الصــــــــــوت المســـــــــروق-سليم صالح حافظ-بغداد

Wed, 23 May 2012 الساعة : 11:54

عندما خلق الله سبحانه وتعالى السموات والارض وضع الكون ضمن منضومه متكامله من القوانين تًسير من خلالها كل المخلوقات بدقه متناهيه واخبر الخالق الانسان عن هذه القوانين بواسطه الانبياء والرسل فكان الانبياء من علم البشريه وان نبينا محمد(ص) المعلم والهادي الاول الى سبل النجاة وكان المسلمون في صدر الاسلام ينهلون بالعلم من رسول الله محمد(ص) وايضا كان لايتوانى عن اي معرفه يحتاج لها اي مسلم الاوزوده بها وكان يسمع افكارهم بكل تواضع وبساطه ويوقرهم حتى الذين لهم افكار وطروحات مخالفه ولاياستأثر بمصادرة رأي غيره او يصدر القرارات بمصادره رأي الاخرين هكذا كان معلم الانسانيه (ص) كانت كل حياته دروس لنا في كيفية التصرف والقياده.
بما اننا نجعل من الرسول(ص) قدوة لنا ونسير على نهجه فيجب علينا ان نلاحظ اعمالنا اليوميه وقرارتنا هل هي على شريعة الرسول(ص) ام على شريعة معاويه الذي يعتبر المؤسس الاول لنظام القرار الواحد اللاشرعي ومصادره التعبير عن الرأي وايضا المؤسس الاول لنظام الحاشيه(الاستعلامات) والابتعاد عن الناس ومعاملة الرعيه من نظرة تعالي واستخفاف .واليوم وبعد التحول الذي شهدته بلادنا بعد عملية التغيير وما لحق المعلم من حيف وظلم في الفتره السابقة نرى ان هناك نهج بعثي مسلكي يتُبع نمطي ماخوذ من الحقبه السابقه ليس لديه اي جديد حضاري سوى النمطيه القديمة المقيته المتبنيه مصادرة رأي المعلم. نشأ ذلك عند تاسيس الدوله الحديثه بعدالتغييرتسابق مسؤولوا الغفله باعتلاء الكراسي الزائفه وبدؤا بتكوين الحاشيه على طريقة معاويه واخذ يصدر القرارات القديمه (ياايها الناس لقد اصبحت سلطانا عليكم فاجلسوا فوق رصيف الصبر حتى تبصروني وابعثوا.....)رحم الله نزارقباني ولعن الله صدام لانه زرع في نفس كل عراقي متجبر طارئ صدام اخر .القرارات البائسة تشم فيها رائحة التسلط غير المبرره التي لاتفيد العمليه التربويه بشئ سوى اثبات وجود هاانذا
ونرى اليوم اعلام وزارة التربيه يصدر التعليمات والتحذيرات الواحده تلو الاخرى بحق المعلم المربي وكأن المعلم اذا تكلم بخصوص مهنته (عوره)وجريمة لاتغتفر لان ثقافته قاصر,هو يحرم عليه التكلم من زمن بعيد وموروث وتقول التعليمات لاتتكلم ولاتصرح ولاتقول غير المنهاج المخصص ولاتغير البنطلون ولا تمشي في الارض مرحا ولاتبتسم ولاتحزن ولاولاولا!!!!!!!....... الانتهاكات تطول من امة لاتحترم مربيها.
لناخذ شواهد على ذلك الكلام اراد مراسل احد القنوات الفضائيه اجراء لقاء مع مدير احد المدارس في احدى قصبات النواحي في محافظة البصره اعتذر المدير وقال اعلام الوزاره في تعليمات مشدده لم يوافق لنا بالتكلم امام الشاشه ورأيت كيف ان المدير المذكور يعطي ظهره الى الكاميرا لكي لايظهر وجهه ولاحظت من خلال ذلك الفعل كيف هي سطوة مديراعلام الوزاره وماهو اسلوبه في اصدار التعليمات التحذيريه!!
وايضا ارادت قناة الفرات تصوير رفعة العلم في صباح الخميس في احد المدارس ونحن نعلم ان رفعة العلم هي في كل المدارس نفس المراسيم لم توافق مديرية التربية الا بالذهاب الى الفرقة الحزبية عفوا المكتب الاعلامي في الوزارة. هنا نتسأل؟؟ متى يتحررمعلم الاجيال ومتى ياخذ دوره في التعبير عن الرأي في النظام الديمقراطي الجديد ؟ متى يقول رأيه ويعبرعن الظلم الذي لحق به؟ وليعلم كل المسؤولين بالدولة ان المعلم قاعدة جماهيرية واسعة به ترتقي البلدان وممكن ان تشكل منه كتلة نيابية كبيرة لاتجاريها اي كتلة في البرلمان وتحصل على المقاعد وتغير سياسة بلد لانها تنشىء من المعانات وتتمتع بثقافة عالية وتحقق بذلك كل مطلبها واول مطالبها هو التخلص ممن يتكلم بالنيابة وتسحق كل المصادرين المستورَدين للتعليم وليست لهم علاقة به ولو كانوا معلمين اليوم لفشلوا باداء مهمتهم لانهم انصاف قادة بل غير مؤهلين.
 

Share |