في أمتحانات العام الماضي / كنت شيطاناً أخرس -عقيل جعفر سعدون - الرفاعي

Sun, 20 May 2012 الساعة : 11:36

 عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
حق المساواة وعدم التمييز بين البشر في الإسلام من أعظم صفات الإنسانية وحقوق الإنسان التي نادى بها وعمل لأجلها محمد رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم بين البشر فكان لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى , والناس كلهم سواسية كأسنان المشط قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) صدق الله العلي العظيم
فساوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الغني والفقير ، وبين السيد والعبد في المسجد وفي الجلوس معه ، وكانوا أمامه متكافئين في الدماء والأموال والحقوق .
فلماذا نحن نحفظ الآية الكريمة والحديث الشريف دون العمل فيهن وتطبيقهن على أرض الواقع هل هن للحفظ فقط كما مذكور في كتب ألإسلامية في أعلى الصفحة أم ماذا ؟ ومثال على ذلك والامتحانات على الأبواب هل نتعامل نحن المعلمون المراقبون على الامتحان مع التلاميذ كأسنان المشط كما مذكور في الحديث الشريف أم هناك تمييز بين أبناء المسؤولين والتجار والضباط والمدراء والمشرفين التربويين وأولاد ( الخايبة ) الفقراء ؟ حمدتُ الله وشكرتهُ كثيراً عندما أعلنوا قوائم المراقبين على ألامتحانات ولم يظهر أسمي في تلك القوائم لأني في امتحانات العام الماضي شعرت وكأني أصبحت شيطاناً أخرس .لأني أشاهد مسرحية بعنوان (المهزلة) لكنها ليست مسرحية كوميدية بل من المسرحيات الحزينة جداً وأبطالها معروفون ولم أحرك ساكن تكلمت مره قالوا لزميل لي من هذا المنافق وتكلمت مره اخرى قالوا لنفس الزميل قل لصاحبك لا يتكلم مع البنات يقصدون المعلمات وتكلمت ثالثة وقالوا لي هناك مدير للقاعة ألامتحانيه مسؤول عنها وأنت مراقب فقط لا عليك إلا بقطاعك وإذا تحب تمتع بإجازة .
شعرت إني شيطان أخرس لما شاهدته من حالات مؤسفة جداً كشفت مدى البلادة والبلاهة التي وصل إليها بعض المعلمين أقول البعض لأن هناك الكثير من الشرفاء لا يرتضون مثل هذه الأمور لكن لا أدري هل أنتابهم نفس الشعور الذي أحسست به أم لا . لا أعلم لكني أرى علامات عدم الرضا على وجوههم وذلك أضعف ألإيمان .
وحتى لا يمس المعلم بسوء ويصبح على لسان من هبَ ودب أوجه كلامي إلى أخواتي المعلمات وإخواني المعلمين وأقول لهم لنصون الأمانة ولا نسمح لأيٍ كان المساس بمهنة التعليم والتي هي بالأحرى رسالة وليست مهنة واعلموا لو تكلم أحد بسوء على معلم في البصرة أو في واسط أو أي مدينة في العراق والله أشعر وكأنه يتكلم عليّ أنا فيا زملائي دعونا نعيد للمعلم هيبته التي نعرفها ويعرفها الجميع دعونا نصون ألأمانة ونطبق ما أوصانا به القرآن الكريم وأوصانا به رسولنا الكريم على أرض الواقع .
بسم الله الرحمن الرحيم) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (صدق الله العلي العظيم
وأخيراً أسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة العراق الغالي وشعبه الطيب
 

Share |