارية للاندية امام الحاضرين من اعضاء الهيئة العامة في دقائق معدودة، تكون خلالها تحركات البعض على اعضاء الهيئة العامة على زملائهم من اجل تهيئة الايادي ورفعها عند
الطلب للموافقة على التقريرين حتى وان كانا خاليين من كل شيء، بيما يعمل البعض على سد الافواه لكل من يريد ان يناقش مضمون ماورد في التقريرين.
انها مادة معادة ومستهلكة للعرض، لم تجد شاشة الانتخابات للاندية الرياضية مادة افضل منها، فهي تعيدها علينا وعلى المشاهدين كل اربع سنوات لنتذكر ما جرى في ذلك اليوم البعيد ونعيده اليوم بمشاهد بائسة وخجولة وسط تصفيق حاد للفائزين وكأن الحاضرين لايعرفون مسبقا من هم الفائزون، اعطوا الرياضة الى اهل الرياضة ورجالها ونسائها واتركوهم يعملون فهم الادرى بشعابها وبراريها وسهولها وجبالها، ومن دونهم لن نتقدم خطوة واحدة الى الامام، وتبقى رياضتنا متأخرة، متخلفة، منغلقة على نفسها، وعلى الاخرين، لان واحد من اسباب تخلف البلدان هو عمل الرجل غير المناسب في المكان المناسب، وكم من الدول الكبرى تعمل في السياسة وفق ذلك المبدأ ومن خلال ذلك لاقامة نظام بدل من الاخر، وتغيير الانظمة، وفي الرياضة فان من يصيبها مقتلا هو ان يكون المسوؤل عن الرياضة غير رياضي، وهذا يعني انه لايعمل من اجل الرياضة.
 

 

 

Share |