شركة زين والبريد والمواطن- طاهر مسلم البكاء- الناصرية

Thu, 17 May 2012 الساعة : 14:13

 لم أدخل دائرة البريد منذ عام 2003 ، فقد أصبحت دائرة لاتعني المواطن بشئ ،وقد رضيت لنفسها الاعتزال والاكتفاء بالتلفونات التراثية ،والقليل من المواطنين الذين بقوا يحتفظون بهذه التلفونات كذكريات في محطات العمر ،يفاجئ بأن هذه الدائرة تسجل عليه ديون بدون أي خدمة مقدمة !
المهم فأنا اليوم حاولت أن أدخل الى دائرة البريد ،وفوجئت بدهاليز تحتاج الى دليل لكي تجتازها انها تذكرني بمغارة علي بابا في قصص ألف ليلة وليلة ،وبعد العديد من الاسئلة أهتديت الى أحد الموظفين الذي بدأيحدثني بحسرة شديدة :
لقد كانت هناك أفكار لمشاريع رائدة كان يمكن أن تخدم المواطن وتنافس شركات الموبايل وصولا" لتقديم افضل الخدمات للمواطنين ،وتديم التواصل لدائرة البريد مع المواطنين غير اننا ،وبالرغم من اننا موظفين في دائرة البريد، فاننا لانعرف لماذا لم تنفذ هذه المشاريع فبقى الأمور كما ترى ، وفوجئت بمواطن تبين انه ينوي الحصول على أجازة بناء ،قطعت له المحاسبه وصل بخمسة وعشرون الف دينار، وكان يتصور ان الذي يبني دارا" سكنية سوف لايؤخذ ون منه شئ ،ويظهر أنه تفاجئ فقال
بعد أن دفع المبلغ مرغما" طبعا" ! :
- رجاءا" مالذي تقدمه دائرتكم للمواطن اليوم لكي تأخذوا هذا المبلغ ؟
قالت المحاسبة : والله احنا ما نعرف ،أسأل المسؤول الذي سيختم لك ، وليس هذا فقط فقد تظهر عليك ديون من يدري ؟
ودخلت خلف ذلك المواطن دهاليز جديدة ، وعندما وصلنا الى ذلك المسؤول الذي أستخدم حاسوب أمامه ليرى أن كان طالب أجازة البناء يملك جهاز تلفون تراثي من تلك الاجهزة التي يبتزون المواطن بواسطتها ،فلم يسعفه الحظ فقد وجد ؟أنه لايملك تلفون تراثي،وعندما قام بختم المعاملة أعاد المواطن سؤاله عليه ثانية :
أستاذ من فضلك ما الذي تقدمونه للمواطن اليوم لكي تأخذون هذه المبالغ ؟
بادئا" ،تفاجئ من السؤال ثم رد بشئ من الحدة :
( نحن هنا كل من يقول لنا السلام عليكم نأخذ منه خمسة وعشرون الف دينار ) ! .
وتسائلت أما كان الاولى بدائرة عريقة كدائرتكم أن تنافس شركات الموبايل التي تبتز المواطن لانفرادها بالساحة اليوم ،فيكون أخذكم لهذه المبالغ وغيرها مما تحتسبونه ديون على المواطنين بدون تقديم خدمة ،مبالغ بالحلال وليس بالبلطجة ،التي تثير الاسى في نفس المواطن وتجعله يفكر بما وصلت اليه دوائر الدولة من مستوى مأساوي ،ينعكس سلبا" على سمعة الدولة ونوع خدماتها للمواطنين ، فأذا كان الاخوة في البريد غير قادرين على المنافسة فالاولى بهم أن يتركوا المواطن بحاله ،على الاقل ، ويوقفوا أبتزازه بدون أي خدمات مقابله .
رسائل شركة زين :

في موضوع سابق بعنوان ( رسائل الأثير .. هل من منقذ ينقذنا ؟ ) كنا اشرنا إلى ما يسببه السيل المرسل من رسائل الموبايل إلى المشتركين , من إقلاق لراحة المواطن والى عدم استفادته من خدمة مهمة في الموبايل هي خدمة رسائل الموبايل , من جراء هذا الأمر .
وكما يبدو إن ليس هناك من حسيب ولا رقيب, فقد وصلت الأمور إلى إن المواطن حتى في وقت راحته أو خلوته مع نفسه , فان هناك من ينغصها عليه في أمور غير ذات أهمية.
ولقد زرنا العديد من البلدان العربية والعالمية فلم نجد مثل هذا الهرج والمرج , إذ لو حصل ووصلتك رسالة فإنها تكون لمساعدتك أو إرشادك وليس للعب الروليت والحظ يانصيب.
صحيح إننا كنا شعب محروم, وعندما جاءتنا خدمة الموبايل , فإنها كانت نعمة من نعم الله , غير إن البشر يمكن إن يحول , بتصرفات الجشع , النعمة الإلهية إلى نقمة بشرية .
وتستخدم الشركة طرق ترغيب لم تثبت صحة , حتى ولو نسبة بسيطة منها , فعلى طول فترة عمل الشركة في العراق لم نسمع إن أحدا فاز بملايين الدولارات او بسفرة من سفرات الأحلام . ولتناول كمثال رسالة من الشركة تقول ( لأول مرة اربح رحلة إلى كاس العالم فقط مع زين أرسل رقم كذا .....)
فإذا صادف وان حاولت إن ترى ماهي القصة وتشترك في الجواب على واحدة من هذه الرسائل العجيبة الغريبة التي تأتيك وتغريك بالإجابة , فتأكل رصيدك كما تأكل النار الحطب , من مثل :

- صوت الدجاج هو ...... نقنقة ...... بطبطة ؟؟
- من هو الاكرش.... ضخم البطن .... صاحب القروش ؟؟
- ماجمع بطة .... بطات..... بط؟؟
- حشرة أم (44) كم رجل لها؟؟
- أكلت الفلفل فتفلفل فمي .... كم فاء فيها ؟؟
وهكذا...
وأحيانا يكون مزاجك رائقا فتمسح الرسالة بهدوء مع القليل من التأفف , ولكن إذا كنت وقتها بانتظار خبر هام , وفجأة تصلك رسالة أو رسالتين متتاليتين في لحظة واحدة , فتهب كالملهوف محاولا" قراءة الرسائل بسرعة ممنيا النفس بالحصول على مبتغاك , ولكنك تجد إن الرسالة ما هي سوى إعلان من شركة زين عن يانصيب جديد أو عن الأبراج أو غير ذلك من الرسائل المبينه أعلاه , عندها ستصب جام غضبك على جهاز الموبايل وتقذف به على الأرض أو على المكتب .
ان هذا السيناريو يتكرر مع كل واحد منا , فلا نحن نستطيع الاستغناء عن الموبايل ولا شركة زين ترحم بحالنا , ويعتقد إن كل ذلك مقصود , إذ إن إلغاء خدمة الرسالة ستجعل المشترك يضطر لاستخدام المكالمات دائما, ومعلوم إن المكالمات اغلى سعرا" , وبحساب بسيط على مجموع المستهلكين سيتبين كم يوفر هذا من مبلغ؟
إن انعدام المنافسة الحقيقة للشركة هي من الأسباب التي تؤدي إلى مثل الخدمات للمواطنين ، وتقع المسؤلية الحقيقية على عاتق وزارة المواصلات وتحديدا" دائرة البريد , والتي يمكنها توفير أجهزة حديثة تستطيع المنافسة بقوة في تقديم نوعية وسعر خدمة أفضل بدلا من تمسكها بأجهزة الهاتف القديمة التي عفى عليها الزمن.
في الحقيقة تستطيع الشركة إن تحصر رسائلها الخاصة هذه , والتي تتناول الإعلانات والحظ يانصيب وقراءة الطالع والفتاح فال وما شابه , تستطيع ان تحصرها في ساعة معينة في اليوم , تكون معلومة للمشتركين , فمن يريد الاشتراك سوف يستخدمها , ومن لايرغب , وهي عامة الناس , فلن يستخدم خدمة الرسالة لا في الإرسال ولا في الاستقبال خلال هذه الساعة .
وهذا يمكن إن يتم تنفيذه إذا لم تكن هناك نية مبيته من الشركة وعلى رغم أنوف مستخدمي الشبكة!

Taher bakaa @yahoo.com
 

Share |