في يوم عيد الأم - دلال محمود - المانيا

Sun, 20 May 2012 الساعة : 12:43

في تأريخ 13 من شهر مايس الجاري صادف عيد الأم والذي كان قد خططت له بعض النسوة العراقيات في المانيا ان يكون اجتماعاً فيه باحدى بيوت الله للعبادة.
ذهبت انا وحالي كحال الأخريات من العراقيات لا أعدو غير مستمعة جيدة لكل مايدور في المجلس هذا او الاجتماع على وجه التحديد , كانت عريفة الجلسة او الحفل البسيط والمتواضع هي عراقية الجنسية , بدأت بطرح السؤال التقليدي وهو من قدم لكِ هدية في يوم عيدكِ, وماهي الهدية؟
بعدها دار الحديث عن وضع النساء في بلاد المهجر والمعاناة التي تواجه المرأة حيث شكون من رتابة الحياة وانعدام المتعة بسبب البعد عن الوطن والأهل والأقرباء, وكن يبحثن عن منقذ ينتشلهن من تلك الحياة الروتينية, في بداية الامر كنت اسمتع فقط ولكن حين وجدت ان مشاكلهن لاتتعدى ضجرهن من رتابة الوضع أندهشت بصدق يعتليه الحزن فقطعت حديثهن بسؤال كالأتي(أن كنا نحن نشكو ونتذمر من حياتنا هنا حيث الأمان والأمن وسهولة العيش بحيث لاينقصك شيء ,إذاً كيف بأهلنا وأخواننا في العراق الحبيب والذين يعانون الحر صيفاً بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر , كما يعانون قساوة البرد بسبب النقص في مواد الوقود والطاقة الكهربائية. وانعدامها احيانا؟
واستطردت الحديث عن اخواتنا وبناتنا في بلدنا الحبيب حين يمرضن ولايجدن من يعينهن فلا تأمين صحي ولادواء متوفر كما ننعم نحن هنا , ربما لايصدق البعض من قرائي الكرام حين اخبرهم بأن اغلبهن عصفن بوجهي وكأنني شتمتهن او أسأت لمقامهن الجليل . قالت السيدة ج من محافظة البصرة الفيحاء بصوت اشبه لمن يعلن بداية نشوب الحرب (اننا جميعاً لانتابع التلفزيون وذلك كي لانسمع اخبار العراق نحن هنا بحاجة للراحة والتنفس كفانا العراق وهم العراقيين) , واستطردت كلامها ....انني منذ اكثر من ستة شهور ولن اتصل بوالدتي ولن اعرف اخبارها لانني لااريد ان اسمع اخبار العراق , اجبتها بهدوء , مرير ,هنيئاً لأهلك بكِ ايتها الابنة البارة, وختمت حديثي بان نصيحتي لكل من لديها وقت فراغ ولكل من تبحث عن الراحة والمتعة هو ان تفكر في مساعدة الاخرين واخص بالذكر ومااحوجهم لمد يد العون هم اهلنا في بلدنا الحبيب العراق الغالي
اعتصر الحزن حنايا قلبي لأني التقيت باناس يحملون اسم العراق ولكنهم لاينتمون اليه ولا يشعرون بمعاناته , ورثيت لحالهم ولصفاتهم القاسية وانا ارى الجحد يعتليهم دون خجل او حياء.
 

Share |