أمام" خارطة كردستان الكبرى"عند الحلاق! -الدكتور خلف كامل الشطري -المانيا

Sun, 20 May 2012 الساعة : 12:31

 في المدينة التي أعمل فيها في المانيا هناك عدد كبير من الأكراد وخاصة من تركيا والعراق.أكثرهم يعملون كأصحاب مطاعم("شعبية")صغيرة أو حلاقين.دخلت قبل عدة أيام إلى أحد محلات الحلاقة وكان صاحب المحل كرديا عراقيا.فوجئت بوجود خريطة كبيرة لما يسمى بكردستان الكبرى .الخريطة تضم مناطق شاسعة من العراق وتركيا وإيران وسوريا وكذلك بعض أراضي أحد جمهوريات الأتحاد السوفيتي السابق.مايهمني هو العراق في الخارطة.وكم كانت الصدمة كبيرة عندما رأيت مناطق عراقية عربية شاسعة ضمتها هذه الخريطة وتحت إسم"إقليم كردستان العراق".أكثر من نصف ديالى ومناطق شاسعة من الأنبار ومناطق واسعة شمال بغداد وبالطبع المدينة العراقية الخالدة كركوك...ووو.سألت الحلاق عن واقع هذه الخريطة ومن أعطى الأكراد الحق للمطالبة بأراض عراقية عربية ليس لها أي علاقة بالأكراد وكردستانهم؟كان رده العنيف والغير مؤدب والشوفيني متوقعا!أجاب بأن العرب في العراق قد" إستعمروا" كردستان العراق منذ قيام الدولة العراقية الحديثة و"إستعمار كردستان؟" إنتهى في العراق على يد الأبطال الأكراد القوميين كالبطل القومي مسعود البرزاني وقبله والده المرحوم الملا مصطفى البرزاني،مفجر الثورة الكردية الكبرى وقائدها الخالد،وأضاف:أن إستقلال الأقليم حصل في الحقيقة منذ أن منع الغرب(وخاصة الولايات المتحدة!)تحليق الطيران العراقي فوق كردستان ومنع الجيش العراقي من دخول الأقليم بعد حرب الخليج الثانية(يقصد حرب تحرير الكويت!) وقد أصبحت لغة" الأستعمار العربي" لكردستان(يقصد اللغة العربية!)في الدرجة الثالثة بعد اللغة الكردية واللغة الأنكليزية!.وعندما سألته عن مصير العراقيين العرب في المنا طق العربية التي يطالب بها الأكراد والتي تضمها خريطتهم إن حصلوا عليها!أجاب بوقاحة غير مألوفة بأن العرب"المستعمرين"؟ لهم الحق أن يبقوا في مناطقهم ولكن تحت الحكم الكردي في الدولة الكردية القادمة،أو يرحلوا إلى المناطق العربية الأخرى في جنوب العراق أو غربه.عندما خرجت من محله مذهولا تذكرت فورا المادة 140 التي أجبر الأكراد الآخرين على إدخالها في الدستور العراقي والتي إن تم تحقيقها لاسامح الله،ستدمر العراق حتما وكذلك تذكرت محاولات القادة الأكراد المستمرة وخاصة الشوفيني مسعود البرزاني لشق الصف العربي العراقي والذين وجدوا في بعض قادة مايسمى بالقائمة العراقية(قائمة مرتزقة العربان والأتراك!)أخلص الحلفاء لتحقيق أطماعهم الغير محدودة.لقد رأينا كيف أن بعض قياديي القائمة العراقية إتهم السيد المالكي "بإثارة غضب الأكراد "؟لأنه زار مدينة كركوك العراقية الأصيلة،رمز بلاد مابين النهرين،والتي يدعي الأكراد زورا وبهتانا بأنها جزء من كردستانهم وكأن العراقيين ليس لهم الحق بزيارة مدنهم.لقد تبين للقاصي والداني بأن مايسمى بالقائمة العراقية قد خانت من إنتخبها وسوف"تتلاشى"في الأنتخابات القادمة حتما.

Share |