حكايات فلاحية: خمسة والأمين حلاّوي!-صالح حسين
Sun, 20 May 2012 الساعة : 14:03

بمناسبة صدور: بلاغ عن إنتهاء أعمال المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي، فمن الأمثلة الشعبية التي ترددها كبار السن والعجائز من النسوة، يقول: ( خمسة بعين العدو )! والعدو هنا شخصية وهمية مجهولة، و المقصود بالخمسة من قبلي هي مؤتمرات الحزب الأخيرة! ومن المفيد أن نذكرها كما يلي:
1- الخامس: تشرين أول 1993
2- السادس : تمــــــــوز 1997
3- السابع : آب 2001
4- الثامن : أيار 2007
5- التاسع : أيار 2012
تنويه: من المفارقات العجيبة! أن الحزب الشيوعي العراقي كان قد عقد مؤتمره الثالث عام 1976 في العاصمة ( بغداد – ساحة عقبة إبن نافع ) أيام دكتاتورية أحمد حسن البكر - صدام حسين! وعقد مؤتمره التاسع من هذه السنة – أيار / 2012 شمال العراق، في محافظة ( أربيل – شقلاوة )! تحت حماية المخابرات الكردية ( الباراستن – التايبت ) وحراسة البيشمركة الكردية! في ظل عراق إتحادي ديمقراطي جديد و( ربيع عربي ) بأمتياز، كما قالت هذه القيادة من قبل!
بدءاً أتمنى للرفيق ( أبو داود ) الصحة وطول العمر، وكما يقال: على ( أقبال المؤتمر العاشر ) ... وأقول حسناً فعلت قيادة الحزب الشيوعي الحالية، باعادة ترشيح وإنتخاب السكرتير الأسبق والسابق والحالي ( حميد مجيد موسى ) للمرة الخامسة، طالما إنها مصرة على أستمرار نهجها التدميري تنظيميا ووطنياً، والذي أعتمدته منذ إلمؤتمر الخامس عام 1993 وإلى يومنا هذا، لذلك فلاداعي لتبديل وجهها، ولكن السؤال الذي يطرح لدى البعض هو: كيف لقيادة عملت وتعمل منذ ما يقارب العشرين عاماً ( 4 x 5 = 20 سنة ) وهي غير قادرة لتهيئة البديل لها على الأقل في حالات الطواريء!؟ وحسب ما نسمعه من تبريرات طيلة هذه الفترة هي: لاتوجد حالياً مواصفات القائد البديل في التنظيم ... ألم يكن هذا أعتراف ضمني بفشل السكرتير ( حميد مجيد موسى ) كقائد تنظيمي وسياسي! والمصيبة إنه لايزال يغامر بالوقت الضائع!؟
وبالمناسبة ذاتها يسرني كثيراً أن أقدم التهنئة القلبية للرفاق والرفيقات الجدد، الذين أتيحت لهم الفرصة وتأهلوا للوصول إلى عضوية اللجنة المركزية... أملنا بهم وفي غيرهم كبير في الحرص على وحدة وتماسك حزبنا وجماهيره.
وهنا نتساءل : اين هي نسبة ألـ( 25% ) لتمثيل النساء التي طالب الحزب بها أمام الراي العام والتي نفذها البرلمان العراقي، فالمطلوب من قيادة الحزب ان تلتزم قبل غيرها بالنسبة المئوية في اللجنة المركزية، فلماذا إذن ( 5 ) فقط!
مشيجيخة: إجتمعت اللجنة المركزية الجديدة برآسة الرفيق ( حميد مجيد موسى ) تحت شعار " إمبيرك واصل، مستوحاة ذلك الشعار من برنامج تقدمه القناة الفضائية الشرقية "، على شكل فريقين متنافسين بحضور جمهور من ( الأنصار – البيشمركة ) العرب ( الجحوش الحمر )! أو كما يصفونهم اليوم بـ( شهود يهوة ) بعد أن باعتهم " القيادة " نضالاً وتاريخاً، إلى ( مام جلال ومسعود البارزاني - الأحزاب الكردية العشائرية) والفريقان هما:
الفريق الأول: مفيد الجزائري، وجماعته ... وفلسفته الأسلامية - الرأسمالية!
الفريق الثاني: حميد مجيد موسى، وأتباعه من المستكردين العرب، وعلى ما يبدو إن ( الفريق الثاني ) هو أكثر حظاً من الفريق الأول!. وذلك بفضل نقاوة أجواء شقلاوة! ولايفوتنا أن نذكرهنا ما جرى من الصفقات المتبادلة التي أعتمدها بعض المشاركون سراً في المؤتمر للترشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب ومكتبه السياسي وعلى ضوء ذلك فقد تم ترشيح ( جاسم الحلفي / أبو أحلام ) و( جاسم محمد / أبو يسار )! لعضوية المكتب السياسي! بعد ذلك أصبح عضو المكتب السياسي السابق ( مفيد الجزائري ) خارج القرعة !
ربما نجدها مناسبة لأعادة نشر تساؤلات الكاتب ( هيثم القيم ) التي ذكرها في موقع ( كتابات ) يوم 10 أيار/ 2012 حيث يقول: " لماذا لا يكون رئيس الوزراء العراقي شيوعيا ً...!؟ ويضيف لـستُ شيوعياً ولم أكن يوما ًفي أي حزب شـــــيوعي .. ولستُ مهتماً بقهقهات ( مجيد حميد موســى ) في نوادي الحلة .. ولستُ مبالياً بتأتآة ( رائد فهمي ) أو تفلسف ( مفيد الجزائري ) مع أحترامي للجميع بالطبع .. ولا أعرف أسم عشيرة ماركس ولا أعـَمام لينين ولا خالة تروتسكي ولا عـَـمّة ماوتسي تونغ ..!".
البرنامج الفكاهي ( أكو فد واحد ) الذي تبثه قناة السومرية، مساء كل يوم أحد، الذي من شخصياته الوهمية ( أبو هارون )، والذي يتساءل هو الآخر: ما صحة شعارات الحزب الشيوعي العراقي بعد الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، والخاصة بالتحالف الوثيق بين العمال والفلاحين، حيث شاهدنا جلسة افتتاح المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي يوم 8 / 5 / 2012، ولم نلاحظ فيها أي شخصية فلاحية، ولا دينية، كما شاهدنا ذلك من قبل في المؤتمر الثالث عام / 1976 وكذلك لم نجد أية فعالية ترفيهية تنسب، لا للمحافظات العراقية الجنوبية أو الوسطى! وقال أيضا: إذا كانت هذه القيادة تشتغل علمكشوف، كما فعلت من قبل ومنحت شرف العضوية للعديد من الرفاق والرفيقات أمام شاشات التلفزة قبل سنتين وأكثر، إذن لماذا لم تعقد مؤتمرها اليوم في محافظة الناصرية أو غيرها من محافظات العراق في الجنوب أوالوسط!
ومن وقائع أفتتاح المؤتمر ما تم ذكرها: "... وتواصلت وقائع حفل افتتاح المؤتمر بعد ذلك، بتقديم لوحات موسيقية غنائية راقصة ساهمت فيها فرقة "سومر" الاستعراضية، التي قدمت أوبريت "وحدة العراق". تلت بعد ذلك فقرات أخرى، قدمتها فرقة "شباب الطوز" التركمانية، وفرقة "انجير" الكردية، وأخيرا فرقة "شبعاد". وأغانيها التراثية الجميلة.وكان تفاعل الحضور مع البرنامج قوياً. وكانت هناك مجاميع تتراقص على إيقاعات الأغاني المتنوعة، وأخرى تصفق بفرح. وانتهى مساءاً الافتتاح الحافل، ليبدأ الشيوعيون، ومن أختار السير معهم، يوماً آخر من النضال في سبيل "وطن حر وشعب سعيد"..
يتساءل البعض أيضاً: ما هي صحة ترقية حاملي الرتب العسكرية وزيادة الرواتب لبعض ( الأنصار – البيشمركة ) من الشيوعيين العراقيين، من قبل وزارة البيشمركة في محافظة أربيل، عشية أنعقاد المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي، وكما نعلم نحن وغيرنا أن رواتبهم التقاعدية هي من حصة الشعب الكردي ألـ( 17% ) التي هي ضمن ميزانية الدولة العراقية، والسؤال هنا: هل هي شفقة أو أستحقاق نضالي قدمه هؤلاء لصالح الكرد تحت بند الجحوش الحمر !؟.
وأخيراً: إن أهم ماورد في البلاغ الختامي : " عقد الحزب الشيوعي العراقي أيام 8 - 13 أيار 2012، وتحت شعار "دولة مدنية ديمقراطية اتحادية.. عدالة اجتماعية" مؤتمره الوطني التاسع في بغداد وشقلاوة.هذا وعقدت اللجنة المركزية بقوامها الجديد اجتماعاً كاملاً، انتخبت فيه الرفيق حميد مجيد موسى سكرتيراً لها... ووجه العديد من رسائل التقدير الى رئاسة الجمهورية، ورئاسة إقليم كردستان، والى مختلف الاحزاب والمنظمات والمؤسسات والشخصيات التي حضرت جلسة الافتتاح، او ساهمت في تقديم المساعدة لإنجاح أعمال المؤتمر... وجرى ذلك في اجواء من الشفافية والديمقراطية والسجال الحر للآرا ".
مربط الفرس: قبل أنعقاد المؤتمر بأيام قليلة سألت أحد أصدقائي، عن تخميناته لما سينتج عنه المؤتمر، فذكرني بأبيات من الشعر الشعبي للشيخ ( علي الشرقي ) حيث قال:
إنـّا تقارعنا وأوراقنــــــــــــــا لابدّ أن تســــحب عما قريب
نصيب هذا الحزب ( لملومة ) على الكرسي لعبت يانصيب
وأردف بأمتعاض ساخراً: خمسة والسكرتير حلاّوي!!...هل عرف الشيوعيون وأصدقاؤهم سبب تأخر عقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب ما تقارب مدة السنتين، حيث أرادت هذه القيادة تسويق وتمرير المبررات التي كانت تسوغها ومنها: قراءة وثائق المؤتمر الثامن ...الخ!
الجواب هو: كانت ( قيادة – الحلاّوي ) بحاجة إلى وقت، لترتيب تركيبة المؤتمر التاسع الجديدة، بين الموالاة والمعارضة ! وبما يعني في نظره أن جميع أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، حتى أنعقاد المؤتمر غير ناضجين وطنياً، أي إنهم لم يحصلوا على شهادة حسن السيرة والسلوك التي تؤهلهم للأستمرار والوصول إلى مواقع قيادية (سياسياً وتنظيمياً )، وبهذا فقد خالفت قيادة الحزب أكثر من مرة وخصوصاً عندما جددت فترة ترشيح خامسة للرفيق ( حميد مجيد ) وهذا بالطبع مخالف للأنظمة والأعراف الحزبية التي تنص بتحديد فترة القيادة بـ( دورتين ) وأكثر من ذلك، ما جرى هو نموذجاً سيئاً! يطرح تساؤلات كثيرة في الشارع العراقي عن مبدأ التداولية والتجديد! سواءً كان ذلك في الحزب أم الحكومة العراقية التي كانوا جزءً منها، فهذه ( القيادة - الحزب ) أصبحت مقيدة لاتستطيع أن ترفع شعاراً أو أن تطالب أي جهة، بتداول السلطة... وهنا يتحمل مسؤولية ذلك ( المشاركين – المندوبين ) في المؤتمر الوطني التاسع للحزب، ولكن والحق يقال، رغم وضعه الصحي فـ" الرجل " لايزال متحمل المسؤولية وعبئها الكبير!.
ملاحظة: أرتباطاً بالموضوع أعلاه، أستغرب من الرسالة التي نشرها السيد ( رزكار عقراوي ) المشرف العام لموقع ( الحوار المتمدن ) في العدد ( 3728 تاريخ 15 / 5 / 2012 ) والتي هي بمثابة أمتصاص لردود أفعال الشيوعيين الوطنيين وأصدقائهم عن توجه القيادة والنتائج التي تمخض عنها المؤتمر التاسع للحزب،...الخ! ومن وجهة نظري إن الرسالة ( عتاب حبايب ) وليس أعتراضاً على نهج ومن ثم أبداء الرأي لتصليحه... وبالتالي لن تكون أكثر من ( ركلام – الدعاية، والدليل لحد اليوم ( 134 ) مداخلة! ) على موقع الحوار المتمدن، الذي يديره حامل العضوية المركبة ( رزكار ) بنفسه،. مواقع النشر: كوكل - Google ( حكايات فلاحية ) ... صالح حسين .


