سياسيون يحذرون من تأثير المشاكل الداخلية على صورة العراق الخارجية
Sun, 20 May 2012 الساعة : 9:16

وكالات:
في الوقت الذي استعاد فيه العراق مكانته على الساحة الدولية من خلال النجاح الذي حققه باستضافة القمة العربية وعقد جولة مفاوضات النووي الايراني هذا الاسبوع، عد نواب لـ" الصباح" عقد المؤتمرات في العراق "اعترافاً دولياً" بدوره في المنطقة وان بغداد اصبحت قبلة العالم، رغم خشيتهم من تأثير المشاكل الداخلية في السياسة الخارجية وانعكاس ذلك على صورة العراق في الخارج.
فقد اكد النائب عن القائمة العراقية البيضاء كاظم الشمري ان "العراق بدأ يتعافى عربياً ودولياً من حالة القلق الذي يربطه بالعالم العربي والمحافل الدولية، وخير دليل على ذلك استضافته للقمة العربية وما تناوله من مواضيع حساسة بحيادية وبشكل واضح". واضاف ان "تصريح رئيس الجمهورية على استضافة العراق لمؤتمرات دولية ناتج على مكانة العراق ودوره.. ونحن نشد على يده في هذا التصريح ونطالب جميع الكتل السياسية بان تتعاون على تحسين صورة العراق الخارجية ولا تعكس خلافاتهم الداخلية عليها".وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني اشار الخميس الماضي خلال استقباله سفراء دول الاتحاد الاوروبي في بغداد، الى موضوع مكانة العراق عربيا وإقليميا خصوصا بعد انعقاد القمة العربية في بغداد، التي مثلت انعطافة مهمة في استعادة العراق لدوره الريادي العربي، وأصبح دارا للسلام من خلال العمل على عقد المؤتمرات الدولية لاسيما اجتماع 5+1 الذي من المؤمل عقده في بغداد، متمنيا الوصول إلى حل للملف النووي الإيراني.
واشار الشمري الى ان "اغلب الدول الان ومنها الدول المحيطة بالعراق مثل تركيا وايران وسوريا وحتى الكويت لا تخلو من وجود مشاكل داخلية فيها، لكن تبقى مشاكلها داخل محيطها، الا العراق الذي يصدر مشاكله الى الخارج".
وبين ان "العراق قادر على تقديم مبادرات لانهاء العديد من الازمات الموجودة الان ومنها الوضع في سوريا والملف الايراني وعلاقة الاخير بالعرب.
وكان وزير الخارجية قد اوجز الاربعاء الماضي، لسفراء بعثات الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الامن والمانيا المعتمدين لدى العراق اضافة الى ممثلة الاتحاد الاوروبي، الاجراءات والترتيبات الادارية واللوجستية التي تم اتخاذها لاستضافة اجتماع مجموعة الـ 5+1، مع ايران في بغداد الاربعاء المقبل بشأن البرنامج النووي الايراني.
واعلنت مصادر مقربة من الحكومة لـ”الصباح” مؤخرا، اكتمال الاستعدادات لاستضافة اجتماع 5+1 بشأن بحث الملف النووي الايراني، مشيرة الى ان “العراق انهى جميع الاستعدادات، وبات جاهزا لاستضافة الاجتماع الذي يعد الاكبر الذي يعقد في البلد بعد انعقاد القمة العربية في بغداد”، لافتة الى ان “المسؤولين العراقيين سيطرحون خلال اجتماع 5+1 مقترحات لتسوية الخلافات بشأن برنامج ايران النووي”.
اما النائب عن التحالف الكردستاني شريف سليمان فقد بين ان "هنالك تطورا في سياسة العراق الخارجية، وقد بدأ العراق في اقامة افاق جديدة من التحرك في عقد المؤتمرات باتجاه ايجابي".وتابع سليمان: "يجب ان يكون هنالك اهتمام بالشأن الداخلي لينعكس على السياسية الخارجية فالاثنان مرتبطان مع بعض، وذلك لان المشاكل الداخلية تؤثر في انطلاق العراق الى العالم الخارجية"، مبيناً ان هذا الامر يدل على استرجاع هيبة العراق امام العالم الخارجي واعادة هيبة المواطن العراقي الذي فقدها نتيجة ممارسات النظام الدكتاتوري على الرغم مما يملكه من قدرات بشرية وحضارية وسياسية، فالسمعة الخارجية مهمة في بناء عراق جديد مبني على اسس جيدة في العلاقات".واكد سليمان" ان رئيس الجمهورية يمثل احدى الجهات المهمة في تطبيق الدستور ويعمل لصالح مصلحة العراق وشعبه فمن واجبه العمل على تحسين العلاقات الخارجية، وتصريحاته تدل على عودة العراق الى سابق عهد في احتضان العالم العربي".وضيفت بغداد نهاية اذار الماضي القمة العربية، ونصت البنود 46 و47 و48 من اعلان بغداد على مايلي: "تحيتنا لبغداد التي يحتفى بها عاصمةً للثقافة العربية للعام 2013 وهي تستعيد دورها البارز في حركة الإبداع الفكري والنهضة الثقافية العربية والإثراء الحضاري، توجيه خالص الشكر وبالغ التقدير لرئيس جمهورية العراق جلال طالباني على إدارته الحكيمة لأعمال القمة، وإغناء مداولاتها، ونُعرب عن ثقتنا التامة في أن رئاسة العراق للعمل العربي المشترك ستشهد المزيد من الانجازات والتطوير وترسيخ التضامن العربي، امتناننا العميق لجمهورية العراق شعباً وحكومةً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن التنظيم، نؤكد أن انعقاد القمة العربية في بغداد هو برهان ساطع على استعادة العراق عافيته واستقراره وتعزيز سيادته بانسحاب كامل القوات الأجنبية، ونُرحب بعودته عضواً فاعلاً في محيطه العربي والإقليمي والدولي".
كما اشار النائب عن التحالف الوطني جواد البزوني الى ان "هذه التصريحات تشير الى عودة العراق الى وضعه الطبيعي وانه اصبح لديه دور في المنطقة ولا احد ينكر ذلك، ولكن هذه المؤتمرات تضر بالعراق ولا تخدم الشعب العراقي".وتابع البزوني: ان "هذه المؤتمرات يلعب فيها العراق دور الوسيط في حل المشاكل لا اكثر، نعم انها تعطيه مساحة دولية، لكنها لا تترتب عليها اهمية كبيرة".بيد انه نوه بان مؤتمر بغداد كاسم يرفع في المحافل الدولية تكمن اهميته في رفع اسم العراق.
المصدر:الصباح