ياللعار...براءة للهاشمي -علي الخياط-بغداد

Mon, 21 May 2012 الساعة : 16:48

يدرك الساسة والعامة من ابناء الوطن خاصة ومن عاش تجربة الظلم والجبروت البعثي أنه لايمكن التهاون مع من يحاول اللعب على مقدرات الشعب أومحاولة العودة لنظام الدكتاتورية البعثية تحت أي مسوغ او ذريعة، بعد كل هذه السنوات من الإرهاب والقتل المجاني وسفك الدماء البريئة وقطع الرؤوس عن الاجساد وتهجير الأبرياء على أساس طائفي بغيض وبعد ان ملأوا المدن والشوارع بالسيارات المفخخة والعبوات القاتلة، كل هذه الجرائم حصلت والقتلة يحملون باجات رئاسية ويقودون سيارات مدرعة ويقتلون الناس بأسلحة مرخصة من الحكومة.

ومع كل هذه المعطيات والادلة الدامغة التي اعترف بها من نفذها وخطط لها وعلى مسمع ومرأى العالم أجمع، حتى الانتربول الدولي الذي لم يصادق عليها إلا بعد اقتناعه بحيثياتها. وبعد كل هذا يطالب من يسمون أنفسهم قادة للبلاد بحل قضية المجرم الهاشمي سياسياًَ، فأي عرف أو شرع أو قانون يسوغ لهؤلاء وهب حياة من نفذ بهم الاغتيال والقتل والابادة الجماعية لسيادة الهاشمي المبجل، ثم من سمح لهم بأن يكونوا ممثلين عن اسر الضحايا والتنازل عن حقهم بدمائهم البريئة.

يتغنى احيانا سياسيونا بأنهم يحتفظون بسجل حافل من الكفاح في مواجهة الأنظمة الشمولية التي حكمت العراق وكان من بينها أسوأ الأنظمة التي عرفها تاريخ هذا الشعب وهو نظام البعث الدكتاتوري الذي لم يتأخر أبداً في قمع الحريات وكبتها في الزنازين والأقبية المظلمة عدا عن الاجساد والرؤوس التي كانت تفكر وكان نصيبها أن تعلق بحبال المشانق، لكنهم اليوم تغافلوا عن كفاحهم وجهادهم وأهملوا المعطيات التي أوصلت بهم الى المناصب العليا واستسلموا للترف الذي غدوا عليه، وضربوا بعرض الحائط التضحيات الجسام التي نزفت على مذبح الحرية وجهاد الأبطال ممن كانوا بالأمس رفاق الدرب والمسيرة،وكذلك تناسوا أو ربما نسوا الأبرياء الذين قتلوا لا لذنب اقترفوه ولكن لصراعات سياسية لاناقة لهم فيها ولاجمل.

لايمكن بأي وجه من الوجوه أو بأي صفقة من الصفقات السياسية المشبوهة ان نتقبل فكرة العفو عن الارهابي المجرم الهاشمي ولايمكن ان نمنح القتلة والمجرمين الفرصة للافلات من العقاب بعد أن تيقنوا أن الهاشمي واحد من آلاف ممن امتهنوا القتل وسيلة لتدمير البلاد وخرابها وإعادتها الى عهد كان الانسان العراقي فيه ضحية لجلادي السلطة الذين يعاودون ممارسة هواياتهم تحت ذريعة السلطة ولكن بثوب جديد وشعار جديد لا يعدو أن يكون صورة ظاهرة لسلوك باطن متوحش وموغل في تماهيه مع بدائية الانسان وصراعه مع حيوانات الغابة والمنافسين من البشر على أبواب الكهوف في العصور والحقب السحيقة. إن دماء الابرياء لايمكن أن يدنسها من باعوا ضميرهم لمناصب زائلة ولا يحق لأي سياسي أن يمنح العفو للقتلة لأنه أصلاً لا يملك حق العفو.
 

Share |