استبشر الأهالي من سكنة شارعنا خيرا وهم يرقبون الحفارات والآليات والعمال منهمكين في ربط المنطقة بشبكة المجاري  ،كنت بجانب جاري ابو احمد المهندس حيدر، ونحن نرقب ماحل من تكسرات في انابيب المياه ومن حفريات أحالت الشارع الى أكوام من التراب،اقتربنا من شاب يحمل في  يده مفكرة يبدو عليه المشرف على العمل،بادره ابو احمد بالسؤال :جنابك المهندس المشرف؟ قال :كلا ولكني مراقب للعمل بأجر يومي 00اتضح فيما بعد ان العمال بأجر يومي وكذلك الحفارة والشفل وبقية الاليات في الموقع مؤجرة من قبل الشركة المستلمة للمشروع0ولاوجود للمقاول ولاالمهندس المقيم الذي يفترض تواجده في موقع العمل ،وكافة الاعمال تجري بمعرفة العمال ومراقب العمل دون  أي قياسات هندسية او حسابات فنية 0كانت هناك اخطاء كثيرة كان بالامكان تجاوزها لو كان كادر العمل متخصصا او يعمل بتوجيه مهندس مختص0
ابدى ابواحمد ملاحظاته كونه مهندسا ولكن العامل البسيط الذي امامه لم يكن بذلك المستوى العلمي الذي يمكنه من فهم تلك الملاحظات 0بل كانت الاجابة مختصرة  :انما نحن عمال في الشركة0
 الحالة المتقدمة مثال من حالات كثيرة تسود واقع حال المشاريع  المستلمة من قبل شركات او مقاولين ليس لديهم الامكانية الفنية و المقدرة المادية والاليات المتخصصة مما ينعكس على سير الاداء بالشكل الصحيح،حيث نرى التلكوء في الانجاز ورداءة العمل،وعند التدقيق نجد الكثير من المتطفلين والمتسللين بشتى الوسائل للدخول في مزايدات ومناقصات خارج مقدرتهم،وقد تكون هناك بعض التسهيلات من هذا الطرف اوذاك لاسباب نفعية ومصالح لاتقيم وزنا للمصلحة العامة0
المطلوب من الذين يعنيهم الامر ايلاء هذا الجانب اهمية قصوى،جهات كثيرة معنية بمتابعة مايجري من اعمال ومشاريع ومدى مطابقتها للعقود المبرمة،لابد ان تكون هناك معرفة بالشركات الرصينة التي اثبتت من خلال اعمالها المماثلةانها الاقدر على تقديم اداء مضمون النتائج0كذلك لابد ان يكون هناك فرز بين المقاول الكفوء، وذلك الذي تسلل الى الساحة متعكزا على غيره، دون امتلاك المؤهلات المادية والفنية 0
بين فترة واخرى تطالعنا عبر البريد الرسمي اسماء لشركات ومقاولين وضعوا في القائمة السوداء نتيجة الاداء الفاشل والتلكوء في الانجاز،كان المفروض تقييم المتقدمين عند اعلان المشاريع ودراسة كافة الجوانب المتعلقة بهذه الشركة او ذلك المقاول قبل الاحالة ،والا مالفائدة من وضع اسم المقاول او الشركة في القائمة السوداء بينما المشروع المطلوب باقيا قيد اجراءات رسمية بين دوائر متعددة لايجني منها المواطن حاصلا0
واقعنا يؤشر ويشيرالى كثير من الاخطاء والثغرات التي ماكانت تحصل لو كانت هناك جدية من قبل المعنيين بالمستوى المطلوب0والله الموفق