من أبن طويريج الى أحفاد سميّة : وللعاهر الحجر ـ عقيل الموسوي

Wed, 23 May 2012 الساعة : 12:52

ذكر التاريخ أن محباً لأبي تراب (ع) كان مطلوبا لزياد بن أبيه قد أستجار الأمام الحسن فأجاره عليه السلام وبعث برسالة الى أبن أبيه يخبره فيها عن منحه الأمان لذلك المستجير ويطلب منه أن يشفّعه أياه .. لسنا بصدد فحوى الرسالة بقدر الأستشهاد بالمخاطبة التي وردت في صدر الرسالة وكانت : من الحسن بن علي الى زياد بن أبي سفيان ... الى آخر مضمونها , استشاط غضبا أبن ابيه متهماً الأمام الحسن بالتطاول والتجرؤ عليه بتقديم اسمه في البداية وهو طالب حاجة , فجاء في مقدمة رسالة زياد الجوابية : من زياد بن ابي سفيان الى الحسن بن فاطمة , محاولاً بذلك الأنتقاص من الأمام وتبيان أنه أمير ذو منزلةٍ رفيعةٍ ومضمناً الرسالة امتعاضه وعدم تلبية الطلب , الاّ أن الامام بما يحمل من صبرٍ وبأدراكه منزلة الزهراء عليها السلام لم يمتعض من ذلك وردّ على زياد برسالة جاء فيها : من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سمية أما بعد ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ) والسلام , وبعث بأخرى الى معاوية ارفق بها رسالة أبن سميّة فكان من معاوية أنْ وبّخ " أخاه " مذكّراً أياه بمنزلة فاطمة الزهراء عليها السلام
ماكنت مستذكراً هذه القصة لو لم ألمس الشعور بالنقص الذي تسوّر قلب أبن سميّة بسبب أمه قد بدأ يأخذ مأخذه من بعض النكرات المتبوعين بالصفات السيئة والذين أكثروا من أستخدام لقب أبن طويريج أشارةً الى السيد نوري المالكي قاصدين الأنتقاص بشكل أو بآخر رغم أني لم أجد في مدينة طويريج كما هي أغلب مدن العراق ما يجعل الأنتساب اليها مشيناً , ليس لأني أحد أبنائها ويشرفني الأنتساب اليها , ولكن لأنها تحمل من القيم والمبادئ المتعارف عليها ما يجعل أبناءها يفتخرون بها , فضلا عن كونها تضم مجموعةً من العشائر العربية الأصيلة والتي لا أريد ذكرها كي لا أنسى أحداها فأكون من الغافلين , هذا اذا ما أستثنينا الأفراد ودورهم في بناء العراق وحضارته على مستوى العلم والأدب والثقافة والفنون والدين والسياسة
الاّ أن العملية على مايبدو ليست سوى محاولة لصرف الأنظار عن لقب المالكي الذي ينتهي به الى صاحب الأمام علي عليه السلام وكبش العراق مالك بن الحارث النخعي والذي لُقّب بالأشتر لأن إحدى عينيه شُتِرَت شرفاً في معركة اليرموك , ذلك البطل الذي يكفيه فخراً قول الأمام علي فيه : كان لي مالكٌ كما كنت لرسول الله (ص) , لذا فلا غرابة من محاولاتهم تغليب لقب طويريج على لقبٍ يجدون أنفسهم أمامه عراةً مُحرَجين بعد أن رفع عنهم الحرج في انتسابهم الى عبد السطيع وخلّصهم من الشعور بالنقص حينا من الدهر قائدهم الضرورة عندما منع الألقاب معتبرا اياها تنابزاً يوجب الفسوق
أقطع جازماً بأن أبن طويريج يفتخر بأنتمائه أليها ويعتز بأهله كما يعتزون به لأنه ليس ناكراً لأصله البتّة , الاّ أنه ـ وهذا ما يجعل أبناء طويريج يفتخرون به أكثر وينبزه الاخرون ـ لم يتعامل مع بلدته بشكل يختلف عن بقيّة بلدات العراق من أقصى شماله الى أقصى جنوبه ولم يمنح أحد نوّاب عرفائها أو ممن لا يحملون شهادة الأبتدائية حقيبة وزارية أو حتى رتبةً فخرية لمجرّد كونه أبن منطقته أو أحد أقربائه علماً أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأن جلّ أفراد حمايته من أبناء منطقته وهذا من البديهيات الأمنية لدى كل قائد أو سياسي , ألاّ أنني لم أسمع أنّ أحداً ردّد أنشودة ( منين تطلع الشمس .. منّاك من طويريج ) وكأن أهلها هم القوم الذين لم يجعل الله لهم من دونها سترا لمجرّد أنّ رئيس الوزراء ينحدر منهم , فيكون بذلك مدعاةً للأستهزاء والأزدراء , لذا فالأجدر بكل أولئك الذين يغمزون بعين الأنتقاص من طويريج أو أبنها أن ينظروا بنفس العين الى أنفسهم ليعرفوا أنهم أبناء مَنْ قبل أنْ يعرفوا نصيب أمهاتهم من الحجر

Share |