إنّهم يفترشون المقاهي ( مقهى مسلم أنموذجاً ) *1
النوايا طيبة ، التصريحات مُطَمْئِنَة ، حتى لتخال انك بعد نهاية كل لقاء قد حصلت على حقوقك كاملةً ، الأفعال عرجاء إن لم تكن كسيحة ، الوعود ناضجة ، لكنها مؤجلة ، الخروقات حاصلة ، التجاوزات مستمرة ، الضحك على مثقفي هذه المدينة بات واضحاً وجلياً ( نعم ، هم أصحاب الكلام فقط ، ليس لديهم شيء يفعلونه سوى ترتيب الكلمات وزخرفتها هكذا سمعت احدهم يقول ذلك ذات يوم عن أدباء المدينة ) 0 كم تحمّلَ أدباء ومثقفو هذه المدينة من إهمالٍ مقصودٍ وغير مقصود من قبل المؤسسات الحكومية المتعاقبة عليها ، فهم يتفننون بإيجاد وابتكار طرق جديدة لعرقلة مسيرتنا الأدبية أو يتلذذون بمعاناتنا 0
والشيء الملفت للانتباه هو إن قضية مقر الاتحاد أو إيجاد مقر ومكان لأعضاء الإتحاد يتواجدون فيه ويمارسون أنشطتهم الثقافية بسلاسة دون اللجوء إلى أماكن لا تمت بصلة إلى الأدب ، وكذلك بدل التشتت في أمكنة عدة 0 صار هذا الأمر الشغل الشاغل للكثيرين من المهتمين بالشأن الثقافي ، لكنهم لا يمتلكون السلطة أو الأمر بتغير هذا الواقع المتردي ، وان حاولوا جاهدين 0
ربما تغرّدُ البلابلُ ثانيةً !
ربما يبيضُ الديكُ !
ها نحن بانتظارك يا غودو ،
جهزْ حقيبةَ أفكارك ؟
الآن وليس غداً
في كل أصقاع الدنيا ، الدولة مسؤولةٌ عن أدباءها 0
الأدباء هم وجه الدولة ، بلدٌ بلا أدباء مشوّهٌ وداكن 0
في الناصرية ، الأدباءُ يتوزعون على المقاهي !
في الناصرية ، المقاهي تفرضُ سلطتها بكراسيها !
في المقاهي ، تتوزعُ الناصرية بمثقفيها !
هكذا هو الحال ، شعراء ، كتاب ، فنانون ، صحفيون ، ومثقفون ، الكل يبحث عن كرسي فارغ أما بحثا عن راحة أو للقاء صديق أو لمناقشة موضوعٍ ما 0
ولكن ،( مسلم ) *2 يرفضُ شراء كراسٍ أخرى ، بحجةِ إن الطريق المؤدي إلى الجهة الأخرى سيكتظُّ ، وان الحكومة لا تسمح ، وأحياناً يتذرع بأن الرزقَ قليل ،
وأنا اشكُ في ذلك ، أعتقدُ أن ( مسلم ) متآمر ضدّ ثقافتنا الوطنية وله اتصالاتٌ بجهاتٍ أخرى هدفها تميعَ أو تقليص دور اتحاد الأدباء 0 حتّى انه أحياناً يخبئُ أكواب الشاي ويمنعنا من ممارسة طقسنا اليومي 0
لذلك أنا ( عباس الحاج ريسان ) أدعو : إلى اجتماعٍ عاجل وضروري ( فقط أعضاء الإتحاد والمتضامنين معهم ) لوضع الخطط المناسبة والحيل الفتاكة للقضاء على مسلم وتبديله بشخصٍ آخر أكثر حبّاً وولاء ، أو نفتحُ بابَ الترشيح 0

*1ـ مقهى مسلم ، في وسط مدينة الناصرية قرب بناية المحافظة القديمة
*2ـ مسلم ، هو صاحب المقهى